ليس هناك ثورةٌ في اليمن إلا والنواة الأولى لولادتها هي المرأة , والمعلم الأول لملامح تكوينها, اعتلت عروش الملوك, بحكمتها تصدرت عقول الرجال, شهد لها القرآن, وصاح باسمها التاريخ, إنها المرأة اليمنية من أرضعت أبناءها ثورة, وأطعمتهم حنان الوطن, وألبستهم رداء الحرية, وكانت في البيت والميدان منهج وأسطورة حياة, حتى للقلم أجمل وطن. ثورة واجهت عقليات ها نحن نصل إلى العام 52 من عمر الثورة المجيدة التي قامت لإنهاء الظلم وإقامة نظام جمهوري, بهذا تبدأ قولها عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد رئيسة قطاع المجتمع المدني نور باعباد مشيرة إلى أن الثورة السبتمبرية قاومت وواجهت عقليات متحجرة, ودافع الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه عن الثورة الأم, موضحة أن الشعب اليمني مر بمحطات هامة, كان أهمها الدفاع عن النظام الجمهوري بمؤازرة الشعب والحكومة المصرية وكل الداعمين من العالم , وقيام الثورة العظيمة , ثورة ال 14 من أكتوبر 1963, وتحقيق الوحدة اليمنية, ذلك الحلم العظيم الذي يمثل في تاريخنا المعاصر الحدث, والثورة الثالثة والمنجز الثالث , ومنعطفات تنموية هامة, أخرجت الشعب إلى رحاب التعليم, والاحتياجات من مدرسين وأطباء وممرضين, بل وكل الكوادر هي اليوم يمنية بصرف النظر عن المعاناة وقلة توفر الخدمات, ومنعطفات سياسية هامة أفاضت بها اليمن لأبنائها من حقوق عديدة تجسدت في القوانين والتشريعات الوطنية, والدخول في العديد من الاتفاقيات العربية والدولية مما وطد من المكانة للبلد, مضيفة القول: ولكن كل ما تحقق ليس الاستحقاق المطلوب والمتوقع, وكان بالإمكان أن ينال شعبنا أكثر وأن تقدم له الحكومات اليمنية المتعاقبة مزيداً من احتياجاته, وهي من ثرواته الطبيعية المتنوعة, والتي هي حقه الذي يقتات منها استخراجاً , وصناعة, وزراعة, بل وتقيه مذلة السؤال, للأسف سوء إدارة الدولة أوصل البلاد إلى حالها الآن. سبتمبر أم الثورات اليمنية ولأن الثورة كان لها ما تشربه, وهواء جمهوري تعشقه , تتحدث الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمياء يحيى الإرياني ابنة شقيق القاضي عبد الرحمن الإرياني الرئيس الأسبق لليمن, معبرة عن سعادتها كغيرها من المواطنات والمواطنين اليمنيين, بالعيد ال 52 لثورة 26 سبتمبر من العام 1962م , التي تعتبر أن ثورة سبتمبر هي الأم الحقيقية للثورات اليمنية , التي خلقت فعلياً اليمن الجديد, وانتقل بفضلها اليمن من عهد الظلام والاستبداد والعزلة التي كانت مفروضة عليه, إلى المشاركة والشراكة مع العالم, والمجتمع الدولي من حوله, مؤكدة أن ثورة ال 26 من سبتمبر كانت حصيلة لجهاد سنوات طويلة لأجدادنا الذين نالوا كثيراً من العذاب والسجون, حتى استطاعوا فعلاً أن يخلقوا لليمنيين الحياة التي يستحقونها. آثار ملموسة موضحة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أن اليمن دولة فقيرة مرت بكثير من الصعاب شأنها شأن الكثير من الدول النامية, لكنها استطاعت الصمود وتسجيل حضورها الدولي والتأثير فيه, على الرغم من الظروف الداخلية والخارجية المحيطة باليمن, والأطماع السياسية والجغرافية, واستطاعت الثورة فعلياً أن تترك آثاراً ملموسة, مبينة أن واقع المرأة خلال سنوات الثورة ال 52 أوصلها إلى المناصب القيادية وصناعة القرار. استحقاقات المرأة اليمنية سياسياً وأشارت الإرياني إلى أن المرأة اليمنية بفضل الثورة المباركة, الثورة الأم, تمكنت من الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والثقافية, واستطاعت الوصول إلى مناصب هامة ورفيعة, فقد أصبحت المرأة وزيرة, وسفيرة, ووكيلة, ومديراً عامًا, ومعلمة, وطبيبة, ومحامية, وكاتبة, وشاعرة, وأصبحت قادرة أن تفرض وجودها بجدارة, على الرغم من قصر التجربة, التي إذا ما تم قياسها بعمر الشعوب, فخمسون عاماً هي في نظر لمياء ابنة الثورة ليست بالسنوات الكثار. اليمنيون أسرة واحدة مضيفة إن ثورة 26 سبتمبر تأتي هذا العام, واليمن يمر بمرحلة خطيرة جداً وهامة في حياته, ربما هي الأصعب موقفاً عبر محطاته التاريخية, لكنه قادر بإذن الله على أن يتجاوز هذه المرحلة بالحكمة اليمنية , مضيفة أن اليمنيين كافة هم أسرة واحدة, لا يعرفون المذهبية, أو الطائفية, كما هو الحال في كثير من الدول , فالدين الإسلامي هو دين الجميع, مبدية ثقتها أن اليمن بإذن الله سيتجاوز كل المحن التي تحدق به, وسيكون يوم السادس والعشرين من سبتمبر لهذا العام الانطلاقة الحقيقية نحو مستقبل واعد يستحقه أبناؤه, لافتة إلى ضرورة الاهتمام والرعاية بأطفال اليمن إناثه وذكوره, وأن يجعل لهم قاعدة آمنة مستقيمة بعيدة عن النزاعات المسلحة والخلافات الحزبية, كون هؤلاء الصغار من سينمو بهم اليمن الحقيقي, قائلة في ختام حديثها: أتمنى أن نتراجع عن مفهوم الحزبية . أهداف ثورة سبتمبر عضو الهيئة الوطنية للمراقبة على تنفيذ مخرجات الحوار د. الخنساء عبد الرحمن أنور قالت: تسطر اليمن كل يوم مع خروج أعداد جرائدها الرسمية أهداف ثوره 26 سبتمبر, تلك الأهداف التي مر على رسم خطوطها أكثر من نصف قرن (52) سنة, وظلت تلك الأهداف تطبع مع طباعة أخبار « الجمهورية » اليومية, وتعوّد المواطن على وجودها دون معرفة, ودون سؤال أنفسنا هل تحققت هذه الأهداف, نرددها في مدارسنا, وفي طابور أولادنا الصباحي, ونفتتح يومنا بها, وظلت هذه الأهداف مجردة من أي تماسك شعبي, وكأن تحول الدولة من نظام إمامي وإقامه حكم جمهوري, هو غاية الثورة وهدفها, بحيث ركز من قام بالثورة في هدفهم الأول على التحرر من الاستبداد والاستعمار, دون التأكيد والعمل على تحقيق الأهداف الأخرى, وهذا يشبه ما جاءت به ثورة 2011م, بحيث تلخصت أو تقلصت جميع المطالب التي خرج لها الشعب إلى مطلب واحد وهو التحرر من رأس النظام السابق, وعزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح. توسيع الفجوة وأضافت: إن مفهوم الثورة كمصطلح سياسي هو الخروج من الوضع الراهن وتغييره, إلى وضع افضل أو أسوأ, هل جاءت ثورة 26 سبتمبر بوضع أفضل عن ما قبله ، بالتأكيد إن تغيير نظام الحكم آنذاك كان بمثابة نقلة نوعية متقدمة, لقد غيرت التقويم وأدخلت اليمن حقبة جديدة مشرقة فيها نوع من الانفتاح على العالم الخارجي , والانفتاح الإعلامي, ومعرفة ما يدور من أحداث في الخارج, أكان على المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي, بحيث تعرف المواطن اليمني على ما يدور من أحداث سياسية واجتماعية, وبدأت رويداً رويداً تنخرط في هذه الأحداث, وتُذكر على أنها دولة ذات سيادة بين الدول الأخرى, وجاء الهدف الأول لثورة سبتمبر يطالب بالتحرر من الاستبداد والاستعمار , وإقامة حكم جمهوري عادل وإزاله الفوارق والامتيازات بين الطبقات, رأينا النظام الجمهوري على دستور الدولة كمسميات لم يعمل بها, لم نر عدالة اجتماعية تعمل على إزالة الفوارق الطبقية, وعلى العكس عمل النظام السابق على توسيع هذه الفجوة, وخلق مسميات عملت على تهميش وخلق الطبقية في المجتمع, ولكن وللأسف من يتغنى بظهور النظام الجمهوري وغياب الحكم الإمامي المستبد, لا يدرك وإن اختلفت المسميات فإن النظام واحدٌ, حيث برزت مع الوقت الاختلافات الاقتصادية بين شرائح المجتمع, وزادت فجوة الفقر بين الفقراء والأغنياء. ثورات جديدة موضحة الدكتورة الخنساء عبد الرحمن أنور بأنه إذا كانت الفترة الماضية لم تشهد ذلك التغيير المرجو, فإن مجيء ثورة 2011م كنتيجة طبيعية وحتمية كقصور في إرساء وتحقيق تلك الأهداف, وتحقيق تغيير جذري شامل في المجتمع, تم تبني جميع تلك الأهداف في وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل, وتحديد آليات واضحة للتنفيذ, كي تصبح تلك المخرجات حقيقيه فعلاً في المرحلة القادمة, وخلال تأسيس الدولة الاتحادية الجديدة, التي ستضمن أداء فاعل لمستويات الحكم الأخرى في الأقاليم, ومن ذلك تفعيل الرقابة المالية, والإدارية, والرقابة على منظومة حقوق الإنسان, والحريات المكفولة في الدستور القادم, ولكي لا يُضطر إلى قيام ثورات جديدة تنادي بنفس الأهداف السابقة. دور المرأة اليمنية في الثورة قد تبدو النظرة مختلفة لدى السياسيات اليمنيات تجاه ثورة سبتمبر 1962م, لكنها لا تختلف من حيث الجوهر, ولذا تؤكد رئيسة حزب الربيع العربي آمال الثور أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة هي الثورة الأم, التي خلصت اليمن من الحكم الكهنوتي البائد إلى النظام الجمهوري, وكانت المرأة شريكاً مع أخيها الرجل في هذه الثورة, وشاركت في كل الميادين الثورية, موضحة أن ثورة 26 سبتمبر هي الثورة التي تبعتها ثورة 14 أكتوبر 1963م في جنوباليمن الحر من الاحتلال البريطاني, وحملت فيها المرأة اليمنية السلاح, وكانت من أبرز القيادات في نجاح الثورة, وقدمت الغالي والنفيس, ودفعت بالرجال للميادين الثورية, وفيهما تحررت المرأة من العبودية, وانطلقت نحو التعليم الذي فتحت الثورة أبوابه أمام المرأة, وأخرجتها من ربة المنزل الذي ظلت محاصرة فيه كغيرها من أبناء الشعب يطوقهم الجهل, وأصبحت المرأة بعد الثورة طبيبة, ومدرسة, وصحافية, ومهندسة, ووزيرة, ورئيسة, حزب, ووصلت إلى ما تطمح إليه , إلى مناصب سياسية, مضيفة أن على المرأة اليمنية مواكبة المتغيرات والمستجدات على الساحة السياسية, والتعبير عن رأيها بكل وطنية, من أجل بناء وطن آمن ومستقر, لتكون المرأة أول المواصلين والمناضلين في استكمال تحقيق أهداف الثورة السبتمبرية الخالدة, لتصل بعزيمتها إلى رئاسة الوزراء, ورئاسة الجمهورية. محطات في مسيرة الثورة ما تذهب إليه الأستاذ المساعد في جامعة صنعاء د. منى المحاقري أن أكثر من نصف قرن مضى ، والشعب اليمني يتطلع إلى الحرية, وإلى مستقبل تسوده العدالة والمساواة ، معتبرة أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المنطلق الأساسي لبناء اليمن الجمهوري الحديث، وأن اثنين وخمسين عاماً هو عمر الثورة, والوطن لا زال يواجه التحديات عاماً تلو عام، وكلما لاح في الأفق أمل للتغيير والنهوض والبناء، ظهر ألف معول للتدمير والهدم, غير أن الشعب اليمني يثبت في كل مرحلة من المراحل أنه فعلاً شعب الحكمة والإيمان, قائلة إن في مسيرة الثورة الطويلة محطات بارزة، وعلامات فارقة، تعد أسساً متينة لبناء يمن المستقبل، فالوحدة اليمنية تعد ركيزة هامة من ركائز البناء و التنمية، كما أن النهج الديمقراطي الذي يحاول الشعب اليمني ترسيخه في ممارسته السياسية، خاض اليمن فيها العديد من الانتخابات البرلمانية والرئاسية. أهداف الثورة لا تزال مطالب الشعب وتؤكد الدكتورة المحاقري أن التمسك بأهداف الثورة الستة التي تحققت جميعها, بما فيها هدف الوحدة, لا تزال مطلب كل مواطن يمني حر، وهو ما يكتسبه الاحتفال بالثورة اليمنية هذا العام, ويعتبر بعداً هاماً يضاف إلى الأبعاد الأخرى، ويتمثل هذا البعد في إيمان الشعب بعدالة ثورته وحرصه على تجديد الثورة ، وامتدادها، والتعامل مع التغيير في إطاره التراكمي، فلا قطيعة بين مراحل نضال الشعب اليمني، خصوصاً ونحن نتحدث عن فترة قصيرة نسبياً وهى حوالى نصف قرن من عمر اليمن الحديث, مضيفة أنه لا يمكن إنكار ما تحقق لليمن من منجزات على مستوى البنية التحتية في كافة المجالات الصحية كالمستشفيات, والمؤسسات التعليمية كالمدارس, والجامعات, وعلى مستوى البنية الإنشائية كشبكات الطرقات والاتصالات. أسس حقيقية لنهوض المرأة اليمنية مؤكدة الأستاذ المساعد في جامعة صنعاء المحاقري أن الواقع يشهد للمرأة اليمنية بعد أكثر من نصف قرن من الثورة بأنها فرضت حضورها, ووجودها على مستوى الأحزاب و منظمات المجتمع المدني، وأصبحت تشارك اليوم في لجنة صياغة الدستور، بعد أن تأكد حضورها في وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني, التي أوصت تمثيل النساء بنسبة لا تقل عن 30 % في سلطات الدولة الثلاث, مبينة أن ما دفع بالمرأة إلى هذه المرحلة هو طبيعة التراكم على مستوى الوعيين المجتمعي والتعليمي، وتوقيع اليمن على العديد من المواثيق الدولية, التي تحث على احترام حقوق الإنسان , وتجرم التمييز على أساس الجنس أو العرق, غير منكرة جهود رائدات الحركة النسوية في شمال اليمن، والتأثر والاستفادة بتجربة النساء في جنوب الوطن، اللواتي قدمن تجربة تجاوزات الواقع الإقليمي، الذي مثل في الحقيقية أسس قوية لنهوض المرأة اليمنية. مخاوف نسوية مبدية الدكتورة منى مخاوفها من تراجع تلك المكتسبات , والالتفاف على مكتسبات المرأة اليمنية، والخوف من النزاعات والصراعات المسلحة التي ستؤثر سلباً على وضع النساء, مؤكدة في الختام أن تطبيق مخرجات الحوار الوطني, والتمسك بتنفيذ كافة الاتفاقات التي تم التوقيع عليها مؤخراً، ونشر ثقافة التسامح ونبذ الكراهية والتعصب, هي من أهم الأسس التي سيضمن للشعب اليمني استكمال مسيرته نحو بناء دولته المدنية الحديثة. هذا الذي أحب إلى هُنا تناجي سبتمبر بشعورٍ يختلجُ فيه الزمانِ والمكان , وتمكن نبضات القلب قلماً يخط شعراً من وجدان د. ابتسام المتوكل قائلة: سبتمبر الحلم, أم سبتمبر الواقع؟ سبتمبر الحمدي أم سبتمبر ما بعده؟ آه يا سبتمبر, ما زالت الأسئلة تتوالى, ومازال من حقك أن يستضاء بك, وأن يعتب عليك وعليك , ما زالت خشية تحوم وقلق يتسلل , سبتمبر الذي اجترحه الثوار, سجنه من حكموا به, وحاكموا, وتحكموا, وضيعوا حكمة, وصفت دوماً باليمانية, لكنه سبتمبرنا, سبتمبر الجيل الذي ولد بريئًا من ما قبل سبتمبر, متطلعاً لما بعده, سبتمبر هذا هو الذي أحب, وإليه أنتمي, وبه أحتمي ممن يتناوشون حول أحلامنا, ويتقاتلون بآبائنا, ويقتلوننا بنا, سبتمبر ليس زمناً فارقاً فحسب, بل هو انتماء وهوية, ويمن يولد دوماً متكئاً على روح سبتمبره, وينطلق بنا نحو سبتمبرنا الذي سيأتي متوشحًا بالحياة والأمل والخير. [email protected]