متفائل جداً بمؤتمر الحوار الوطني، أما أسباب ذلك فلأنه يعبّر عن روح ثورة الشباب والشعب وعن الخروج السلمي للإخوة في الحراك الجنوبي في العام 2007م. كما يأتي التفاؤل من خلال العشر الأيام الماضية والتي التقينا فيها بمختلف المكوّنات السياسية والشبابية والمدنية والتي رأينا فيها الرغبة بإيصال أبناء الشعب إلى دروب المستقبل المشرق ولإخراجه من معاناته لفترات طويلة. وقد تكون آلية الاختيار غير منصفة لمكوّنات الشباب ومستوى تمثيلهم؛ إلا أننا نقول لهم: لولا ثورة الشباب لما تواجدنا في هذا المؤتمر، فآمالكم وطموحاتكم ستكون حاضرة في المؤتمر، وكل واحد فينا سوف يسهم بقدر الإمكان لبعث روح الأمل لدى المواطن الذي يطمح إلى بناء الدولة المدنية الحديثة. وبطبيعة الحال فإن القضية الجنوبية ستكون الركيزة الأساسية لمؤتمر الحوار، وكيف نتعامل معها. فهذا هو التحدي، وينبغي ألا تضيق صدورنا بأي طرح من إخواننا في الحراك، فارتفاع السقف مطروح، وهو الذي سيساعد على حل الكثير من القضايا التي تعانيها اليمن. لقد تحدّثنا عن الفيدرالية كشكل مستقبلي للدولة، كما أن كل القضايا يجب أن تُطرح على مؤتمر الحوار، وكل ما فيه إنصاف لإخواننا في الجنوب فنحن معه. وفيما يخصُّ شكل الدولة؛ ففي الستة الأشهر القادمة سنقيّم ما هو الأفضل بالنسبة لليمن، وهناك رؤى كثيرة، ومن الصعب أن نحدّد الآن ما هو النموذج الأنسب. فهناك قضايا عديدة، وبقدر ما هناك من تحديات فيجب أن تكون هناك روح صادقة وتنازل من جميع الأطراف للوصول إلى الدولة المدنية الحديثة. وكما أن اليمن لا يمكن أن ينظر إلى المستقبل بنظرة مشدودة إلى الماضي مما يفرض علينا المضي إلى الأمام ونحو التفاؤل والمستقبل؛ فإننا متفائلون أنه لن يأتي فبراير 2014م إلا وقد وُضعت اليمن على المسار الصحيح. إن عظمة ثورة فبراير تأتي من أنها ثورة مبنية على التسامح لإخراج اليمن من مصاعبه، وعندما نؤكد على التسامح فإننا نؤكد أن ذلك لا يشمل من تلطخت أياديهم بالدماء ومن نهبوا الأموال خلال السنوات الماضية. #عضو مؤتمر الحوار الوطني رئيس حزب العدالة والبناء