من حقك أن تكرة علامنا الخاص وتشعر بعجز الحكومي, الأول تمويله يخدم مصالح أصحابه والثاني يصر علي تجميل وجه الحاكم. من حقك أن تنزوي في ركن من سريرك مفتوح العينين بعد أن أرقك السهاد لا تعرف أين تنظر في ظلمة الليل, وأين تبحث عن مصر التي نعرفها وتعرفنا.. من حقك أن تنظر الي خريطة العالم باحثا وقلقا علي حجم مصر بين خطوط الطول ودوائر العرض وبعض جيران لا تهمهم مصلحتنا كما نتخيل.. من حقك أن تقارن بين أحلام أيام ميلاد الثورة وبين هرتلة القوي السياسية وكذلك النظام الآن.. الجميع قلق علي مصر التي أضحت مثل الجسد المريض الذي يحار معه الجراح, من أين يبدأ مبضعة في العمل من أجل أن تتعافي مجددا فالبداية الخطأ قد تزيد من النزف والوهن.. مصر علي عتبة حجرة العناية المركزة.. البعض يصر علي دفعها للداخل, مع أننا لو هدهدناها الي خارج الغرفة سوف تنتفض بأسرع مما نتصور, وتزيل غبارها وتغسل خصلات شعرها بأشعة شمسنا الذهبية, وتهب لتذكرنا بمصر أحمس وكليوباترا وقطز وببيرس وصلاح الدين الأيوبي وجمال عبدالناصر.