بيروت- أ ش أ أبدت صحيفة "النهار" اللبنانية مخاوف عديدة من استمرار ما وصفته ب"النزيف السوري" طويلا على الوضع الداخلي في لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مؤكدة "أنه كلما طال عمر النظام السوري، بدا لبنان الذي يواجه استحقاقات دستورية مهمة على كف عفريت على نحو يلمسه اللبنانيون في يومياتهم ويشعرهم بالخوف والإحباط". وقالت الصحيفة: "إن المخاوف كبيرة وحقيقية في أعقاب مجموعة تطورات أخيرة خاصة تدفق النازحين السوريين، والانقسام الحكومي حول كيفية مقاربة هذه المسألة المربكة للبنان إلى حد انفلات الأمور على الصعيد الأمني اليومي في مواقع كثيرة، وخروجها عن قدرة مراقبة السلطات اللبنانية، سواء في حصول حوادث متفرقة خطيرة أو في اعتماد لبنان محطة يمكن اللجوء إليها وربما الانطلاق منها لاحقا نحو سوريا". وأضافت "أنها تتصل أيضا في ظواهر أمنية وسياسية ساهمت في زيادة نسبة القلق لدى المراقبين المهتمين بالوضع في وقت لا يستطيع أحد في الخارج إيلاء الوضع اللبناني أي اهتمام، ولا يرغب في ذلك نتيجة الانشغال الأساسي بالوضع السوري في الدرجة الأولى، فضلا عن أولويات أخرى بحيث يضغط الجميع على الفرقاء اللبنانيين من أجل حصر الخلافات وإبقائها بعيدة عن نقل الصراع السوري إلى الداخل اللبناني قدر الإمكان أو السماح بذلك". وفى سياق متصل بقانون الانتخابات، قالت الصحيفة: "إن احتمال فشل الفرقاء السياسيين في الاتفاق على قانون انتخاب يخشى أن يشكل دليلا على استحالة اتفاق اللبنانيين من دون ضغط خارجي أو رعاية خارجية بما يؤشر إلى اعتبار لبنان دولة فاشلة".