ظل واقع الآثار بمحافظة تعز خلال الفترة الماضية، يعيش في حالة مأساوية.. مؤسفة، ويعود ذلك إلى الاعتداءات المتكررة على المواقع الأثرية، نتيجة لعدم وجود الإمكانات الخاصة بالحفريات، لاكتشاف المواقع وإجراء التنقيبات أو المسوحات الأثرية عليها.. إنما هناك الآن خطوات جادة في هذا الاتجاه بشأن انتشال وضع الآثار، والارتقاء بها إلى مستوى أفضل عما كان عليه سابقاً.. لاسيما بعد أن أطلق شعار «تعز عاصمة للثقافة»، بقدر ما يأتي ذلك الاهتمام بالجانب الأثري.. من قبل الجهات المعنية بذلك.. بهدف تحويلها لأن تكون محمية أثرية.. وذلك من خلال البدء بترميم وإنشاء المتاحف على مستوى مدينة تعز.. ومديرياتها الأخرى فيما العمل جار لعدد المواقع وكذا اعتماد مشروع الترميم من ضمن موازنة تعز عاصمة للثقافة، فضلاً عن السعي حالياً لتسوير المواقع وعمل الحفريات، لأن المرحلة السابقة لترميم القلعة شابها الكثير من الأخطاء.. وهو ما يتطلب إعادة ترميمها.. وسيتم افتتاحها بعد شهر سبتمبر. حول واقع الآثار بالمحافظة.. تحدثت الأستاذة بشرى عبدالرزاق أحمد الخليدي عضو المكتب التنفيذي للعاصمة الثقافية تعز..حيث قالت: واقع مؤسف واقع الآثار بمحافظة تعز يكاد يكون مؤسفاً من كافة الجوانب.. بسبب الاعتداءات على المواقع الأثرية، ويعود مثل هذا لعدم وجود موازنة للحفريات لاكتشاف المواقع أو إجراء التنقيبات أو المسوحات الأثرية عليها.. فضلاً عن عدم وجود متاحف بداخل المحافظة، أو مكان لزيارتها أثرياً. من ضمن أولويات المحافظة وأضافت قائلة: لكن نسعى الآن بقيادة محافظ المحافظة ووزير الثقافة لانتشال وضع الآثار ولعلكم جميعاً لاحظتم.. ما أشارت إليه كلمتا الأستاذ شوقي أحمد هائل والدكتور عبدالله عوبل.. وزير الثقافة، بأن الاهتمام في الجانب الأثري هو من ضمن أولويات محافظة تعز.. كعاصمة ثقافية بقدر ما يأتي اهتمام كهذا لإطلاقها بأن تكون محمية أثرية.. وذلك من خلال البدء بترميم وإنشاء المتاحف على مستوى مدينة تعز، ومديرياتها الأخرى. ترميم المواقع.. وتوفير الحماية لها وقالت: ما نسعى إليه الآن، يأتي ضمن المشاريع التي يقوم بها المكتب في إطار مشروع تعز العاصمة الثقافية، لاعتماده من ضمن موازنتها ومن ذلك ترميم المواقع الأثرية، وكذا إجراء الحفريات، والتسوير والتنقيب عنها في المواقع فضلاً عن توفير الحماية لها.. إلى جانب إيجاد شرطة سياحية مختصة فيها، إضافة إلى إنشاء مجمع متحفي داخل مدينة تعز.. بحيث يحتوي على جانبين يضم فيه عدداً من المعارض والمشغولات اليدوية.. وهنالك معامل لترميم المخطوطات واحتضانها واقتنائها، وكذا معامل في مجال الترميمات الأخرى. علماً بأن هذا المجمع سيكون هو المجمع المتحفي الأول من نوعه في الجمهورية.. تم اعتماده ضمن موازنة تعز وتشير قائلة: بأن هذا المشروع قد تم اعتماد موازنته من ضمن موازنة تعز العاصمة الثقافية كما إننا سنقوم خلال الأشهر القادمة.. بترميم قبة الحسينية. والعمل جارٍ في ترميم جامع الأشرفية.. من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية وكذا ترميم المتحف الوطني.. بمديرية صالة.. بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية، كما إن العمل جار في قلعة القاهرة.. وقد بدأنا بخطوات جادة في هذا الشأن، والبدء بعمل حفريات ومجسات وأثناء ذلك تم العثور على عدد من اللقى الأثرية، سواءً منها قطع أو سواقٍ أثرية.. وكذا وجود بعض المباني الأثرية القديمة.. فضلاً عن معصرة للزيوت داخل القلعة.. ولذلك نحن الآن بصدد إعداد خطة تشغيلية لإعادة ترميم القلعة.. وسيتم افتتاحها بعد الانتهاء من عملية الترميم لها، بما يتجاوز شهر سبتمبر.. إعادة ترميم القطع الفخارية ولكن ما يلاحظ حالياً.. هناك بعض الأشخاص يقومون بترميم القطع فماذا عن هذه القطع؟ هؤلاء هم يقومون بإعادة تقييم القطع الفخارية التي تم اكتشافها أو العثور عليها أثناء القيام بالترميم لقلعة القاهرة.. ويحاولون الآن جاهدين إعادة ترميم القطع الفخارية وإعادتها إلى شكلها.. الذي كان عليه سابقاً.. قبل أن تكون في الحالة التي تم العثور عليها. بسبب تراكم الأتربة، والمباني عليها، فضلاً عن عملية الترميمات العشوائية التي وضعت خلال الفترة السابقة.. وكما تلاحظون أثناء دخولنا معمل الترميم هذا.. بدأنا بتجميع هذه القطع الأثرية الفخارية المتناثرة ومن ثم إعادتها ثانية في إطارها السابق. وضع يرثى له وهل لنا أن نعرف عن المواقع الأثرية الموجودة على مستوى مناطق المحافظة وما حظيت به من اهتمام من قبل الجهات المعنية..؟ كما أوضحت لك سابقاً بأن وضع المواقع الأثرية بتعز هو وضع يرثى له بسبب الاعتداءات المتكررة عليها من قبل المواطنين وكذا لعدم وجود حفريات وأيضاً لعدم وجود تسوير لهذه المواقع، وتوفير الحماية الأمنية اللازمة لها، إلا فيما ندر، ولذلك.. أقول: إنه من ضمن خطط المكتب خلال العام الجاري 2013م، تم اعتماد ضمن موازنة تعز العاصمة الثقافية.. تسوير هذه المواقع الأثرية، وتحويلها إلى محميات في هذه المناطق.. وإقامة الحراسة عليها، ومن ثم التنقيب واجراء الحفريات، لاستخراج ما في باطن هذه المواقع الأثرية وإظهارها للجميع.. لدينا إحصائية مبدئية وماذا عن المواقع الأثرية بالمحافظة.. وإلى أي الحقب التاريخية تعود..؟ توجد لدينا إحصائية مبدئية عن هذه المواقع، وعن حالتها وما هي عليه الآن وما سيتم اجراؤه تجاهها.. قبل الإسلام.. وبعده ولكن إلى أي الحقب التاريخية تعود..؟ هناك مواقع تعود إلى ما قبل الإسلام.. وكذا مواقع إلى بعد الإسلام لا نستطيع تحديد فترتها الآن ذكرتِ بأن هناك مواقع ما قبل الإسلام ..فهل هي محددة من حيث فترتها التاريخية؟ نحن الآن كما أشرت لكم سابقاً نسعى أولاً.. لتسوير هذه المواقع ومن ثم عمل الحفريات لأننا لا نستطيع مجازاً أن نجزم بأن هذه المواقع هي قبل الإسلام أو بعده، إلا من خلال اللّقى الأثرية التي ستظهر بداخلها. المكتب تلقى دعوة لكن أيضاً كما أعرف في منطقة ثعبات.. بأن هناك موقعاً أثرياً كان قد تم الاعتداء عليه سابقاً.. وهو ما يطلق عليه الإيوان من عهد الدولة الأيوبية. فإلى أين وصلت مشكلة هذا الموقع..؟ القضية هذه كان قد تلقى مكتب الآثار دعوة من المحكمة بهذا الخصوص.. وبناء عليه تم الرجوع إلى سجلاتنا السابقة فيما يخص هذا الإيوان بالذات وعندئذٍ تم اتخاذ ما يلزم حيال ذلك وأخذ صورة من ملف القضية لدراسته لدى الشئون القانونية ليتم البت فيه بحسب ما سيتم اتخاذه في هذا الموقع إذا ما كان موقعاً أثرياً من عدمه.. وقد تم تسوير الجانب الأثري له منذ عشرات السنين. القضية لا زالت بالمحكمة وما الذي تم فيه حتى الآن؟ كما قلت القضية لا زالت في المحكمة ولم يصدر فيها أي حكم.. هناك خلاف أشرتِ فيما سبق بأن الموقع كان سوراً.. فكيف حدث هذا؟ الموقع سور منذ عشرات السنين إنما هناك خلاف لأن هذه المنطقة التي تتبع ورشة (أحد الأشخاص) بأنها في داخل الموقع أم في خارجه ولذلك ما زلنا في اتخاذ الإجراءات اللازمة.. حيث تم تكليف أخصائي آثار وتكليف الشئون القانونية لدراسة الموضوع ومن ثم الرفع بما يلزم لموافاة المحكمة به.. المتاحف.. ضمن تعز العاصمة الثقافية وما يخص جانب المتاحف ما الذي تم في هذا الشأن حتى الآن..؟ بالنسبة لجانب المتاحف.. تعتبر من ضمن أولويات تعز العاصمة الثقافية ونحن الآن بصدد ترجمة القرار الجمهوري ، بإنشاء متاحف في المديريات بينما العمل جارٍ حالياً بترميم المتحف الوطني، من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية، ولذلك أشير هنا إلى إنه بعد الانتهاء من ترميم قلعة القاهرة سيتم إنشاء متحف بداخل القاهرة لهذا الغرض.. أوجدنا بعض الأماكن إنما هل تفتكرين بأن الأمور مهيأة بداخل قلعة القاهرة..؟ نحن أوجدنا بعض الأماكن لإعادتها كمتحف.. شابها الكثير من الأخطاء لكن كان يفترض أن يكون هذا منذ فترة سابقة..؟ فكيف ترين؟ الفترة السابقة شابها الكثير من الأخطاء أثناء مرحلة الترميم في منطقة الحصن وبالتالي بدأنا الآن في إصلاح بعض التشوهات والخروقات التي تمت أثناء عملية الترميم بهدف إعادة الترميم بطريقة صحيحة وعلمية ومن ثم إنشاء متحف بداخل القلعة. بعد انتهاء الترميم ومتى سيتم هذا تحديداً..؟ بعد الانتهاء من الترميم المزمن ب8 أشهر ابتداءً من يناير وحتى أغسطس 2013م. نعاني معوقات كثيرة وحول المعوقات التي تقف أمامكم بالوقت الحاضر.. ماذا عنها؟ تحدثت الأستاذة بشرى أحمد الخليدي..قائلة: نعاني معوقات كثيرة في نشاطنا ومن ذلك عدم التجاوب السريع من قبل الجهات الأمنية.. والضبطية بتحريز المواقع الأثرية وتأمينها، ومنع المعتدين عليها إلى جانب قلة وشحة الإمكانيات. حصر 49 موقعاً مواقع أثرية وتاريخية: وبالإشارة إلى ذلك نجد بأن هنالك إحصائية لفرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف لعام 2011م تبين فيها ما تم حصره لبعض المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية بمحافظة تعز يصل عددها إلى 49 موقعاً. تشمل بعض المديريات وعلى هذا أقول: بأن هذه المواقع الآنفة الذكر هي تشمل كل من مديريات تعز الداخلية، إضافة إلى صبر.. ومديريتي خدير والمسراخ أما بقية مديريات المحافظة الأخرى فلا تزال على حالها دون تنقيب أو مسح أو حماية لها حتى الآن. بعضها مهددة وأخرى بحاجة إلى ترميم وتسوير ولا يخفى أن أشير هنا بأن هذه المواقع منها ماهي مهددة أو آيلة للسقوط وبعضها بحاجة إلى ترميم وتوثيق وتسوير، وأخرى ما تزال كما هي عليه. ما قبل الإسلام.. وبعده تعود بعض هذه المواقع إلى مرحلة ما قبل الإسلام.. والبعض الآخر تعود إلى الفترة الإسلامية.