آهٍ كم نحن مهمشون، كم نحن مزاجيون، كم نحن دنيويون، وكأننا في هذه الحياة قشة يابسة بنفخة أو بأقلها نطير إلى حيث تأخذنا الرياح، نتقيد بشريعتنا متى ما شئنا، ونتناساها متى ما شئنا، فمتى يستقر بنا المقام على شواطئ الصواب؟! من المؤسف أن نكون كالأعمى الذي يمشي حسب اتجاه من يقوده، عاجزاً عن معرفة إلى أين المآل. من المزعج جداً: أن تشعر بفضل أحدٍ عليك مع عجزك عن رد معروفه لك ولو بأقل القليل ليس لأنك عاجز عن ذلك، ولكن لأن الفرصة لم تسنح لك والظروف لم تواتك أن تفعل ذلك. من المحبط: أن تبذل قصارى جهدك لتنال مرادك لكنك تكتشف أن الذين حولك لا يأبهون بك ولا يمنحونك حتى ولو كلمة تعزيز أو ثناء. من المؤسف: أن تكون قد بنيت بيتاً امتزجت أحجاره بعرقك وربما بدمك أساسه الطموح وطوبه الجهد الجهيد ونوافذه العزة والفخر ثم يأتي شخص بلمحة بصر يهد ما بنيت، مستغلاً قوته وضعفك، نفوذه ومسكنتك. من التفاؤل: أن تنهض مسرعاً وبكل ثقة بعد سقوطك وتحرص كل الحرص على حفظ توازنك من السقوط في المرات القادمة. من الطريف أن تسدل خلفك ثوب الكبرياء والشموخ ويأتي أحدهم فيدوس على ثوب شموخك لتسقط أرضاً ولكنك لا تسقط، بل تحفظ توازنك وتلتفت إليه وتقهقه ساخراً من خيبة محاولاته.