بقلم يحيى بامحفوظ جلَتُ بالأمس واليوم على عدد من المواقع الإخبارية اليمنية, لاستقراء ردود الأفعال على بيان مجلس الأمن, فإذا بي أواجه سيولاً عارمة تطفو عليها دواماتالتهليل والتكبير يكسوها زبد فرحة غامرة سادت جل المواقع اليمنية شاملة التعليقات التي ذيلت بصفحات نشر البيان والتي لا تقل في مضمونها عن نشوة نصر 7يوليو 1994م, والتبجح والتهليل له والإشادات المفرطة لانتصار مجلس الأمن لهم "حسب اعتقادهم" وكأن قضيتهم قد حلت والى الأبد وان ثورة الجنوب قد وئدت كوأدهم للوحدة, بل وازدادوا في شطحاتهم التي أخذتهم بعيداً معتقدين انه لن ينبس أي جنوبي بعد اليوم ببنت شفة, في محاولة لتخفيف وطأة ما آل إليه حالهم ولتفريج كربهم, متناسين إن ثورة الجنوب ثورة حقيقية بمفهومها ومعناها الشاملين, ثورة شعب لا يعوّل على الحلول الخارجية الجاهزة ولا ينتظر ان توهب له, بل ينظر لما قدمه ويقدمه أبناءه الذين اتخذوا من الميادين ساحات لنضالهم السلمي, مسطرين العديد من الملاحم البطولية السلمية والتي بالتأكيد ستخلّد تاريخياً. أن تهديد مجلس الأمن بالعقوبات, لا يستهدف الرئيس البيض بل يستهدف شعب الجنوب بأكمله, الذي يأبى ان يكون ككرة قدم يتقاذفها اللاعبون كيف ما شاءوا, وحقيقية لم يكن ما خرج به مجلس الأمن بالأمس من تهديدات محل استغرابي, بل كان متوقعا بعد التسريبات التي سبقته ولم يثير البيان فينا شيا سوى امتعاضنا عن عدم إنصافنا وإقحامنا في ما لا يعنينا, ولا ندري عن كنه معطيات إقحامه السياسي للسيد الرئيس علي سالم البيض في البيان كمعرقل لتسوية لا تعنيه شخصياً, ولا تعني شعبه في شيء, بل استهداف سياسي واضح لقضية شعب الجنوب ممثلة برئيسه والذي وضعه البيان في خانة واحدة واتجاه واحد مع الرئيس اليمني المخلوع واعتبار السيد الرئيس علي سالم البيض نائبا له, متغافلاً عن النائب له حتى اندلاع أزمة صنعاء, ولا اعتقد ان مجلس الأمن نسى استنكاره لفرض الوحدة بالقوة في 1994م أو قراريه "رقم 924 و 931 للعام 1994م" و التي صدرت بعد إعلان السيد الرئيس علي سالم البيض لفك الارتباط في 21 مايو 1994 م والتي ذيلت القرارين "بقرار إبقاء المسألة قيد النظر الفعلي". مما لا ريب فيه ان بيانات كهذه سوف يتم استغلالها في محاولة لإشاعة الإحباط فينا, وتوظيفها من قبل البعض كغطاء لسفك المزيد من الدماء الجنوبية واستهداف نشطاء الثورة السلمية في الجنوب, استمراراً لمخطط التنكيل بشعب الجنوب, لكن من وجهة نظري اعتقد ان بيان مجلس الأمن يعد حافزاً قوياً للحراك الجنوبي للتشبث بنضاله السلمي وتصعيده, خاصة وانه يعد بمثابة جس نبض للشارع الجنوبي ليلحق بقرارات تنهي قضيته إذا ما استكان وخنع للبيان الاممي الذي استهدفه, لذا يجب ان ننتصر لأنفسنا ولقضيتنا العادلة وان لا ننتظر من ينتصر لنا ولنجعل من ساحتنا مليونيات أكثر اكتظاظاً عن ذي قبل, لنعجز عدسات احدث كميرا رقمية من التقاط أدنى فسحة إسفلتية في ساحات نضالنا السلمي, ولنبلغ القاصي والداني برسالة جنوبية أقوى واشمل من سابقاتها, تعكس الصورة الحقيقية لمدى تحضرنا. اننا نعي تماما ومن التاريخ تعلمنا, ان أعداء الجنوب لن يكلوا أو يملوا من معاداتهم لنا, لذا يجب ان نسمو فوق خلافاتنا الجانبية ونضع نصب أعيننا آلامنا وجراحنا و نَعَضُّ عليها لتحرير أرضنا و استعادة دولتنا, لنبني بلدنا كما نريدها نحن لا كما يراد لها ان تكون. شارك الموضوع في Like this: Like Loading...