اعتبر أكاديميون وسياسيون ومثقفون انتخاب محافظي المحافظات التي سيشهدها اليمن لأول مرة في تاريخه المعاصر في السابع عشر من مايو الجاري، خطوة مهمة على طريق ترسيخ نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية في إدارة الشأن المحلي، وتجسيداً حقيقياً حياً لآفاق النهج الديمقراطي التعددي الذي انتهجه اليمن مبكراً..وأكدوا في تصريحات لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن انتخاب المحافظين يعزز الانتصار الديمقراطي الكبير الذي حققه شعبنا اليمني في مسار ممارسته للعمل السياسي وحقوقه الديمقراطية ويبرهن شهادات المراقبين المتابعين من الأشقاء والأصدقاء في العالم ممن شهدوا للتجربة الديمقراطية والتعددية الفتية في الجمهورية اليمنية بالرسوخ والثبات وامتلاك مقدرة الديمومة والبقاء لتكون نموذجاً صادقاً واضحاً لمعنى التجسيد العملي للنهج الديمقراطي الذي اختاره شعبنا عن قناعة راسخة، وتجسيداً لمبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه. ولفتوا إلى أن التجربة الديمقراطية اليمنية غير منقطعة الصلة عن تاريخ الشعب اليمني ونهج الشورى الذي انتهجه على مر التاريخ.. منوهين بأهمية مثل هذه الانجازات التي يحققها الشعب اليمني على طريق التنمية الديمقراطية باعتبارها من الانجازات التي لا يستهان بها، وهي تمثل تجسيداً لجوهر القيم التي نؤمن بها شوروياً وسياسياً ودستورياً. وأشاروا في تصريحاتهم إلى أن نجاح مثل هذه التجربة سيمثل اضافة نوعية ضمن مسيرة النجاحات التي يحرزها اليمن على طريق ترسيخ نهج الممارسة الديمقراطية، وتأكيد الاستحقاق الديمقراطي الكبير، باعتبارها مبعث فخر لكل اليمنيين، وليس ثمة منتصر ومهزوم في هذا الاستحقاق وأن المنتصر والفائز الأول والأكبر هو شعبنا اليمني العظيم.. مؤكدين أن الوطن ملك للجميع وأن الجميع مسئولون عنه وعليهم التطلع إلى المستقبل الأفضل والعمل على كل ما يعزز الوحدة الوطنية ويمتن علاقات الإخاء والمحبة والود في المجتمع ونبذ البغضاء والكراهية وعلى الجميع أن يضع نصب عينيه مصلحة الوطن اولاً وأخيراً.. وتقول رئيس فرع اتحاد نساء اليمن بعدن فاطمة مريسي إن انتخابات أمين العاصمة والمحافظين تمثل في حد ذاتها خطوة متميزة ونقلة نوعية على طريق اللامركزية ونقل السلطات إلى المحافظات .. مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها إحداث تغيير ايجابي في حياة المجتمع وتطور ونهوض حقيقي لتصحيح الاختلالات التي رافقت عمل السلطة المحلية منذ عام 2001م حيث كان المحافظ معيناً وليس منتخباً، مما أدى إلى بروز تناقضات في اداء السلطة المحلية. وأضافت: « بهذة الخطوة سيكون بدون شك تعزيزلاداء السلطة المحلية في المرحلة القادمة وستوسع من قاعدة المشاركة الشعبية وتحقق تقدماً ملموساً ونهوضاً بالعملية التنموية المحلية وستوسع المشاريع وستخلق فرص عمل للشباب العاطل ورسم السياسة التنموية لتتلاءم وواقع كل محافظة واحتياجاتها. من جانبها اعتبرت رئيس الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي بمحافظة عدن أم الخير الصاعدي انتخاب المحافظين خطوة ايجابية نحو مشاركة المواطنين في ادارة شؤونهم واتخاذ قرارات في اختيار من يمثلهم كمحافظ. مشيرة إلى أن الخطوة ستنعكس ايجاباً على العملية التنموية المحلية ببساطة، فكلما أدار المواطنون أمورهم وبجدية سيسهمون بشكل فعال في تذليل الصعاب باعتبارهم هم ممن قرروا أن يكون محافظاً لهم وسيترتب على ذلك مشاركة في رسم احتياجاتهم في المشاريع الأولية التي وضعوها لسير عملية التنمية الشاملة. . وأكدت أن انتخابات المحافظين سيسهم بفاعلية في تعزيز الحكم المحلي وسيجعل المحليات اكثر قدرة على السير بمهامها لخدمة احتياجات المواطنين وما تنشده المجتمعات المحلية في تفعيل انشتطها. .فيما قال رئيس جامعة عمران الدكتور صالح فضل السلامي: عملية اجراء انتخاب أمين العاصمة ومحافظي المحافظات تعد خطوة تصب في بوتقة الانجازات التي تحققت لليمن على يدي صانع الوحدة اليمنية المباركة والتحولات في يمننا الحبيب. ولفت إلى أن هذا الانجاز يعد التزاماً لما قام به الذين وضعوا أهداف الثورة اليمنيةالمباركة،حيث تضمن الهدف الرابع من أهداف الثورة اليمنية الخالدة الستة والمتمثل في إنشاء مجتمع ديمقراطي عادل، وهو ما يندرج تحت غطائه العديد من الأهداف والمضامين ومنها تحقيق هدف حكم الشعب نفسه بنفسه. وقال: « تعد خطوةانتخاب محافظي المحافظات والتي ستليها صلاحيات أوسع في إدارة شئون الحكم المحلي في جميع المجالات والاتجاهات والتوجهات والتقدم المحلي بجميع جوانبه وأهدافه ومضامينه. وحيا رئيس جامعة عمران هذا الانجاز التاريخي والذي ستحكي عنه الأجيال القادمة ويحافظ عليه مجتمعنا اليمني كعمل وطني خالص وخال من الشوائب وتعقيدات الأمور. وأوضح أن هذه الاجراءات لم تأت من فراغ وأنها أتت بعد إجراء تعديل قانوني من قبل نخبة من ممثلي الامة اليمنية الممثلة في مجلس النواب والذين يمثلون الأمة اليمنية قاطبة وبعد إجراء و وضع المقترحات والآراء والتمعن في كيفية التعديل لقانون السلطة المحلية ومروره باللجان المتخصصة في مجلس النواب والمصادقة على التعديل من قبل أغلبية أعضاء مجلس النواب ومصادقة رئيس الجمهورية. وقال « هذا الاجراء كله لم يأتي من فراغ أوتجاهل للموضوع وإنما يأتي من حكمة واثقة وثاقبة وناصعة تخدم المصلحة الوطنية العليا وليس حزباً أوثلة من المجتمع». وتصف أمين عام المجلس المحلي بمديرية النادرة رئيس جمعية رعاية الأسر الفقيرة والأيتام نجيبة محمد المعمري القرار بأنه خطوة جريئة في ترسيخ الحكم المحلي وانتقال الصلاحيات كاملة من مركز الدولة (العاصمة ) إلى المحافظات، لتكتمل صورة التنمية المحلية الشاملة في شتى المجالات. ويعتبر رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس والموظفين بجامعة إب الدكتور عبد السلام أحمد الإرياني هذه الخطوة و القرار بداية صحيحة وإيجابية لعمل مؤسسي منظم ولبنة قوية في البناء السياسي والديمقراطي. وقال هذه الخطوة تمثل الطريق الأمثل نحو تحريك الطاقات في المجتمع المحلي ، وتوزيع عادل للموارد والنفقات.. ويشاطره الرأي أستاذ التاريخ بالجامعة الدكتور عارف الرعوي ويقول « هذا الخطوة ستعمل على مواجهة الأوضاع السياسية الاجتماعية والاقتصادية، وتستعمل على إتاحة الفرصة للتخفيف من المركزية الإدارية وتفويض السلطات إلى المحليات لتتحمل مسئولياتها في التخطيط والرقابة والتنفيذ بدلاً عن الوزارات. وأضاف : «انتخاب المحافظ يخلق رقابة شعبية من أبناء المجتمع شبه يومية ، وسيحظى المحافظ الجيد بثقة الناخبين الذين يحتك بهم».. داعياً إلى اختيار العناصر ذات الكفاءة والقادرة على انجاز الأعمال المنشودة .. ويؤكد عضو قيادة حزب البعث القومي أمين سر فرع محافظة إب نصر حسن محمد البعداني تأييد الحزب لهذه الخطوة التي تعتبر رائدة في المرحلة الراهنة ومحسوبة لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية .. معبراً عن أمله في أن تأخذ العملية بعداً وحدوياً وطنياً. ودعا القوى السياسية أن تتعامل معها كتجربة يجب تثبيتها كقاعدة وليس الهروب خاصة وهي مطلب من قبل الجميع ، طالبت به كل القوى السياسية