كشفت دراسة حكومية حديثة حول مشروع التربية المنزلية للأبقار والأغنام الذي توقف في عام 2004م أن نسبة 93 في المئة من إجمالي الأسر المشمولة في عينة الدراسة التي جرت في خمس محافظات “ عدن ،لحج ،المحويت ،عمران واب “ تحسن مستواها المعيشي واستفادت منه ما يقرب من سبع سنوات . بالمقابل أوضحت الدراسة التي اعدتها اللجنة الوطنية للمرأة اواخر العام المنصرم 2008م أن نسبة 7 في المئة من عينة الدراسة التي شملت 215 أسرة ترى أن مستواها المعيشي لم يتحسن بصورة عامة لكنه تم الاستفادة منه في تسهيل امور الحياة المعيشية بشكل ملحوظ .واستعرضت الدراسة جهود الإدارة العامة لتنمية المرأة الريفية بوزارة الزراعة التي نفذت المشروع الذي بدأ في عام 1997م في كافة المحافظات بالتنسيق مع المكاتب الزراعية والجمعيات التعاونية بهدف تحسين واقع المرأة الريفية وتحسين وضعها المعيشي والحد من الفقر بين النساء الريفيات. فيما اشار وكيل وزارة الزراعة والري عبدالملك قاسم الثور الى أن الوزارة بصدد اعداد دراسة لتنفيذ المرحلة الثانية لمشروع التربية المنزلية للأبقار والأغنام خلال العام الجاري يشمل عدداً كبيراً من المحافظات والأسر بما يحقق تنمية زراعية متكاملة ورفع مستوى دخل المزارعين والأسر الريفية للحد من الفقر . وأوضح الوكيل العرشي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) “ أن المشروع يأتي في إطار جهود الإدارة العامة للمرأة الريفية بوزارة الزراعة والري وصندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي لمكافحة الفقر للأسر الريفية بهدف تنمية موارد الأٍسر وزيادة دخلها وتحسين انتاجها وتفعيل امكانات المجتمع الريفي للاستفادة من الامكانات الريفية والاقتصادية المتاحة “. و أضاف “ إن المشروع الذي بدأ تنفيذه في عام 1997م وتوقف في عام 2004م ساعد مئات بل آلاف الأسر في الاستفادة من انشطته للحد من آفة الفقر وتحسين المستوى المعيشي للأسر الريفية فضلاً عن أهميته في النهوض بوضع المرأة الريفية اجتماعياً واقتصادياً ومعيشياً. وبخصوص الاستفادة من نشاط المشروع بينت الدراسة ان ما يزيد عن 4 آلاف و500 أسرة استفادت من المشروع بنسب متفاوتة في مختلف قرى ومديريات المحافظات بمبلغ اجمالي 401 مليون و310 آلاف ريال. وأكدت الدراسة التي تم تنفيذها لتقييم المشروع ومدى استفادة المرأة الريفية من أنشطته في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني أن الثروة الحيوانية المشتراة بموجب القروض التي منحها الصندوق لتلك الأسر على مستوى عينة الدراسة اتسمت بمعدل نمو عام مرتفع نسبياً بلغ “ 278 في المئة “ للأبقار و” 243 في المئة للأغنام “وأشارت الدراسة الى أن الأسر التي ترعاها نساء في استلام القروض من الصندوق تصدرت المرتبة الأولى في محافظتي عدنولحج بنسبة 56 بالمئة بينما استفادت الاسر التي تزعمها رجال من نشاط المشروع بنسبة 44 في المئة . في حين استفادت الاسر التي يرعاها رجال بمحافظة عمران بواقع 80 في المئة بينما سجلت الدراسة واقع 20 في المئة للاسر التي ترعاها نساء من اجمالي عينة الدراسة، وكذا محافظة إب استفاد الرجال من نشاط المشروع بواقع 76 في المئة و23 في المئة للنساء وفي محافظة المحويت استفادت المرأة بواقع 73 في المئة فيما استفاد الرجل من المشروع بواقع 27 في المئة . وفيما يتعلق باستفادة الاسر الريفية من المشروع أفادت الدراسة أن عملية بيع الحيوانات احتلت المرتبة الأولى للاستفادة منه بنسبة 46 في المئة لحيوانات الأبقار و28 في المئة للأغنام من اجمالي عدد رؤوس الحيوانات . واخذت حالات نفوق الحيوانات بعد عملية البيع المرتبة الثانية وبنسبة 11 في المئة من اجمالي رؤوس الأبقار و17 في المئة من اجمالي رؤوس الأغنام، ومعظم حالات النفوق راجعة الى امراض وبائية اصيبت بها المواشي وبنسبة 91 في المئة من اجمالي حالات النفوق. وعن مدى التزام الأسر بتسديد اقساط القروض المستحقة عليها من صندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي، أشارت الدراسة الى ان نسبة 77 في المئة من اجمالي عينة الدراسة للاسر المستفيدة قامت بتسديد ما عليها من اقساط مستحقة، بالمقابل 23 في المئة لم تف بالتزاماتها في سداد ما عليها من اقساط . واحتلت محافظتا عدنوإب المرتبة الأولى من حيث نسبة التزام الاسر المستفيدة من المشروع بسداد الاقساط التي عليها بنسبة 100 في المئة لكل منهما ، تليهما محافظة المحويت بنسبة 78 في المئة، وجاءت محافظة لحج في المرتبة الثالثة بنسبة 82 في المئة، فيما احتلت محافظة عمران المرتبة الأخيرة . وبررت الدراسة أسباب عدم قيام الاسر المستفيدة بسداد ما عليها من اقساط بنفوق المواشي المشتراة لدى تلك الاسر ومعاناة بعض الاسر من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، واعتقاد بعض الاسر ان تلك القروض تعد هبة من الدولة وكذا غياب المتابعة المستمرة لتلك الاسر من قبل مكاتب الزراعة في المحافظات المعنية . واكدت الدراسة ان نسبة 98 في المئة تقريباً من اجمالي عينة الدراسة للاسر المستفيدة في الخمس المحافظات لم يتعرضوا لأية مسائلة من المكاتب الزراعية بالمحافظات او الجمعيات التعاونية او أية جهة أخرى . واستعرضت الدراسة الصعوبات التي واجهت نجاح المشروع واستمراره من وجهة نظر الأسر المستفيدة ومنها قلة الأعلاف واسعارها المرتفعة بسبب ندرة الأمطار بنسبة 96 في المئة بمحافظتي لحجوالمحويت، تليها محافظة عمران بنسبة 94 في المئة ومحافظة عدن بنسبة 93 في المئة، و89 في المئة بمحافظة إب . وأرجعت الدراسة اسباب توقف المشروع من وجهة نظر مديرات ادارات المرأة الريفية بالمحافظات المبحوثة الى عدم التزام بعض الاسر بتسديد ما عليها من اقساط وعدم قدرة مكاتب الزراعة على متابعة الاسر المستفيدة وتوجيه القروض لصالح الرجال فحسب دون النساء بالاضافة الى العجز الكبير في نسبة تحصيل القروض وعدم سلامة استهداف الاسر المستحقة . كما تفاوتت آراء المبحوثين عن تأثير عدم توفر حظائر للحيوانات ما ادى الى نفوقها في توقف المشروع، حيث كانت النسبة في محافظة عدن 22 بالمئة و33 في المئة في محافظة لحج و4 في المئة بمحافظة إب و11 في المائة بمحافظة المحويت. وفيما يخص رغبات واتجاهات المستفيدين من اعادة المشروع بينت الدراسة أن 84 في المئة من العينة ترغب في اعادة مشروع التربية المنزلية للأبقار والأغنام و7 في المئة ترغب في الحصول على دعم في مجال تحسين حظائر الحيوانات و2 في المئة تقريباً تود الحصول على دعم في مجال تربية النحل و 7 في المئة اتجهت تطلعاتها الى الحصول على مشاريع تنموية خارج القطاع الزراعي . وتركزت رغبات الاسر في المطالبة بإعادة مشروع التربية المنزلية للأبقار والأغنام وبمعدل يفوق 70 في المئة على مستوى كل محافظة شملتها الدراسة . وأوصت الدراسة بضرورة وضع واعداد خطط وبرامج ومشاريع تنموية والاستجابة لاحتياجات النوع الاجتماعي والتأكيد على اهمية اشراك المرأة الريفية ممثلة بالادارات العامة لتنمية المرأة الريفية بالمحافظات لاعداد الاستراتيجيات التنموية الريفية وتنفيذها ومتابعتها. كما اوصت بضرورة اعتماد موازنة تشغيلية مناسبة لمرحلة تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع وكذا اعتماد موازنة للمتابعة والتقييم وتفعيل مبدأ الرقابة بصورة دورية وموضوعية والتوسيع في زراعة المحاصيل العلفية ودعم الزراعة على الاراضي المطرية.