اجتاحتني رغبة جامحة لرفض ما تصفعنا به وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وإن شئتم إضافة مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً الواتس آب والفيس بوك والتويتر وغيره تتحالف هذه الوسائل في نقل كل فاجعة وكل ما يشيع القلق والتوتر بين أبناء الوطن ويصدر عن اليمن واليمنيين أخبار لا تسر عدو ولا صديق قد يقول قائل وهو محق بكل تأكيد إن هذه الوسائط ليست إلا مرآة عاكسة لواقع المجتمع وللحالة التي وصل إليها البعض من شطط وانحراف تجاوز الفكر إلى السلوك ولكن تعساً لهذه المرآة التي لا ترى سوى القبح رغم صغره المتناهي وتغفل عن رؤية مواطن الجمال رغم احتلاله معظم المشهد وحتى لا نغوص أكثر في رمال الأحداث التي ابتلينا بها مؤخراً وبالغت بالإساءة لا لليمن كدولة وإنما لدين الوسطية والاعتدال دين تعد الابتسامة فيه صدقة وهنا استحضر وصايا الفضول التي ترنم بها الرائع أيوب طارش وأولى هذه الوصايا هي عنوان مقالي هذا هذه الوصية أراها مفتاح السر لنبدأ في بناء الأرضية الجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية. فالسياحة باعتقادي ليست مرهونة بقرار سياسي وحسب فعلى رغم أهمية وجود الإرادة الصادقة لدى صناع القرار في تأسيس هذا القطاع كرافد رئيسي للاقتصاد الوطني يظهر أثره على مستويات تصل إلى فئات كثيرة في أي مجتمع وهو أمر لا يغيب عن المشتغلين في هذا القطاع وغيرهم. ولعل العامل الأهم من ذلك القرار هو إيمان المواطن ورجل الشارع في البلد بضرورة دعم هذا القطاع وتحول هذا الإيمان إلى سيكولوجيا ممارسة يومياً في تعاملنا مع بعضنا البعض ومع الزائر السائح أكان من أبناء البلد أو من أي جنسية أخرى وهذا الدعم الذي نطالب به أنفسنا قبل أي فرد آخر ليس بالتبرع بالمال أو بما يثقل كاهل أي كان ولكن بما هو متاح وفي مقدرونا جميعاً وأعنى إشاعة الابتسام وإظهار المعدن الأصيل الذي علاه الكثير من الصدأ الناتج عن مظاهر ناتجة عن تعقيد إيغالنا في مغادرة أجمل ما فينا بفعل التطور والتقوقع حول الذات بل والانهماك في المادية. ولنا أن نتساءل هل يمكننا العودة إلى طبيعتنا وقيمنا التي تتسرب منا شيئاً فشيئاً وفي مقدمتها العفوية في كرم الضيافة والبشاشة التي كانت من أكثر الصفات التصاقاً باليمني.. وهنا لنستحضر المشاهد التي يتم بها استقبال السياح في المنافذ والموانئ الجوية والبحرية والبرية وأقلها سوءاً هو الأسلوب الجاف والمعاملة المنفرة لموظفي هذه الجهات و الرتابة في إنهاء إجراءات مغادرة السائح أو المغترب وصورة الوجه المتجعد و الكثير من الأساليب التي تزدري القادمين أو المغادرين ومحاولة الابتزاز والتضييق على من ننتظر أن يجعلوا اليمن المحطة المفضلة لهم بل ونسعى إلى أن نصل يوماً إلى مليون سائح سنوياً وهو رقم بحاجة إلى الكثير والكثير وأول ما نحتاج إليه هو ما قاله الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان فضولنا الخالد الذي لعله لمس أن مساحة الابتسامة في هذا البلد تشهد انحساراً متسارعاً ترى ما عساه سيكتب إن امتد به العمر حتى أيامنا هذه التي أصبح الابتسام فيها نوع من الترف.