هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي العمراني أن الذي بنى مسجد الفليحي بصنعاء القديمة كان رجلاً صالحاً يدعى الشيخ أحمد الفليحي، فأوصى ببناية المسجد بعد موته من تركته، وفي يوم من الأيام كان الحاج أحمد الفليحي سائراً مع عبدٍ ذكي له، وكان الطريق مظلماً، وكان العبد يحمل سراجاً ليضيء لسيده، فكان يسير بالسراج خلفه وسيده يقول له: سر أمامي، الذي يريد أن يضيء لإنسان ينبغي أن يسير أمامه لا خلفه، فيقول العبد: هذا على مذهبك، فيقول الفليحي: على مذهبي! كيف؟ قال: أنت عندما أردت أن تعمل حسنة، وهي بناء المسجد، لتضيء لك، جعلتها بعد موتك أي خلفك،فهلا جعلتها أمامك لتضيء لك، فقال الفليحي: صدقت، وقام على بناء المسجد في حياته. فلما عمر المسجد وابتدأ الناس يصلون فيه، طلب الفليحي، من هذا العبد المتقدم ذكره أن يدعو جميع المصلين في صلاة العشاء ليتعشوا عنده، فنزل العبد وجاء ومعه عدد قليل، وكان المصلون في المسجد كثيرين، فقال الفليحي: ألم أقل لك تدعو جميع المصلين، وجئتني بهذا العدد القليل، أين بقية المصلين؟ فقال العبد: هؤلاء هم المصلون، قال: كيف والباقي، قال العبد: بعد صلاة العشاء سألتهم عن السورة التي قرأها الإمام في الصلاة، فلم يعرف الجواب إلا هؤلاء، والباقون لم يجيبوا، فلم أعتبرهم مصلين.. فضحك الفليحي رحمه الله .