غطت الخدمات الإسعافية من المواد الغذائية والعلاجية والعينية التي وزعتها أمس اللجنة الإشرافية المكلفة بمضاعفة جهود الإنقاذ والإغاثة في محافظتي حضرموت والمهرة برئاسة نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبوراس الآلاف من المتضررين في مديريات القطن وتريم والخشعة وبقية المنطقة المنكوبة بالوادي والصحراء. وتفقد نائب رئيس الوزراء ومحافظ حضرموت سالم أحمد الخنبشي مخيمات الإيواء التي نصبتها لجنة الإغاثة والإنقاذ في مديريات القطن وتريم والخشعة وقامت إثر ذلك بتوزيع المواد الغذائية والعينية اللازمة للمقيمين في مخيمات الإيواء، وزودت اللجنة أثناء اطلاعها على حجم الأضرار التي خلفتها الكارثة في مديرية القطن بمنطقتي حصن آل الزوع وساحة الحاج علي اللتين تعرضتا للتدمير بشكل شبه كامل ومازالت تعاني تهديد المستنقعات المائية التي قد تتحول بصورة مفاجئة إلى كارثة صحية - زودت المنكوبين بالمواد الغذائية الضرورية ووسائل الراحة من فرش وبطانيات بما يكفي النازحين المقيمين في مخيمات الإيواء. وأوضح الأهالي لنائب رئيس الوزراء أن 594 منزلاً تعرضت للهدم بشكل كامل وجزئي، وتعرضت المساحات الزراعية للتلف ونفوق عشرات الآلاف من المواشي والأغنام.. مشيرين إلى أن مخيمات الإيواء استطاعت استيعاب معظم النازحين من منازلهم وأنهم بحاجة إلى الاستمرار في تزويدهم بالمواد الغذائية والإسعافات الطبية اللازمة. ودعا المواطنين عبر اللجنة الإشرافية إلى ضرورة تقديم العون والمساعدة الإنسانية لتعويضهم عن ممتلكاتهم التي افتقدوها أثناء مداهمة السيول قراهم ومنازلهم بشكل مفاجئ ولم يستطيعوا إنقاذ ممتلكاتهم ومدخراتهم المالية والعينية. وفي مديرية تريم بمنطقتي المرقدة والكروسي وبالذات في المخيم الذي يأوي مايزيد عن 656 شخصاً قامت اللجنة بتزويدهم ب500 حالة غذائية المكونة من القمح والرز والسكر والحليب وبقية المواد الغذائية الضرورية ومستلزمات الراحة ولايزال الاحتياج قائماً للأدوية الصحية. واطلعت اللجنة على مخلفات كارثة السيول في مديرية حور العين بمناطق فضح الشرقية والشمالية وبدرة والتي جرفت منازل المواطنين والمنشآت الخدمية في المنطقة، وأتلفت الممتلكات الزراعية للمواطنين القاطنين بتلك القرى بسبب انعكاس مجرى السيل من مكانه الطبيعي وتحوله صوب المساكن والقرى المأهولة ووضعها في خطر دائم. واستكملت اللجنة أمس توزيع المؤن والغذاء على مخيمات الإيواء اللازمة للنازحين ومنحهم 1000 حالة غذائية ومستلزمات الراحة، ولازال الفريق الصحي يجري دراسة لتحديد الاحتياجات الأولية من الإسعافات الطبية والخدمات العلاجية للنازحين عن قراهم بسبب الكارثة. ووجه رئيس اللجنة الفريق الخاص بتشييد الخيام بمضاعفة المخيمات اللازمة لاستيعاب الأسر المتبقية في منطقة بحران والتي تهدمت منازل المواطنين بشكل كلي وجزئي وأصبحت غير صالحة للسكن.. بالإضافة إلى تخصيص 1000 حالة غذائية مماثلة للنازحين والمتضررين من أبناء تلك المنطقة.. وفي مديرية الخشعة اطلع نائب رئيس الوزراء ومحافظ حضرموت ومعهم وكيل أول وزارة الأشغال العامة والطرق الدكتور عبدالملك هزاع الجولحي على حجم الأضرار التي لحقت بقرى ومناطق الخشعة، بالإضافة إلى سير إدارة مخيمات الإيواء وتوزيع المواد الغذائية والإسعافية في تلك المناطق. وأكد أبو راس للمواطنين أن فرق العمل التي شكلت ستعمل خلال اليومين القادمين على النزول إلى المناطق المتضررة لتوفير بقية الخدمات الأساسية من كهرباء واتصالات وإصلاح وصيانة الطرق، بالإضافة إلى الكشف الصحي الذي سيطال كافة المناطق المتضررة لمعرفة الاحتياجات اللازمة لمكافحة الأوبئة التي قد تهدد حياة المواطنين بشكل مفاجئ.. وأشار إلى أن توجيهات رئيس الجمهورية تؤكد زيارة وتفقد كافة المواطنين والاستماع إلى همومهم وحل مشاكلهم فوراً .. مؤكداً أن ما تقوم به الفرق الميدانية المنتشرة الآن في مختلف المناطق من إصلاح وتجهيز عبارة عن إسعافات أولية. وقال: إن اللجان المختصة والمشكلة من أعضاء المجالس المحلية والجهات المعنية بإشراف مديري المديريات قد باشرت مهامها في حصر ممتلكات المواطنين والتي تعرضت للأضرار والتلف وتقدير قيمتها المادية إلى جانب اللجان الخاصة بحصر الأراضي الزراعية التي تعرضت للتلف لمعرفة حجم الأضرار الاقتصادية الناتجة عنها. وكان نائب رئيس الوزراء ومحافظ حضرموت قد استقبلا الوفد الطبي العسكري التابع لدولة الإمارات العربية الشقيقة الذي بدأ أمس تجهيز مستشفى ميداني مؤقت لتقديم الخدمات العلاجية اللازمة للمرضى في منطقة تتوسط مدن تريم وشبام وسيئون. وأشاد أبو راس والخنبشي بالمساعدات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.. من جهة أخرى وصف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي حجم الخسائر المادية والبشرية في المناطق المتضررة من السيول التي اجتاحت محافظتي حضرموت والمهرة في المنطقة الشرقية من اليمن بأنها أكبر مما تناقلته وسائل الاعلام وذلك بناء على المعلومات التي وردت من بعثة المنظمة إلى اليمن. وأوضح أوغلي في تصريح صحفي مساء أمس الثلاثاء أن الوضع الإنساني في تلك المناطق وصل إلى مرحلة الكارثة.. وأشار إلى أن الحكومة اليمنية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمات الإغاثة الإنسانية تجد صعوبة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.وناشد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدول الأعضاء بالمنظمة توفير مروحيات لمساعدة الحكومة اليمنية ومنظمات الإغاثة على إيصال مواد الإغاثة إلى المناطق المتضررة على وجه السرعة