قال جوسيه مورينو مدرب فريق ريال مدريد الاسباني ان المباراة التي انتهت بالتعادل الاسبوع الماضي مع فريق مانشستر يونايتد كانت "مباراة انتظر العالم رؤيتها". ويزعم فريق مانشتر يونايتد بالفعل ان اي مباراة من مبارياته تحظى باهتمام عُشر سكان العالم البالغ تعدادهم سبعة مليارات نسمة، فما هي حقيقة هذا الزعم؟ حتى اشد الفرق منافسة لمانشستر يونايتد تقر بوجود مشجعين للنادي في شتى ارجاء العالم، غير ان الاعلان بان مشجعي النادي وصلوا الى نحو 659 مليون مشجع من البالغين، من اجمالي خمسة مليارات مشجع في العالم، مازال مبعث شك. وعلى الرغم من ذلك فان هذا الاعلان ليس مجرد رقم ينبع من فراغ، فقد دأب نادي مانشستر يونايتد على الاستعانة بشركة (كانتار) لبحوث السوق من اجل اجراء مسوح في شتى ارجاء العالم. واستطلعت الشركة نحو 54 ألف مشجع بالغ في 39 دولة خلال الفترة بين يونيو/حزيران و اغسطس/اب 2011، بعد ان استطلعت آراء البعض مباشرة في حين سجلت اجابات معظم الذين شملتهم الدراسة عن طريق الانترنت. واستطاعت الشركة من خلال نتائج هذا المسح التوصل الى رقم يمثل كل هذه الدول ال39 – ولبقية دول العالم – مع الاعتبار الى اشياء مثل شعبية كرة القدم في هذه الدول وما اذا كان اللاعبون الذين ولدوا في هذه الدول قد لعبوا لمانشستر يونايتد في الماضي. وتقول شركة (كانتار) انه من بين رقم ال659 مليون، يعيش نصف هذا الرقم (325 مليون) في منطقة اسيا المحيط الهادئ، و173 مليون في الشرق الاوسط وافريقيا، و 90 مليون في اوروبا و 71 مليون في الامريكتين. وقال ريتشارد برنكمان مدير شركة كانتار "سأدعم ارقامي وأؤكد (انها دقيقة) مع هامش خطأ بنسبة واحد في المئة." وأضاف "نعمل لصالح عدد من اكبر الشركات في العالم، فمن مصلحتنا استخدام معرفتنا من اجل التوصل الى رقم دقيق، وليس اكبر رقم. نحن في حاجة الى التحلي بالمصداقية." غير ان هناك الكثير من نقاد كرة القدم ممن اعربوا عن شكهم ازاء الارقام التي اعلنت في مايو/ايار 2012. قال نيك هاريس، محرر احدى المواقع الرياضية على الانترنت "ان فكرة وجود متابعين او مشجعين لنادي مانشستريونايتد يصل عددهم الى 108 مليون شخص في الصين واحدها على سبيل المثال، بحسب الدراسة، مبعث للضحك." كما لفت هاريس الانتباه الى التناقض بين هذه الدراسة واخرى نشرت عام 2007. وقال "في غضون خمس سنوات، بحسب الزعم، قفز عدد المتابعين لمانشستر يونايتد من نحو 333 مليونا، الى 659 مليونا. اي تضاعف الرقم خلال خمس سنوات." متابع أم مشجع اعرب هاريس عن اندهاشه من نتيجة توصلت اليها شركة (كانتار) تفيد بان ما يربو على 30 في المائة من اجمالي عدد سكان كوريا الجنوبية البالغ 49 مليون نسمة يتابعون مانشستر يونايتد. ومن المهم التفرقة بين كلمة "متابع"، وهي الكلمة التي استخدمتها (كانتار) في الدراسة، دون استخدام كلمة "مشجع". تدرج كانتار في هذه الفئة أناس قالوا ان مانشستر يونايتد اما فريق يفضلونه او فريق يستمتعون بمتابعته. لذا لا يوجد ما يوقف الناس عن "متابعة" عدد من الاندية، مثلما يقول ريتشارد برينكمان مدير كانتار. "انهم يتابعون اكثر من نادي، بالفعل انه اتجاه نراه في شتى ارجاء العالم، لاسيما في الاسواق النامية. الناس يتابعون اكثر من نادي." لكن في مقابل ذلك، قد تعتقد ان عدد المشجعين لاحد الاندية اكثر اهمية مقارنة من عدد متابعيه. فلماذا يحرص مانشستر يونايتد على تحديد رقم لمتابعيه؟ هذا ما يفسره بن ويلز، مستشار تسويق عمل لمدة ست سنوات لحساب نادي تشيلسي، قائلا "رعاة الاندية يتوقعون انه من حقهم اظهار ارقام تفيد في انتشارهم المحتمل." وقال بن ويلز انه خلال فترة عمله في ذلك الوقت اعلن النادي رقما يشير الى ان مشجعيه في شتى ارجاء العالم وصل الى حوالي 110 مليون مشجع، على الرغم من تشكك بن ويلز من أهمية مثل هذه الارقام. فليس من المحتمل ان يكون اعلان مانشستر يونايتد الرقم علنا مصادفة قبل وقت قصير من اعلان النادي دخول بورصة نيويورك بحثا عن مستثمرين محتملين. ويقول نيك هاريس انه لا يستطيع الوقوف على الدافع وراء اعلان هذا الرقم. واضاف "كرة القدم ليس رياضة منتشرة في امريكا. فالرياضات الامريكية هي الاكثر شيوعا وتعصبا، كما ان مشجعي الرياضات الامريكية يعتقدون ان كرة السلة وكرة القدم الامريكية والباسبول رياضات عالمية، لكنها بالطبع ليست كذلك." * المصدر: بي بي سي