عيد البيس ما إن يقترب العيد حتى تجد الناس متجهين إلى المدينة زرافات ووحدانا لشراء احتياجاتهم من الملابس والحلويات والمستلزمات الأخرى و ما إن يعلن المذياع رحيل رمضان يقيناً حتى تجد الكل في استقباله لا فرق بين صغير وكبير, رجل وامرأة. النساء يجملن أيديهن وأقدامهن بنقشات الحناء والخضاب بتشكيلات فنية متناسقة الروعة . لعيد الفطر المبارك في صبر نكهة خاصة لدى الأطفال الذين يطلقون عليه “ عيد البيس” نظراً لما يجمعونه من نقود المعاودة ويقوم الأطفال للاستعداد مبكراً بكسوة العيد الجديدة ويقوم معظمهم بصبغ شعرهم بالحناء قبل ثلاثة أو أربعة أيام من العيد . بعد صلاة العيد عند الصباح يتوجه الرجال مع أطفالهم إلى مصلى العيد الذي يبعد قليلا عن القرية يتقدمهم المزين وهو يدق “ بالمرفع والطاسه ” وبعد انقضاء الصلاة تجدهم في سباق محموم لإنهاء زيارة الأهل والأقارب ليعاودوا قضاء ما فاتهم من نوم لكن للأطفال في هذه الحالة القول الفصل فهم لا يتورعون في إحالة هذا اليوم إلى يوم عامر بالفرح “الطماش ” تتماوج من كل حدب وصوب والألعاب تصر إلا أن تسمع الجميع أصواتها لتمنع الآخرين أحلامهم. عند الظهيرة نكون على موعد مع طعام الغداء والذي لا يتجاوز الدجاجة عن الفقراء بينما آخرون قد يشترون ثوراً لمجموعة منهم بالإضافة إلى بعض الأكلات المفضلة مثل الرواني وبنت الصحن و الكنافة بعدها يتوجه الجميع إلى أماكن القات ليكون يوماً خاصاً بالزملاء والأصدقاء الذي يصرون على أن يحيوه معا . في المساء تكون الفرصة مهيأة للحبائب وبالذات الذين دخلوا حديثا مرحلة الخطوبة ليزوروا حبيباتهم ويهدونهن بعض النظرات الخاطفة والهدايا رغم أنف العادات وقيود التقاليد . أما الرجال فقد جرت العادة أن يقوموا بزيارة أقاربهم عقب صلاة العيد لأداء واجب المعاودة على النساء والأطفال بالإضافة إلى نشاطات أخرى كزيارة المرضى والقبور أما في فترة الظهيرة فيقوم الزوج والزوجة بالذهاب إلى منزل أبو الزوجة من أجل المقيل في أجواء عائلية تجمع أفراد الأسرة جميعاً وكلها طقوس تتميز بإفشاء المحبة في هذا اليوم . الثوب الصبري أما النساء فإنهن يتجهزن في ليلة العيد بصبغ أيديهن وأرجلهن بالحناء،وكذا بكسوتها الجديدة “ الثوب الصبري التقليدي “ وفي يوم العيد ينتظرن أقاربهن الذين يقومون بزيارتهن وتقدم لهم بعض أنواع الكعك والحلوى والتي تكون قد جهزنه في الصباح الباكر للعيد ..أو قبل العيد بيوم كما هو معتاد. الحرائق والأطفال يشعلون الحرائق بتشكيلات دائرية لا تقل جمالا عن تصميمات الفنانين المهرة , لا سبيل إلى النوم في هذه الليلة حركة دائمة تشغل المنازل تجهيزاً لطعام الصبوح والذي يغلب عليه “الرزنة وبنت الصحن والكيك العيدي”الذي لا يخلو منه منزل في صبر. فخر العزب