تحقيق: نجيب محفوظ الكلد أبو عيسى... كنا نتسوق بمعية والدي رحمه الله في خميس سوق السلام في يافع في احد أيام الصيف قبل 20 سنة تقريبا عندما قابلنا شخص مهيب في ملامحه اثر الجدية وتعجبت من أصرره على أن نأخذ كمية من اللحم كهدية وعند سؤال والدي من هذا فعرفت انه قاسم علي العيسائي وفي طريق عودتنا إلى البيت كان والدي يوضح لنا من يكون قاسم علي وعن العلاقة الأسرية التي تربطنا بهم وبعدها قابلناالرجل في مكة أيضاً أنا ووالدي في رحلة حج عام 2000م, وكان معه والديه وهو حينها مقيم في جدة كانت رحلة الحج موفقة ومما اذكر في تلك الرحلة عندما كنت اتضاجر من الزحام وطوابير الحمامات فيقول لي بابتسامة مشي حالك يابن حسين غيرك ما حصل. وكان يعرفه الناس في جدة با أبو عيسى وهو الاسم الذي اشتهر فيه بعدها وبعد موت والدي واستقرار أبو عيسى في الوطن ربطتني بالرجل علاقة اخوية قوية . ونحن لا ننكر أن استقصاد قتله بهذه الطريقة هي ضربة مؤلمة لكن لابد من حكمة في هذا الظرف فتتابع عمليات التصفية الممنهجة لشخصيات الجنوبية بنفس اسلوب ما بعد الوحدة يؤكد أننا في مرحلة خطيرة وجب على كل الشخصيات العامة في الجنوب أخذ كامل الحذر. و من عملية اغتيال لشخصية بحجم الشيخ قاسم علي العيسائي وما يحمل من رمزية في يافع والطريقة التي تم بها الاغتيال يعطينا انطباع أننا قادمون على مرحلة كسر العظم مع المحتل واذياله والترصد والاستدراج الذي حصل لشهيد لا يبقي مجال لضنون أن أمر التصفية كان من جهات عليا سائها نشاط الشيخ الشهيد وما يحمل من توجه يهدد مصالح قيادات متنفذة. والذي لا يعرف الشيخ رحمه الله فهو قاسم علي حسن صالح العيسائي أبو عيسى من قرية ضيئآن مكتب الحضارم يافع وهو سليل أسرة العيسائي من شيوخ ارباع الحضارم وينوب عن شيخ المكتب وسفير الحضارم في المحافل القبلية عٰرف بحبه لعمل الخير والسعي لإصلاح ذات البين في يافع وخارجها وكان يمثل التيار القبلي العقلاني فإسهامه واضح في اعادة النشاط القبلي وتوحيد الراي في المنطقة وخارجها وله حضور متميز بين الشخصيات الاجتماعية والشباب وعُرف الشيخ قاسم بحبه لتراث واحياء القيم الاصيلة واسهاماته لا تحصى في مجالات كثيرة منها محاربة التقطع والارتزاق باسم الحراك و كان يقوم رحمه الله ومجموعة من المخلصين بتشكيل عمل اجتماعي يسد فراغ غياب الدولة ومؤسساتها في المنطقة. وبغيابه اليوم خسرت يافع و الجنوب شخصية فذة وابناً باراً فرحمك الله يا أبا عيسى كنتم على درب من سبقكم في طريق الخير والصلاح وإنكار الذات ونحن على دربكم ماضون أن شاء الله. بقلم: محمد حسين بن غالب