مطالب للجيش باسقاط حكم الاخوان.. وأنصار الرئيس يؤكدون ان الله ناصره ومخزي أعداءهالقاهرة - 'القدس العربي' كان من الطبيعي ان تخرج صحف الأمس بمانشيتات تعنون لجمعة الخلاص التي دعت لها سائر القوى الرافضة للاخوان وحكمهم.. ومن سوء طالع الرئيس وجماعته ان فريقا لا بأس به من السلفيين الذين يعدون الظهير الأساسي للاخوان بدأوا في شق عصا الطاعة عليه بعد ان لمسوا منه عناداً يذكر المصريين بعناد الرئيس المخلوع.. غير ان المقادير لم تكن قاسية مع الرئيس لهذا الحد فقد قيضت له الرياح العاتية التي اقتلعت معها العديد من خيام الثوار في الميدان، ووقعت أنا ضحيتها، حينما طارت الصحف التي بحوزتي إذ كنت جالساً على صدارة مقهى شعبي متقمصاً دور مراسل لا تفوته شاردة ولا واردة، فإذا بي اخسر ما كتبت من التقرير واعاود الكرة من جديد.. وبقدر ما التزم الجيش ضبط النفس حتى الآن فلم تخرج عن قياداته اي جملة تهديد بقدر ما يراهن كثير من الكتاب على ان الجيش سيجتاح المدن عما قريب لامحالة، وهو ما يثير المخاوف لدى مكتب الارشاد الذي يرى رموزه ان نزوله للشوارع لضبط الأمن قد يسفر في نهاية الأمر عن زوال حكم الاسلاميين للأبد بما يعني تبدد حلم اقامة دولة الخلافة التي تعد من ادبيات الاخوان.. بشق النفس سعت صحيفة 'الحرية والعدالة' وشقيقاتها الاسلاميات للدفاع عن الرئيس، اما برفع الأكف والتضرع لله سبحانه وتعالى أن يلهم اعداء الرئيس الهداية او ان يرسل عليهم طيوراً أبابيل تقضي عليهم، وكم كان دالاً للغاية مانشيت 'المصري اليوم': 'الأزهر يؤذن للثورة والثوار للخلاص' في إشارة للمبادرة التي اطلقها شيخ الأزهر للم الشمل. اما باقي مانشيتات الصحف فذهبت أما لشحذ همم المواطنين للنزول للميادين لخلع الرئيس والهجوم على حكمه، وأخرى راحت تهلل له وتدعو بطول العمر والنصر على الأعداء، كما زخرت صحف الجمعة بالمزيد من الحوادث المؤلمة واحتل الارتفاع الجنوني للدولار مكان الصدارة في الصفحات الأول وحظيت الصحف بمعارك شتى بين الفرقاء. وإلى التفاصيل: تخريب الوطن بأيد مصرية وأموال أجنبية نبدأ رحلتنا مع جريدة 'الأهرام' ورئيس تحريرها عبد الناصر سلامة، الذي يسعى للنيل من جبهة الانقاذ، التي يصفها بأنها عديمة التأثير، كما يوجه النقد للرئيس من باب المحبين لا الخصوم قائلا: 'أخطأ الرئيس محمد مرسي حين دعا ما تسمى جبهة الإنقاذ للحوار، وأخطأت جبهة الإنقاذ حين رفضت دعوة الحوار، أخطأ الرئيس لأن الكرة الآن ليست أبدا في ملعب جبهة الإنقاذ، فالجبهة بكل ما يحيط بها من هالة إعلامية داخلية وخارجية لا تستطيع بأي حال السيطرة على أو التأثير في مائة صبي يثيرون الفوضى هنا أو هناك، بالفعل الجبهة لا وجود لها في الشارع، وإلا لظهرت كراماتها في صناديق الانتخابات! كما أخطأت الجبهة حين رفعت سقف المطالب التعجيزية حتى لا يكتمل الحوار، أملا في أن تتفاقم الأوضاع، وذلك باستمرار نزيف الدم، وأثبت قادة الجبهة بذلك أن قضيتهم ليست مصر واستقرارها وأمنها، وإنما الهدف أولا وأخيرا هو كرسي الحكم، ولكن لأن قادة الجبهة على يقين من أنهم لن يستطيعوا تحقيق هذا الهدف عن طريق الصناديق، فراحوا يبتزون ويضغطون ويتحدثون عن تقسيم سلطة، وتقسيم مصالح، وكأن مصر أصبحت غنيمة لهؤلاء وأولئك. وقد أخطأ الرئيس مرارا حين ترك الشارع يزداد توترا، وكلما تفاقمت حدة التوتر قرر اعتبار مجموعة ما شهداء، وأقر لمجموعة أخرى معاش الشهداء، والإفراج عن مجموعة ثالثة عاثت خرابا ودمارا، والتراجع عن قرار ما لحساب مجموعة رابعة، إلى أن توج كل ذلك بقرارات شابتها عيوب واضحة، وهي الخاصة بمدن القناة، ولذلك كان من الطبيعي تحدي هذه القرارات منذ اللحظة الأولى، بالتزامن مع مزايدات من الجبهة، وما أدراك ما الجبهة؟ الأزمة الرئيسية، الآن، هي أننا شعب يريد أن يعيش ويستقر، ودعونا نعترف بأنه لن يتحقق لا العيش ولا الاستقرار في ظل هذا الوضع، وحتى لو كان هناك حوار، فهو حوار طرشان، فئة تحكم، وفئة أخرى ترفض هذا الحكم التعامل معها، الأنظار الآن تتجه لزمام المبادرة، لتريحنا من هذا وذاك قبل خراب، أراه قريبا، بأيد محلية وأموال أجنبية'. كلهم مسؤولون عن تخريب مصر ونبقى مع 'الأهرام' والسيد ياسين الذي يلقي بالكرة في ملعب الجميع جراء ما تشهده مصر الآن من فوضى: 'سأقولها قاطعة وصريحة إن مسؤولية العنف والفوضى السائدة في البلاد، والتي تسهم في إحداثها أطراف سياسية شتى وجماعات مجهولة الهوية هي مسؤولية النخبة السياسية المصرية بكل فصائلها، وأقصد بالنخبة السياسية هنا نخبة الحكم من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وكذلك النخب السياسية المعارضة ليبرالية كانت أو يسارية أو ثورية. لقد شاركت النخبة السياسية الحاكمة في ما حدث بصورة فعالة بحكم الانحراف السياسي الذي مارسته منذ حصول جماعة الاخوان المسلمين والسلفيين على الأكثرية في مجلس الشعب المنحل ومجلس الشورى، وفوز مرشحها الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة ليصبح أول رئيس مصري منتخب، وهذا الانحراف السياسي ظاهرة عامة تشمل نخبة الحكم ونخبة المعارضة معا. وهو يتمثل في المخالفة الصارخة لفصيل سياسي ما للقيم المعلنة له والتي ادعى أنه يتبناها لكي تحكم سلوكه السياسي. ولعل القيمة الرئيسية التي رفعها حزب الحرية والعدالة منذ أن دفع بالدكتور مرسي لكي يكون مرشحا للرئاسة هي مشاركة لا مغالبة. ويعني ذلك بوضوح أن الحزب لن يستأثر بالعمل السياسي بل إنه سيحرص على التوافق السياسي مع باقي الأحزاب، وأنه لو وصل مرشحه لمقعد الرئاسة لن يستأثر بالحكم، وسيكون الرئيس الاخواني رئيسا لكل المصريين. وقد صرح الدكتور مرسي وقت أن كان مرشحا للرئاسة في حديث تليفزيوني بأن حزبه ينطلق من مبدأ مشاركة لا مغالبة، وركز على أهمية الحوار السياسي مع الفرقاء. وأذكر أنني بعد ان استمعت للحديث أبديت إعجابي به للدكتور عصام العريان في حديث تليفوني، وطلبت منه رقم تليفون الدكتور مرسي لكي أهنئه على اتجاهه السياسي الديمقراطي، غير أن السلوك الفعلي للدكتور مرسي ولحزب الحرية والعدالة ولجماعة الاخوان المسلمين أصبح مغالبة لكل القوى السياسية المعارضة لا مشاركة ولا أريد الاسترسال في ذكر الوقائع الخاصة بهذه المغالبة التي قسمت المجتمع المصري وأبرز هذه الوقائع الإصرار العنيد لجماعة الاخوان على الهيمنة على عضوية اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، وتعمد رفض مقترحات العناصر الليبرالية والوسطية التي ضمت إلى اللجنة في تشكيلها الثاني، والإسراع في الانتهاء من صياغة الدستور المعيب'. حكاية الرجل الذي دعا عليه ائمة المساجد ونتحول نحو 'المصري اليوم' والحقوقي نجاد البرعي الذي يلاحقه اتهام بان كفاحه ضد المخلوع هو الذي اسفر عن وصول الاخوان للحكم: 'لست نادمًا على نضالي ضد استبداد نظام مبارك وفساده. يعلق بعض أصدقائي على صفحتي في 'فيس بوك' وتويتر'لبستونا في الحيط'. أحدهم كتب يقول 'عليك أن تقوم بمراجعات فكرية لما فعلته وقت مبارك، وأن تعترف بمسؤوليتك عما وصل إليه الحال في مصر'. أندهش كثيرًا ممن كانوا يريدون تحسين شروط السجن فقط دون أن يخرجوا إلى الحرية، ولكني أندهش أكثر من الذين يحملون الذين رفضوا الاستبداد المسؤولية عن سوء اختيار الشعب حكامه. لم أكن خصمًا سياسيًا لمبارك، لم أطلب منه شيئًا، ولم يضرني منه شيء. كنت أرفض أن يُعذب الناس في أقسام الشرطة، أو أن تُمنع القوى السياسية من المشاركة، يضيف نجاد كنت أرى أن تزوير الانتخابات جريمة يجب أن يُحاسب مرتكبوها، وأن تقييد الإعلام يؤدي إلى انتشار الفساد، وسوء الإدارة. كنت أرفض أن يكون حق تكوين الأحزاب والجمعيات أكثر صعوبة من السير على الماء، وكنت أرى أن انتهاك استقلال القضاء هو حماية للفاسدين. أردت المساواة الكاملة بين المسيحيين والمسلمين، وبين المرأة والرجل. حاربت من أجل كل ذلك ودفعت ثمنًا، شُوهت سمعتي، أُعيق عملي، عَممت وزارة الأوقاف على المساجد اسمي فدعا علي بعض الأئمة بالهلاك في صلاة الجمعة، وأهدروا دمي، قدمت بلاغًا للنيابة، ونشرت ذلك الصحف عام 2005عندما هب المصريون في يناير من أجل المطالبة بحريتهم شعرت بأن كل ما ناضلت من أجله قارب على التحقق. حلمت بمصر دولة مدنية لا يُحجر فيها على رأي، ويتساوى فيها المصريون، لا تُزور فيها انتخابات، ولا تُحَارب وسائل الإعلام المستقلة، أن يكون تولي الوظائف العامة وفقًا لمعيار الكفاءة لا الولاء، وأن يقتسم المصريون السلطة والثروة فلا يتحكم فيهما حزب واحد أو عدد محدود من رجال الأعمال المقربين منه. ويعترف نجاد لم يحدث ما حلمت به، ولكن ليس ذنبي. لم أتصور أن يختار المصريون حزب الحرية والعدالة ليرث كل امتيازات الحزب الوطني وسلطاته، ويمارس سياساته عينها'. نار الجيش ولا جنة الاخوان هكذا اعلنها كتاب بصراحة طالبين الجيش بسرعة حسم الأمور والقضاء على حكم الاخوان، غير ان حمدي رزق في 'المصري اليوم' يلجأ لاسلوب أكثر دبلوماسية وان كان يهاجم الاخوان بضراوة. كعادته بالأمس ذكر وزير الدفاع بوعده دعوة القوى لاجتماع لأنقاذ البلاد: 'أرجو ألا ينسى وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي أن هناك دعوة على الغداء مؤجلة لإشعار آخر وجهها سيادته في وقت سابق للقوى الوطنية للحوار، على وزير الدفاع أن يعجل بها، كفى تأخيرًا، الوقت من ذهب، فلتدعُ إلى مائدتك كل الفرقاء، لا تستثنِ منهم أحدًا، ولا تنس الشباب. الثقة التي تتمتع بها القوات المسلحة من كل الفرقاء جعلتهم لا يتوانون عن تلبية الدعوة، ولما لاح في الأفق دور للقوات المسلحة في تعبيد الطريق نحو مصالحة وطنية خشي من خشى من دور للقوات المسلحة في شأن البلاد من جديد، فتم إجهاض الدعوة بطريقة مريبة، ولحفظ ماء الوجه تم تأجيلها إلى إشعار آخر آن أوان مائدة السيسي، فقه الضرورة، الفوضى ضاربة، الميليشيات رابضة، ويشب في الوطن حريق، وتضيع من قدمي الحكم 'الطريق'، وتطل من الرأس الظنون بجماعة الحكم، حريق القاهرة الثاني في الطريق.. سيادة الفريق لا يكفي أن تحذر من خطر الفوضى، واجبك منع الفوضى وكبح جماح الخارجين على القانون، جدد دعوتك لمتنفذيها الذين فشلوا في قيادتها قل للرئيس ولا تخش عزلًا، كن للمصريين جميعًا، رئيسًا لكل المصريين، كن لمصر لا لجماعة الاخوان المسلمين، واخفض للمصريين جناح الذل من الرحمة، كما انتخبوك رئيسًا. قل للمرشد ونائبه الشاطر الزما القانون، وانضويا وجماعتكما تحت اللواء، تحت لواء القانون، لا أحد فوق القانون، جماعتكم هكذا طليقة تخزق عين القانون، ميليشياتكم تشعل البلاد نارًا، أنتم أول من سيحترق بها، قل للسلفيين الزموا مساجدكم، وأحزابكم، وقولوا للناس حسنا، قل للجهاديين قطعت يد ترفع السلاح في وجه المصريين. قل لجبهة الإنقاذ ادخلوا في الحوار كافة، لملم المبادرات الملقاة على رصيف الوطن بعضها مبادرات مبشرة، مبادرة حزب النور'. كلهم باعوك.. يا مرسي! وإلى مزيد من المعارك الصحفية وسحر جعارة في 'المصري اليوم' التي تفتح النار على الاخوان ورئيسهم : 'العنف بدأ في مصر يوم أن دعا الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس حزب 'الحرية والعدالة'، الملايين من أنصار الجماعة بزعم حماية 'الشرعية' عند قصر 'الاتحادية'! 'العنف' بدأ يوم صمتت الدولة على حصار المحكمة الدستورية العليا، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وأصبحت ميليشيات 'حازمون' تعطل سير العدالة هذا عن العنف المادي، أما العنف السياسي، فقد بدأ بإعلان دستوري ديكتاتوري ثم بتمرير 'دستور' مشوّه وباطل رغم أنف القوى السياسية والأزهر والكنيسة! ثم توالى العنف السياسي بإكراه الشعب على عملية أخونة الدولة، وتمرير قانون الانتخابات، ثم عزل مدن القناة بقرار حظر التجوال.. وعودة قانون الطوارئ.. وهكذا ولدت جماعة 'البلاك بلوك'.. فجأة، وفي قلب المشهد الدموي اختفى المرشد العام للاخوان المسلمين الدكتور 'محمد بديع'، تاهت دعوته ل 'الشهادة والتضحية'، بعد أن تجاوز العنف كل الخطوط الحمراء وبدأ يدق- بعنف أيضا- أبواب الاتحادية!! اختفت القيادات الاخوانية التي فتحت القوائم السوداء لرموز النخبة السياسية والإعلامية والقضاة، دخلوا الجحور بعد أن كادوا يتمون عملية تصفيتنا معنويا.. فالشعب زلزل الأرض تحت أقدام الجميع! كل حلفائك اختفوا.. سيدي الرئيس!! حزب 'النور' السلفي يطالب بحكومة ائتلافية، ويندد بحالة الطوارئ، يتبرأ من 'الدستور'، ويقترح حلولا لإزاحة النائب العام من موقعه (!!) 'النور'، حليفك الرئيسي، يدين انفراد 'فصيل واحد' بإدارة البلاد، وشعبك أسقط قرار 'حظر التجوال'، الشيخ 'محمد حسان' يكتفي بالنصح: 'لا يطيق هذا الأمر إلا رجل لا يصانع ولا يضارع ولا يتبع المطامع). أما الدكتور 'ياسر برهامي' فقد أعلن اتفاقه مع مطالب 'جبهة الإنقاذ'.. 'برهامي' يتهمكم باستنساخ نظام 'مبارك' في الحكم.. لكن الشعب لن يستبدل 'السلفيين' ب'الاخوان'.. الشعب تجاوز حتى 'جبهة الإنقاذ'، بحراكه الثوري، وتمرده على قرارات مؤسسة الرئاسة'. السماء تمطر مبادرات وننتقل لصحيفة 'الشروق' ووائل قنديل الذي هاله كثرة تقدم الكثيرين لعقد حوارات بين القوى المتصارعة: وكأنهم اكتشفوا اختراعا جديدا اسمه الحوار فجأة.. أو أنهم شبعوا من الدم المراق ثمنا لمراهقاتهم ونزواتهم فقرروا أن يسلكوا على عكس ما يقولون، وينقلبوا اليوم على ما تمسكوا به أمس إن الأمر يحتاج إلى كمية خرافية من مثبتات العقل حتى يمكن استيعاب أن يطالب بعض المبادرين بحوار في حضور وزير الداخلية بعد ساعات من المطالبة بإقالته ومحاكمته وتحميله المسؤولية عن القتل والحرق، كما أنه غير مفهوم على الإطلاق أن يدعو أخرون إلى حوار بضمان وزير الدفاع بعد أن يفوضه أو يوكله رئيس الجمهورية بالتحاور مع القوى السياسية وبصرف النظر عن أن وزير الدفاع متهم من قبل المطالبين به ضامنا بأنه 'متأخون' ورجل الرئيس وبصرف النظر أيضا عن أنه لا يستقيم منطقا أن يكون المكلف حكما بين من عينه وكلفه وبين خصومه، فإن هذا الإلحاح المتجدد على استدعاء العسكريين للسياسة ينم عن رغبة دفينة لا تنقطع ووهم معشش في بعض الأدمغة بأن انقلابا قد يأتي وهذا الحنين الطاغي إلى العسكرة ليس حبا في العسكر بقدر ما هو انتهازية سياسية تقبل أي شيء من أي أحد ما دام من الممكن أن يؤدى إلى إسقاط رئيس ليس على الهوى، ومن مفارقات هذه النوة الحوارية أيضا أن بعضها يلف ويدور حول ترتيبات ملعب الانتخابات المقبلة، ومن ثم هي إلى التحالفات والجبهات الانتخابية أقرب منها إلى كونها محاولات للخروج من المأزق الراهن، ويبدو مدهشا هنا هذا الحماس 'الإنقاذي' لمبادرة 'النور' حزب الدعوة السلفية ويثير الدهشة كذلك تلك الاستجابة السريعة لمبادرة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الآن، على الرغم من أن شيخ الأزهر بنفسه سبق أن دعا كل الأطراف للمشاركة في الحوار الوطني. الرئيس يريد كسب مزيد من الوقت ونبقى مع السؤال حول الجدوى من تلك الحوارات ويتصدى له جلال عارف في جريدة 'التحرير': وكيف يكون الحوار جادا إذا كان الأخ الرئيس مرسي قد بقي صامتا ليومين على المجازر التي تحدث في كل أنحاء البلاد، ثم عندما تكلم - بلسانه وبإصبعه- كانت الدعوة للحوار تقتل في نفس اللحظة بفرض حالة الطوارئ على منطقة القناة، وبالتهديد بإجراءات أقسى بعد ذلك، وبالتهرب من المسؤولية عن الشهداء الذين سقطوا، وعن الفوضى التي تعم البلاد، وعن الفشل الذي يقود مصر إلى الكارثة وكيف نستعيد الاحترام لمعنى 'الحوار' بعد كل التجارب السابقة؟! كيف نصدق من يدعو للحوار إذا كان قد قابل زعماء المعارضة قبل ذلك وسط أجواء احتفالية بأن التوافق الوطني قادم.. فإذا بنا أمام إعلام استبدادي وغير دستوري يجعل منه حاكما بأمره، ويعطي الحصانة لمجلس شعاري باطل، وللجنة دستور باطلة، لكي يفرض الدستور الذي يريده 'ولي الأمر' حتى لو كان الثمن خراب مصر؟ وكيف يكون 'الحوار' إذا كان بمنطق فرض الأمر الواقع أو كما قلت منذ شهور بأنه الحوار على الطريقة الإسرائيلية التي لا تصرخ طلبا للحوار بلا شروط، ثم تمضي في فرض الحقائق على الأرض، ليكتشف الفلسطينيون في النهاية أن ما ضاع منهم خلال المفاوضات يزيد عما ضاع منهم خلال الحرب؟! وكيف يكون الحوار حقيقيا، إذا كان الأخ الرئيس قد وعد قبل ذلك بأن لا يمر الدستور دون توافق حقيقي، ثم نكث بوعده؟! وإذا كان قد أضحك علينا الدنيا حين دعا للاستفتاء على الدستور الباطل، في نفس الوقت الذي دعا فيه للحوار حول تعديله؟! وإذا كان قد التزم بتطبيق نتائج الحوار حول التعديلات، فإذا بولي الأمر!! يرفض ذلك بعد أن كسب الوقت ومرر الدستور الباطل؟! وكيف يكون الحوار جادا، إذا كان الأخ الرئيس ما زال يصر على إبقاء كل الآثار التي تركها إعلانه الاستبدادي في نوفمبر الذي أشعل الموقف حتى الآن'. الأمن في إجازة ومصر هي الضحية يؤرق الخلل الذي تعيشه المؤسسات الأمنية الكثير من الكتاب ومن هؤلاء خالد فهمي في 'الشروق': 'في القلب من هذه الأزمة، بل في القلب من هذه الثورة، يكمن الملف الأمني وفساد الشرطة. فتوالي أحكام البراءة التي نالها الضباط المتهمون بقتل المتظاهرين يحث المتظاهرين الشباب على إعادة النظر في سلمية المظاهرات. وأحداث استاد بورسعيد في فبراير 2012 سلطت الأضواء على الدور المريب الذى لعبه ضباط وقيادات الشرطة في هذه الأحداث الدامية. وعدم قدرة أفراد الأمن المركزي في السويس على التحكم في أعصابهم، حسب ما قاله وزير العدل، أحمد مكي، في مداخلته التاريخية مع علاء عبدالفتاح على إحدى القنوات التليفزيونية، أكد مرة أخرى سوء تدريب هؤلاء الجنود وعدم مهنية الجهاز برمته. ثم جاءت أحكام الإعدام التي صدرت في هذه القضية بحق المتهمين المدنيين دون الضباط المتورطين في نفس القضية لتوحي للكثيرين أن هناك خللا في منظومة العدالة وعوضا عن إدراك خطورة إهمال هذا الملف وترك الشرطة دون إصلاح اتخذ الرئيس مرسي من الإجراءات ما يعمق الأزمة ويزيد الطين بلة، فلا هو أمر بإجراء تحقيق مستقل عن أحداث بورسعيد الدامية التي أعقبت النطق بالحكم ولا هو استدعى قيادات الشرطة لمساءلتها على الإفراط في استخدام العنف وطبعا لا هو أقال وزير الداخلية، بل وفي تحد واضح للمنطق قرر مداواة المرض بأسباب الداء، فأعلن الطوارئ، وفرض حظر التجول في مدن القناة، وأعطى الضبطية القضائية للشرطة العسكرية، وبذلك انتهج نفس أساليب مبارك الفاشلة التي اندلعت الثورة أصلا للتخلص منها إن الأزمة العميقة التي نمر بها البلاد الآن أزمة سببها الأول فساد القطاع الأمني ويعمقها غياب الإرادة السياسية للقضاء على هذا الفساد. فكان يجب على الرئيس مرسي، الذي يمر على خروجه من سجون مبارك عامان، أن يدرك أن الأزمة الحالية لن تحل بانتهاج أساليب أمنية بل بإخضاع الجهات الأمنية للرقابة والمحاسبة. اين المؤامرات التي يتحدث عنها الرئيس؟ وإلى شهادة أحد ابناء التيار السلفي ضد الرئيس وهو طارق الشافعي في جريدة الوطن : وبدأ التخريب بقطع الشوارع والكبارى وكل هذا في المحافظات المختلفة.. والشرطة تهان في الشوارع والجيش يخشى من الاحتكاك بالشعب المصري لكي لا يقال عنه إنه يقتل الشعب المصري.. وبذلك تسقط هيبة الدولة والقانون، الله يرحمه ويحسن إليه. ثالثاً الإعلام الجميل الذي يريد توصيل الحقيقة إلى الناس (كما يزعم) يقول ليل نهار، ويبث أخباراً عن فشل مرسي والاخوان في إدارة البلاد، وأنه يقتل المتظاهرين بالرغم من أنهم كانوا يقولون (الإعلام) عن المتظاهرين أيام الثورة إنهم بلطجية ومرتزقة (وجبات كنتاكي).. وظهور 'البلاك بلوك' في الإعلام ضيوفاً في القنوات وهم جماعة لا توصف إلا بالإرهاب المنظم وهم من سرقوا مدرعة الشرطة وأخذوها إلى ميدان التحرير حتى تم حرقها والاحتفال بإهانة جهاز الشرطة الذي لا يملك من أمره إلا ضرب قنابل الغاز على المتظاهرين، وذلك لتفريقهم أو لحماية أنفسهم من بطشهم.. يا سيادة الرئيس، الأوضاع تتجه بنا إلى إسقاطك وإسقاط الدولة ومن ثم سيطرة الجيش مرة أخرى.. أليس من مستشاريك رجل رشيد؟ الأمر واضح كالشمس. أين المؤامرات التي وعدت بكشفها خلال أيام؟ أين المباحث والمخابرات العامة والمخابرات الحربية وجهاز الأمن الوطني من تتبع الشخصيات المخربة والمفسدة؟ إن لم تكن هذه الجهات تساعدك فاخرج على شعبك وقُل ذلك لأن الشعب والتاريخ سوف يحملانك أنت كل ذلك إن لم توضح حقيقة ما يجري.. وخطابك الأخير الذي لم يكن موفقاً تماماً لأنك حينما أعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال لم يكن لديك إمكانية تحقيق ذلك على الواقع وفي هذا إضافة جديدة إلى الرصيد السالب لك عند عامة الشعب.. قِف مع نفسك وقفة صادقة واخرج وأعلن على شعبك حقيقة ما يجري لكي تكتسب الشرعية من الشعب في ما تنوي عمله، وهنا سوف يتضح مَن مع الشعب ومَن ضد الشعب وضد مصر'. جبهة ايه.. يا ابو جبهة! تحت هذا العنوان الساخر كتب محمود خليل في جريدة 'الوطن' مهاجماً الاخوان: 'أيها الدكتور الحاكم، والدكتور المرشد، والمهندس المخطط: ما يحدث في مصر الآن بداية ثورة حقيقية ضد حكم الجماعة وستنتهي بالإطاحة بها، قد يتم الأمر بصورة أبطأ - نسبياً- من حالة 'المخلوع' مبارك ونظامه، لكنكم حتماً 'مروحين' مثله، وقد تكون نهايتكم أخزى منه بكثير. 'جبهة إنقاذ إيه يا أبوجبهة؟' التي تحرك الشارع، طيب ها هي الجبهة تبادر إلى التحاور معكم، وها أنتم تلقون إليها بورقة السلفيين الذين تلعبون بهم 'الكورة'، فهل يعني ذلك أن الشارع سوف يهدأ بمجرد الجلوس على مائدة الحوار؟ ولو هدأ يوماً أو أسبوعاً أو شهراً، هل معنى ذلك أنه لن يشتعل ضدكم ثانية؟ أيها الاخوان أنتم أكبر ضمانة لاستمرار حالة الثورة بالشارع، ورئيسكم هو أكبر ضمانة تجعلنا نراهن على رحيله. ومن سيتولى خلعه وخلعكم هو الشعب نفسه، وليس جبهة الإنقاذ، فهم لا يقلون عنكم عجزاً، وطمعاً، وسذاجة في فهم أبعاد المعادلة الزمنية الجديدة التي نعيشها. لقد يئس الشباب منكم ومن جبهة الإنقاذ، فقد الثقة بمرسي وبديع والشاطر، كما فقد الثقة بالبرادعي وحمدين وموسى. ويواصل محمود هجومه: 'أيها الاخوان السذج لو صح أنكم القوة التي قامت بثورة 25 يناير 2011، لصح أن البرادعي وحمدين وجبهة الإنقاذ هم القوة الدافعة لثورة يناير 2013. لا أنتم كنتم وراء ثورة يناير الأولى، ولا جبهة الإنقاذ وراء الثورة التي نعيشها، فالشباب هو الذي قاد المشهد الأول، وكذلك هو من يسيطر على الأمور في المشهد الثاني، وكما نجح في الأولى سوف ينجح في الأخيرة. مشكلتك يا 'مرسي' أنت وجماعتك أنك تريد أن تعيد عجلة التاريخ إلى الخلف، والتعامي عن الواقع، لذلك سوف تخسر'. اسقاط الرئيس وهم يعشش في رؤوس السذج هذا الهجوم الكاسح من قبل محمود خليل وأمثاله من الكتاب الليبراليين والعلمانيين لم يمر مرور الكرام فهاهو قطب العربي قد قيضه الله ليرد الأساءة عن الرئيس والجماعة في الصحيفة الناطقة باسم الاخوان ' الحرية والعداله': 'هذا الوهم الكبير بإسقاط حكم مرسي يعشعش في رؤوس قادة وكوادر الإنقاذ حاليا، وهو ما دفعهم لرفض المشاركة في الحوار الذى دعت له رئاسة الجمهورية.. فلماذا يتحاورون مع نظام آيل للسقوط خلال 24 أو 48 ساعة؟! هذه الأوهام سمعتها بنفسي من بعض رموز الجبهة خلال اليومين الماضيين، وهم يتصورون أنهم امتلكوا الآن الشوارع تماما، وتمكنوا من حصار خصومهم الإسلاميين في البيوت، وهذا وهم كبير يورد الوطن كله مهالك عظيمة، فالذين بقوا في البيوت آثروا سلامة الوطن وحقن الدماء، ورأوا أن يحتفلوا بالعيد الثانى بثورة يناير بزرع الأمل، لا زرع القنابل والفتن، بتشجير الشوارع وتزيينها لا بقطعها وتشويهها، بعلاج المواطنين البسطاء لا بقتلهم، بتوفير السلع الأساسية لهم بأسعار الجملة لا بقطع عيشهم، بإصلاح المدارس المتهالكة لا بتدميرها وإحراقها تعززت أوهام الخلاص من حكم الرئيس مرسي بظهور جناح عسكري للمعارضة المصرية، ممثلة في ميليشيات البلاك بلوك، وهي ميليشيات أخرجت الثورة من سلميتها وحملت السلاح علنا جهارا نهارا ووجهته إلى صدور المصريين، فقتلت من قتلت وأصابت من أصابت، وكل ذلك تحت غطاء سياسي من القوى الليبرالية واليسارية التي احتضنتها في ميدان التحرير وغيره من الميادين الملتهبة، ورغم أن بعض قادة الجبهة عبروا شفاهة عن رفضهم للعنف والتخريب، إلا أن هذا الرفض الشفهي غير كاف في هذا الموقف، بل المطلوب هو التبرؤ العملي عبر طرد هذه المجموعات من الميادين، ورفع الغطاء السياسي عنهم، وإذا لم تتمكن القوى المدنية من ذلك فعليها أن تترك الميادين لهذه المجموعات المسلحة حتى تستطيع أجهزة الأمن التعامل معهم 'للأسف وجدنا موقفا معاكسا لذلك، حيث تحركت مظاهرة من التحرير إلى ميدان طلعت حرب لمساندة بلاك بوك بعد قرار النائب العام باعتبارها جماعة إرهابية، ومطالبته الأجهزة المعنية والمواطنين بالقبض على أى فرد منها'. ذبحت طفليها لأنهما رفضا تنظيف الشقة وإلى صفحات الحوادث وجريمة بشعه التي شهدتها الأسكندرية في مفاجأة مذهلة ومن العيار الثقيل اثر حادث مقتل طفلين صغيرين داخل شقتهما بالإسكندرية، تبين أن وراء مقتلهما والدتهما بعد رفضهما مساعدتها في ترتيب حجرات الشقة وكان رجال البحث الجنائي قد اتجهوا إلى أكثر من مساركما تشير االأهرامب لكشف غموض الحادث بعد أن تلقى اللواء عبدالموجود لطفي مدير الأمن اخطارا من العميد إبراهيم عبدالعاطي مدير إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثتي طفلين شقيقين بشقتهما بشارع عبدالمنعم سند بكامب شيزار بمنطقة باب شرق، وعلى الفور انتقل لمكان الحادث اللواء ناصر العبد مدير الإدارة للبحث الجنائي والعميد شريف عبدالحميد رئيس المباحث، وتبين وجود جثة الطفل يوسف محمد يوسف والذي يبلغ من العمر 10 سنوات وبه آثار ذبح في رقبته وعلى بعد أمتار منه تم العثور على جثة شقيقته مريم التي تبلغ من العمر5 سنوات وبها أيضا آثار ذبح في رقبتها وسط بركة من الدماء والأم في حالة هستيرية مصابة بالبكاء الشديد.. ولأن الجريمة بشعة اهتز لها وجدان الشارع السكندري تم تشكيل فريق بحث باشراف اللواء جمال سلطان مساعد مدير الامن والعقيد حازم عزت مفتش المباحث وبالفعل تم التحري حول المترددين على أسرة المجني عليهما والباعة من موزعي غاز البوتاغاز وبواب العقار وأسرته، بالأضافة إلى الاستعانة بالأدلة الجنائية لرفع البصمات من محيط الشقة ومقتنياتها دلت تحريات رجال البحث الجنائي أن والد المجني عليهما مهندس وأن أمهما كانت تعمل مدرسة وحصلت على إجازتها لرعايتهما وبسؤال أم المجني عليهما وأسمها أميرة سعيد42 سنة ربة منزل بعد أن جفت دموعها وبدأت في ترتيب العبارات والكلمات، وبنظرة فاحصة في وجهها تبين وجود جرح أعلى عينيها تواكب مع ارتكاب الجريمة.. تم محاصرتها بأن أصابع الأتهام تشير إلى ارتكابها جريمة قتل طفليها في مفاجأة اهتز لها وجدان جميع الجاضرين من فريق البحث، خاصة أن السبب الذي اعترفت به الأم المتهمة كان تافها بزعم أنها ارتكبت جريمة قتل طفليها انتقاما منهما لعدم مساعدتها في ترتيب حجرات الشقة فقامت على حد قولها بالتشاجر مع ابنها يوسف عندما طلب منها نزهة خلال أجازة نصف العام مثل باقي أصحابه، إلا أنها قابلته بطلب مساعدتها في تنظيف الشقة وعندما رفض قامت بصفعه على وجهه وسحب قميص نومها وخنقه بعد لفه على رقبته وخلال مقاومته أصيبت هي بجرح أعلى عينيها إلا أنها قامت بسحب سكين المطبخ وذبحته وسط صراخ شقيقته مريم 5 سنوات فقررت على الفور التخلص منها بشنقها بسويتر وذبحها هي الأخري بسكين المطبخ إلى أن فارقت الحياة، وتم احالة المتهمة إلى النيابةب.