أدت انطفاءات الكهرباء المتكررة خلال شهر رمضان هذا العام إلى موجة تذمر وسخط كبير لدى المواطنين، لاسيما في المناطق الساحلية مقارنة بذات الوضع خلال السنوات الماضية، خاصة رمضان 2007م الذي شهد أدنى مستوى للانطفاءات. حالة الانطفاءات عكست مستوى متواضعاً للأداء التشغيلي للمنظومة الكهربائية وأسباب أخرى غير متاحة للاطلاع، أدت بصورة مجتمعة إلى ذلك الكم من الانطفاءات التي عكرت حياة الناس. الانطفاءات زادت إلى الضعف ، إذ تراوحت بين ثلاث إلى خمس حالات في اليوم الواحد بالمقارنة مع شهر رمضان الماضي الذي شهد أفضل مستويات أداء المنظومة التشغيلية للكهرباء، فضلاً عن التخلص من العجز المبرمج وخاصة في النصف الثاني من الشهر. مدير المؤسسة العامة للكهرباء الدكتور عبد المؤمن مطهر أرجع سبب الانطفاءات إلى زيادة الطلب على التيار الكهربائي في شهر رمضان والذي وصل إلى قرابة 970 جيجاوات في ساعات الذروة، إلا أن احد المهندسين بالمؤسسة طلب عدم ذكر اسمه ذكر أن السبب " محدودية أعمال الصيانة التي كان من المفترض القيام بها قبل حلول شهر رمضان. وأضاف:" لو تم تطبيق برنامج الصيانة لما شهد الناس ذلك المستوى القياسي من الانطفاءات كما أثمر عنها برنامج الصيانة الواسع الذي طبقته المؤسسة لعدد من وحدات التوليد قبل شهر رمضان الماضي 2007. ما يثير القلق، توقع ذات المصدر، أن تستمر حدة الانطفاءات على مدى الفترة القادمة..مرجعاً ذلك إلى عدد من الأسباب ، أهمها ، نقص مخصصات الديزل بين الحين والآخر عن الكثير من محطات التوليد وخروج بعض المحطات ووحدات التوليد عن الخدمة بصورة مفاجئة ومتكررة كما حصل خلال شهر رمضان لمحطة ذهبان بقدرة 30 ميجاوات وغيرها. وهو ما أدى إلى مضاعفة معاناة الناس خلال الشهر الكريم. وفيما أوضح مدير عام المؤسسة أن حجم الطلب على الكهرباء بلغ في ساعات الذروة قرابة 970 ميجاوات ، بين مصدر بالإدارة العامة للتحكم الوطني التابعة للمؤسسة طلب عدم ذكر اسمه أن حجم التوليد خلال رمضان شهد حالة من التذبذب بين 750 830 ميجاوات. وبالنظر إلى الأرقام السابقة ، فإن مستوى العجز قد وصل خلال شهر رمضان إلى نحو 140 ميجاوات في الساعة. ويتبين أن مستوى العجز شهد ارتفاعاً بما يقارب 97 ميجاوات مقارنة بحجم العجز خلال نفس الفترة من العام الماضي التي لم تتجاوز ال 43 ميجاوات.. وتوضح البيانات الصادرة عن إدارة التحكم الوطني خلال شهر رمضان 2007م أن حجم التوليد البالغ 832 ميجاوات قد ساوى في معظم الأوقات بشكل كبير مستوى الطلب رغم ارتفاع الطلب ساعات الذروة في حالات معينة إلى 875 ميجاوات كأقصى حمل. وكان مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء السابق عبدالمعطي الجنيد قد أكد حينها أن ذلك التحسن سيستمر حتى اقتراب موعد تشغيل المرحلة الأولى من محطة مأرب الغازية بقدرة 341 ميجاوات . لكن تلك التأكيدات والتوقعات ذهبت أدراج الرياح، وشهد مستوى العجز رقماً قياسياً، ما يؤكد غياب الخطط والبرامج العملية التي من شأنها الحفاظ على أعلى مستويات الجاهزية. رمضان هذا العام كان الأسوأ في رأي الكثير، ما يثير التساؤلات حول جهود الوزارة والمؤسسة في معالجة تلك الاختلالات التي أرهقت المواطنين ونغصت صومهم.