أكد مصدر مسؤول في النيابة العامة برأس الخيمة أن التحقيقات القانونية مستمرة مع "الزوج"، الذي أقدم مطلع الأسبوع الجاري على قتل زوجته بواسطة سكين مطبخ، نتيجة خلافات أسرية متراكمة . وأوضحت المصادر أن "المتهم عاود في تحقيقات النيابة تأكيد الاعترافات ذاتها، التي أدلى بها أمام الشرطة"، مؤكداً اقترافه جريمة قتل زوجته، إثر خلافات زوجية تعود إلى سبع سنوات سابقة . وأشارت المصادر إلى أن النيابة العامة في رأس الخيمة تستكمل حالياً الإجراءات القانونية، المتعلقة بالتقارير الفنية والطبية والجنائية الخاصة بالقضية، لإحالة القضية إلى المحكمة المختصة للبت فيها . من جهته قال د . طلال جبار، الاستشاري النفسي في مستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله برأس الخيمة، الذي أشرف بعد وقوع الجريمة بساعتين تقريبا، على الحالة النفسية لابنتي المجني عليها، إن الشقيقتين، إحداهما في سن 16 عاماً، والأخرى 13 عاماً، تعانيان حالياً صدمة نفسية عميقة، نتيجة فقدان الأم والأب دفعة واحدة، وبتلك الطريقة المؤلمة، موضحاً أن الشقيقتين تحتاجان إلى مدة زمنية، قد تمتد إلى 4 أيام أو أسبوع لاستيعاب وقع الصدمة، ومن ثم تبدأ مرحلة الحزن الحقيقية، التي من الممكن التخفيف من حدتها من خلال الدعم النفسي المستمر وإشعارهما بالحماية والأمان، في حين أن شقيقهما الأكبر، البالغ 21 عاماً، يستطيع في ظل فئته العمرية وتركيبته الفيزيولوجية، تجاوز الأزمة بشكل أسرع . وأكد د . طلال أن اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي، قائد عام شرطة رأس الخيمة، يشرف بشكل شخصي مستمر على أوضاع الأبناء الثلاثة، ويتابع الحالة النفسية والصحية والاجتماعية للشقيقتين، اللتين تنعمان حالياً باحتضان سيدة عربية، كانت زميلة عمل، وعلى صداقة وثيقة بوالدتهما . وأكد د . طلال أنه بصدد إجراء جلسات نفسية مكثفة لكل من رب الأسرة المتهم في القضية وولده الأكبر وابنتيه، للوقوف على الأسباب والملابسات والدوافع النفسية الحقيقية، التي أدت إلى واقعة القتل، فيما حالتهم النفسية في الوقت الحالي لاتسمح بإجراء مثل تلك الجلسات . المحامي كنعان رشيد أكد أن الزوج المتهم في القضية، تقدم لديه قبل نحو 4 سنوات، بطلب استشارة قانونية تدور حول المشكلات الزوجية، التي كانت تجمعه مع المجني عليها، وجرى إرشاده إلى الإجراءات المتبعة في الدائرة، ابتداء من قسم الإصلاح والتوجيه الأسري في الدائرة، حتى مراحل التقاضي، ليختفي بعدها دون رجعة . وأكد المحامي كنعان أن الزوج المتهم في القضية عاود الاتصال به مجدداً صباح الثلاثاء من الأسبوع الماضي، أي قبل وقوع جريمة القتل بحوالي 6 أيام، مطالباً بلقاء عاجل حول أمر مهم وخاص به، لكنه لم يأت في الموعد المحدد . من جانبه، قال محمد رأفت، رب الأسرة، التي استضافت ابنتي السيدة العربية، التي لقيت حتفها على يد زوجها في منطقة سهيلة برأس الخيمة مساء الأحد الماضي: إن حالتهما النفسية لا تزال سيئة، وإن طرأ عليها تحسن بسيط، بفضل احتضان أسرته لهما، بجانب دعم اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي، قائد عام شرطة رأس الخيمة . وأوضح أن توجيهات اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي باستدعاء استشاري نفسي للجلوس مع الابنتين والتخفيف من مصابهما الجلل .