الصحفي اليمني سامي غالب غني عن العريف , عرف بمواقف مبدئية لا تحكمها النزعات المناطقية الضقية , بل عرف بمواقف شجاعة مع الحق أي كان صاحب الحق وكان نصيرا شجاعا للمظلومين ,وكان لصحيفته النداء قبل إغلاقها مواقف مشرفة لنصرة القضية الجنوبية والتعريف بها وتبيان ما لحق بالجنوبيين من ظلم وإقصاء وقهر وممارسات قمعية متغطرسة . شبوة برس - وجدت في صفحة الزميل سامي غالب ما يستحق إعادة النشر وإن كان قد نشر منذ سنوات : عندما كان الحراك الجنوبي محض "احتجاجات شعبية في الجنوب" في صيف 2007, كان جليا, لي على الأقل, أن إعمال الأداوات القمعية للسلطة في مواجهته خطأ جسيم له مترتباته اللاحقة التي تقوض فكرة الدولة في وجدان أهلنا في الجنوب. كان الحاكم حينها ما يزال مقيما قي سدرة المنتهى بمظنة أن يوم 7 يوليو 1994 صار "نهاية التاريخ" و"مبتدأ الوحدة", لكن أن تعتمد الأدوات الأمنية والعسكرية الآن في فبراير 2013 كمدخل أوحد للتعامل مع الحراك الجنوبي السلمي, وفي ظل عهد جديد (!) يلهج بفضائل الحوار الوطني ونبذ العنف, فخطيئة كبرى تستلزم الإدانة والاستنكار من مختلف القوى والتنظيمات السياسية والمدنية والحقوقية. *** هنا فقرتان من مقال افتتاحي كتبته في 13 سبتمبر 2007 بعنوان "الحل جنوبي" _____________________________________ "أياً تكن دوافع الحكومة والسلطات المحلية لإعمال أدوات الإكراه المادي ضد مواطنين عزل ومسالمين، فمن الثابت أنها بذلك تقوِّض فكرة الدولة من وجدانهم ، وتكرِّس البعد الجنوبي، بمعنييه الثقافي والجغرافي، كبعد حاكم وحاسم في حركة الاحتجاجات المستمرة، خصوصاً وأن أحد أسوأ تداعيات حرب 1994، أنها ألحقت تشوهات عميقة في الخارطة الديموغرافية للجيش والأمن، ما يجعل أي خروج لقوات الأمن والشرطة والجيش لمواجهة شارع يغلي و«يكاد يَنفضُ عنه كل الزراكش الوحدوية والوطنية»، محض مواجهة بين الشمال المستكبر بالقوة العارية والجنوب المستضعف بالحرب الإقصائية. حان الوقت لتستجيب النخبة السياسية في الحكم للتحدي الجنوبي، ليس بالقمع ولا بالاستعلاء ولا بالتهوين أو بالتعامي بعزو الالتهاب الحاد في الوجدان الوطني إلى محض مشاريع صغيرة لمعارضين موتورين أو مندسين مرتبطين بدوائر خارجية. كلا، بل بالاعتراف بالظلم الذي وقع على المحافظات الجنوبية والشرقية جراء حرب 94، والتعاطي بالحساسية الفائقة والحس السليم، مع مطالب شعبية، أثبتت تطورات الأسابيع الأخيرة إنها تمثِّل قطاعات عريضة من سكان هذه المحافظات." افتتاحية النداء, 13 سبتمبر 2007\ سامى غالب...اليوم * من صفحة الزميل سامي غالب