هل سأل أحدكم نفسه لماذا عند مجيء رمضان نتبادل التهاني والتبريكات بقدومه بقولنا : “رمضان كريم” ؟! ولماذا بالذات تم اختيار هذه الصفة – الكرم- أو الكريم مثلاً : “ رمضان صبور” لتحمل الناس وصبرهم على الجوع والعطش قد تكون جميع الصفات الأخرى منطبقة على هذا الشهر بما يحمله من رسائل الصبر ونسائم المغفرة، ولكن صفة الكرم أعم وأشمل من هذه الصفات لكون الصبر من صفة الكرماء ولن يكون صبوراً من كان بخيلاً ولن يكون غفوراً من لم يكن صابراً عن زلات غيره ومسامحاً لهم.. إن رمضان كريم فعلاً ومن دلائل كرمه أنك ترى المحتاجين يعتبرونه فرصتهم الوحيدة طوال العام للحصول على عطف وإحسان جميع الناس بما فيهم البخلاء الذين لا تتجاوز أيديهم المغلولة أطراف أعناقهم لكنهم في رمضان سرعان ما تمتد أيديهم باسطة فضلها ونداها للمعوزين والمحتاجين وهذه منة من الله وفضل على عباده المحسنين والمحسن إليهم والجميع مستفيد. إن رمضان كريم فعلاً ومن دلائل كرمه جزالة العطاء الرباني في كل العبادات والطاعات فالنافلة بفريضة والعمرة بحجة والحرف بعشرة أحرف والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وليلة القدر خير من ألف شهر. ورمضان كريم فعلاً ومن دلائل كرمه أن النبي الكريم محمد بن عبدالله رغم عطائه اللامحدود والذي لا يخشى الفقر إلا أنه كان أجود ما يكون في رمضان وكان أجود من الريح المرسلة.. ان رمضان كريم فعلاً ومن دلائل كرمه أنه أصبح موسماً لمضاعفة الحساب والأجر ليس على المستوى الديني فحسب بل على المستوى الدنيوي، فالتجار مثلاً يخصصون لرمضان طاقات إضافية وجهوداً مزدوجة ويعتبرونه موسماً خصباً للكسب المادي ومرتعاً للربح والزيادة المشروعة وليس التجار هم فقط من يجنون ثمار رمضان بل كل أصحاب المهارات والمهن والأعمال وشعارهم جميعاً ولسان حالهم يقول “ رمضان حيجيب الله رزقه”.. إن رمضان كريم فعلاً لأن الذي فرضه وقال عنه “ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” هو الكريم المتكرم على عباده بالمكرمات والمنح والعطايا.. رمضان كريم.. والله أكرم وتقبل الله منا ومنكم