عارضات ازياء للنيابة في لبنان: لسياسة تعتمد المكاشفة والانفتاح!ربما خبر ترشيح اثنتين من عارضات الأزياء اللبنانيات، لانتخابات مجلس النواب اللبناني القادم، والذي بثته قناتي MTV، LBCيستحق التفكر قليلا! وبدون الدخول في مساجلات السياسة والانقسامات الطائفية والفكرية والسياسية، أعتقد أن مجالسنا النيابية العربية، وبالتبعية مجالس الوزراء أيضا، تحتاج اليوم إلى ' قامات' رفيعة، وملامح دقيقة وخطوات متوازنة وأصوات خفيضة، وتحركات هادئة، وبالمرة .. 'سياسات' مكشوفة! ما المشكلة إذا جربنا نوابا يتحلين بالشفافية المطلقة، والنعومة الفائقة والخبرة الطويلة في السير، على الممرات الضيقة؟ أوليس هذا هو المطلوب حاليا لاحتواء الغضب الساطع، والجوع الكافر، والحراك الثائر؟ أوليس هذا أجمل تجسيد للاحتواء الناعم، الذي أشبعنا اياه ترديدا مسؤولونا 'اللي مش ناعمين أبدا '؟ ما المشكلة إذا حررنا أنفسنا من الصورة النمطية للمسؤول أو النائب أينما كانت بلاده ؟ وتخيلنا أن تدير شؤون بلادنا عارضات أزياء وموديلات جميلات رقيقات، ستفهمن مؤكد احتياجات الشعوب العربية في 'التحرر' و'المكاشفة ' و'الانفتاح'؟ ترشيح الجميلات أنا شخصيا راقبت أداء بعض تلك النواب الأوربيات في مجالسهن النيابية، وبصراحة كانت العروض ولا أحلى! فتلك خلعت نصف ثيابها تطالب بحرية الزواج المثلي، وأخرى كشفت عن صدرها في منتصف جلسة ساخنة، لتعبر عن حق المرأة في التغيير! أما نحن فطبعا، مطالبنا ستكون أكثر عمقا، وأعلى مقاما ، وأقرب إلى احتياجات المواطن الغلبان البسيط. عارضات الأزياء وملكات الجمال سيتفهمن تماما معاني الحرية والعدالة الإجتماعية، وسيحملن هم رغيف الخبز 'بالقمح أو الشعير طبعا لزوم الرشاقة'، وسيعرفن كيف يتحدثن حين يتعلق الأمر بقوانين الضمان الإجتماعي والتقاعد والإسكان والبطالة، لأنهن أقرب الناس وكثيرون لا يعرفون ذلك لتلك المشكلات . فالواحدة منهن بمجرد أن تزيد كيلو جراما واحدا، أو تكبر عامين أو ثلاثة، أو تظهر بالخطأ وهي عارية على غلاف إحدى المجلات، تفقد جميع حقوقها المادية والمعنوية، وتصبح مثلها مثل أي مواطن مسكين .. بلا مأوى! والله أنا تعجبني فكرة ترشيح الجميلات ذوات القامات الرفيعة، فعلى الأقل سنضمن نصف النصاب زائد واحد، مع أي اقتراح ستتقدمن به، حتى لوكان اقتراحا بطرح الثقة .. عن الدولة برمتها! مع جويل أحلى وبالحديث عن الجمال والجميلات، يستوقفني كثيرا برنامج 'مع جويل أحلى' والذي تبثه منذ سنوات قناة MBC ، وفي كل مرة 'أصفن' في الآلية التي تتبعها جويل لتحويل المرأة غير الجميلة، ولن أقول البشعة احتراما (رغم أن البرنامج يظهرها هكذا في بداية الحلقة دائما حتى نستشعر التغيير). ودائما أسأل جويل بيني وبين نفسي: جويل .. ماذا تفعلين؟ لأن المتابع للبرنامج يحفظ نفس الخطوات المتبعة مع كل واحدة ترغب بالتغيير الخارجي لتبدو أجمل، زيارة لطبيب الأسنان، ثم زيارة لمعالجة البشرة، ثم إلى مركز التجميل ذاته، والذي لا يفعل شيئا غير تغيير قصة الشعر وتلوينه من جديد، وأخيرا ابتياع فستان سهرة مع وضع مكياج أعراس للضيفة.. وانتهى الموضوع! المشكلة أن أغلبية الضيفات من الطبقة المتوسطة، وحتى يستمر الجمال الساحر الذي تحاول جويل ابهارنا به، يكون عليها أن تتابع جميع الخطوات التي قد تعلمتها مرتين على الأقل في السنة. وهذا لمن لا يعرف مكلف جدا، ومؤلم جدا بالمناسبة، لأنه تغيير مؤقت وضيق لا يتعدى موعد بث الحلقة! جويل: نعرف أن الجمال مطلوب ومهم أيضا، لكن ما رأيك أن تبدأئ بمخاطبة الضيفات بلغة يمكنهن الاستمرار بها ؟ أكيد هناك طرق ووسائل تساعدهن على المحافظة على تلك الطلة، بتكلفة أقل مما تدفعها المحطة، لأن الواحدة منهن حين تعود لبيتها، ستخبئ الفستان في الخزانة، وتمسح المكياج بأي كريم متوفر، وتفرح بشعرها وأسنانها لشهر واحد، ثم تتقلص فكرتها عن الجمال، بذكرى كانت جميلة! حلمي .. كمان وكمان! وكأنني مسكونة بهذا النجم الساحر! فكلما أبدأ بالبحث عن عناوين مثيرة تمهد لمواضيع تصلح لزاوية فضائيات، أراه متربعا أمامي في خبر هنا أوتصريح هناك. وهنا لا أتكلم عن اللقطة السخيفة التي روجتها بعض المواقع لزوجته وهي تستحم في إحدى بيوت العناية الشخصية النسائية، وردة فعله الغاضبة تجاه هذا الاقتحام قليل الأدب لحياته الشخصية، والمقصود فيها طبعا ضربه هو شخصيا، قبل منى زكي، والتي للأسف تراجع دورها الفني والإنساني درجات عديدة لأسباب أعتقد أنها تتعلق بالثقافة والرغبة بالتعب على بناء الشخصية، والتي لم تلتقطها منى من شريك حياتها. الموضوع قليل الأدب أيضا، ولكنه هذه المرة مصدره القناة الإسرائيلية الثانية، والتي تهتم مؤخرا بأحمد حلمي، وبأعماله المتميزة أفكارا وأداء وإنتاجا. قلة الأدب تجسدت برغبة القناة بإجراء حوار مع حلمي، يتبع عرض تقرير خاص لأعماله وخاصة فيلمه الأخير 'على جثتي'، والذي كنت قد أشرت إليه في مقالي السابق ..' يا بجاحتكم'! هذا كيف ولوأنكم المتابعين جدا لأخباره، تعرفون موقفه السياسي الوطني من وجودكم أساسا ؟ كيف وصوره وتاريخه الفني والوطني القومي العربي، منشور على هيئة فيديوهات ومقابلات ومشادات كلامية، في محافل عدة لا يتسع المكان لذكرها؟ لا .. والأدهى أن القناة استغربت رفض أحمد حلمي للقاء وتصريحه أنه لا يشرفه من حيث المبدأ إعجابهم بأعماله! وبالمناسبة هذا ليس غريبا بالنسبة للمصريين عموما، وللفنانين على وجه الخصوص، إلا فيما ندر. فنقابة الفنانين ونقابة السنمائيين ونقابة الموسيقيين كلهم يروسون في أنظمتهم الداخلية بندا يؤكد على رفض التطبيع السياسي والثقافي مع العدو الأسرائيلي، وهم يتحدثون عنه كعدو حرب، وليس كشريك سلام، ولا في أي مرة حصل ذلك في جمهورية مصر العربية. لهذا حلمي وزملاؤه لا ينتظرون منا كلمة 'برافو' مثلا، لكن من واجبنا نحن كإعلاميين ومثقفين عرب، 'عارفين اللي فيها'، نشاهد ونسمع ونستحي من فنانين وإعلاميين مثقفين عرب أقرب جغرافيا وتاريخيا مع الشعب الفلسطيني، لا يخجلون من ظهورهم علنا على تلك القنوات، بل ويفاخرون بها على أساس أنهم يرسلون رسائلهم في عقر دارهم .. كلام فارغ طبعا! من واجبنا أن نسجل تقديرنا للمصريين القابضين بعد على جمر المقاومة، ولا تعنيهم كذبة 'عقر دارهم' تلك لا من بعيد ولا من قريب. كاتبة من الأردن