مازال كثير أو الأغلب ممن يلتحقون بالجامعات يعتقدون بأن الهدف الأساسي من التحاقهم هو الحصول على شهادة يتبعها وظيفة حكومية، حسب مجال التحاقهم. فالذي يريد أن يكون معلماً في المستقبل يلتحق بأحد تخصصات كلية التربية ومن يفكر بأن يكون محامياً أو قاضياً فطريقه إلى ذلك كلية الشريعة والقانون أو الحقوق، وهكذا وهناك تخصص موجود في كل الجامعات اليمنية تقريباً اسمه «إدارة الأعمال» ونية كل ملتحق فيه أن يكون رجل أعمال أو مدير أعمال في مؤسسة حكومية أو يتخيل نفسه يدير أعماله ومشاريعه الخاصة بعد تخرجه، ولكن يفاجأ بأنه على رصيف البطالة بلا عمل، والمشكلة الخطيرة أن يتخرج بلا إدارة، وبالتالي ما أحوج من أن كون اليوم ومستقبلاً كطلاب وأعضاء هيئة تدريس، وكقيادة إدارة جامعية إلى التفكير بجدية في مستقبلنا مستقبل اليمن. فالطالب بحاجة إلى الوعي والفهم لسوق العمل وامكانياته وقدراته بحيث يضيف له تخصصه جديد مناسب عندما يلتحق فيه فيكتسب المهارات وينمي الكفايات اللازمة لمابعد تخرجه. وعضو هيئة التدريس على عاتقه تنمية الابداع في نفسه أولاً ليكون قادراً على غرسه في نفوس طلابه وعليه أن يجعل من البحث والتفكير والتميز طموحاً وسقفاً يصل إليه مع من يقوم بتعليمهم. وعلى القيادة والإدارة الجامعية أن تفكر وتخطط لبرامج تفيد الملتحق بها وتؤهله لأن يضع لنفسه مشروعاً خاصاً بدلاً من الانتظار في طابور طويل يضيع معه وقته وجهده ونجاحها مرتبط بذلك. إن جامعات العالم ليست مجبرة على توظيف كل متخرج منها لكنها تحمل على عاتقها التزام أدبي وأخلاقي بأن تصنع برامج ذات صلة بسوق العمل، وتمنح الملتحق بها مهارات وكفايات لصناعة مستقبله بنفسه، وكل متخرج يصطاد بنفسه دون أن ينتظر من يعطيه كل يوم سمكة.