رصدت «الاتحاد» في الحلقة الأولى من هذا التحقيق جهود الدولة في مكافحة جريمة الاتجار بالبشر، وما توفره من خدمات وحماية لضحايا هذه الجريمة. وفي الحلقة الثانية، نواصل عرض تلك الجهود، مع سرد روايات خاصة حصلت عليها «الاتحاد» من أفواه ضحايا وقعن في براثن عصابات لا ترحم، قبل أن يجدن في حضن الدولة السكينة والحماية لتأهيلهن وإعادتهن إلى بلادهن. أبرزت الأحاديث التي أجرتها "الاتحاد" مع عدد من ضحايا الاتجار بالبشر بشكل مباشر أو من خلال إفاداتهن في التحقيق وأروقة المحاكم أنهن تعرضن للاستغلال والخداع من خلال عروض عمل وهمية للعمل، بيد أنهن وبعد وصولهن إلى الدولة تعرضن للحبس والضرب والإيذاء من قبل المسيئين وتم إرغامهن على البغاء. وكشفت أحاديثهن عن عظم الاستغلال الذي تعرضن له والثمن الباهظ الذي دفعنه من خلال الإيذاء الجسدي والنفسي بما في ذلك الإصابة بالأمراض. في البداية، تحدثت (ن.ك.و) أفريقية 35 عاماً عن مآساتها، قائلة إنها حضرت إلى الدولة بعد أن تعرضت لخديعة من أحد أبناء موطنها، بحيث أغواها ببيع مطعم لها كانت تعيل من ريعه أسرتها المكونة من زوجها وابنتها البالغة من العمر 14 عاماً تحت ذريعة أن لديها فرصة لاستثمار أموالها معه بإمارة أبوظبي وافتتاح مطعم فيها. وأضافت أنها قامت بتسليم هذا الشخص ثمن مطعمها ووثقت به وحضرت إلى الدولة لكنها تفاجأت عند وصولها بأن الأشخاص الذين استقبلوها للبدء في إجراءات افتتاح المطعم المزعوم ينقلونها إلى شقة مكونة من غرفة واحدة، قبل أن يبدأوا بإرغامها من خلال الضرب والتهديد والوعيد على الانصياع لهم والعمل بالرذيلة لدفع أجرة الغرفة والإنفاق على نفسها فيما كانوا يقومون بتحصيل الجزء الأكبر من الأموال من الرجال الذين كانوا يحضرونهم لها. وأضافت: بقيت على هذا الوضع حتى أصبت بنزيف اضطرهم لنقلي من الشقة وإلقائي أمام أحد المستشفيات التي تولت معالجتي وإبلاغ الشرطة قبل نقلي إلى مركز "إيواء" بإمارة أبوظبي. ... المزيد