بحلول يوم غد يكمل المشير عبدربه منصور هادي عامه الأول بعد انتخابه في مثل يوم غد من العام الماضي كمرشح توافقي ووحيد في انتخابات جرت بلا منافس وبإجماع محلي ودولي لم يحظ به رئيس سابق وقد لا يحظى به رئيس لاحق. اليوم وبعد عام من رئاسة الرئيس هادي يمكن للمتابع أن يقيم أحداث عام من أكثر أعوام الرئاسة اليمنية حساسية ودقة، وبالإمكان بعد ذلك مقارنتها بحجم الدعم الاقليمي والدولي الذي يحظى به الرئيس هادي وما اذا كانت تلك الانجازات ملائمة للدعم الذي يحظى به الرجل. واجه الرئيس هادي تحديات كثيرة وملفات شائكة ورثها من سلفه وقطع كثيرا من الاشواط في تهيئة الجو السياسي في البلاد ويسعى لانهاء عصر امتد لأكثر من 33 عاما بهدوء وتروي الا انه لم يقطع شوطا كبيرا في ملف الجنوب الذي كان الورقة الابرز لإجماع القوى السياسية على ترشيح هادي رئيسا للجمهورية. غير أن كثيرون من انصار الحراك في وقتها رأوا ان المشاركة في الانتخابات ستعتبر دفنا لقضيتهم. نجح الرئيس هادي في تقليم اظافر الاسرة العسكرية الحاكمة في صنعاء قبل نزعها ، وعلى مدى احد عشر شهرا تمكن هادي من احداث تغيير كبير في الجيش يلبي مطالب المحتجين في الساحات اليمنية، حيث بدأ بالقيادة العسكرية الاقل درجة الى ان اصدر قراره التاريخي بالغاء الفرقة والحرس الجمهوري.. كما نجح في ابعاد اقارب الرئيس السابق من المدنيين عن مراكزهم واستبدال غالبيتهم بقيادات جديدة . غير ان هادي انشغل كثيرا بتهيئة صنعاء للحوار ولم يقم بالكثير لتهيئة الجنوب باستثناء قرار يتيم بتشكيل لجنتين لمعالجة قضايا الاراضي والموظفين.. ربما لانه كان يعلم ان المشكلة في الجنوب سياسية بامتياز واكبر من ان تنفع معها قرارات التغيير التي اتخذها في صنعاء. ورغم ان الرئيس هادي يعمل في جعل خلفه صالح شيئا من الماضي ، فان جهوده الى الان لم تفلح في معالجة كثير من التحديات التي واجهته منذ البداية وفي مقدمتها مراكز النفوذ القبلية والعسكرية الذي يقودها الرئيس السابق وكذا مراكز النفوذ الاخرى اذ لم تسجل المؤشرات حتى الان تحسنا ملحوظا في بسط هيبة الدولة وانتعاش الوضع الاقتصادي وارتفاع عائدات النفط ووقف العبث بالمشتقات النفطية كما لم يطرأ تقدماً كبيراً على الوضع العام للدولة.. الامر الذي دفع بمجلس الأمن إلى ارسال رسائل تهديد للرئيس السابق علي عبدالله صالح في بيانه الأخير . تجدر الاشارة هنا الى ان الرئيس هادي يواجه صعوبة كبيرة تتركز في اداء الحكومة بسبب الانقسام والتي لا تساعدنا بأي حال من الاحوال على ان يحقق هادي انجازا اكبر خلال العام المقبل اذا استمر اداء الحكومة على ما هو عليه. سيدلف الرئيس عبدربه منصور هادي عامه الثاني في الرئاسة من بعد غد وسترحل الى عامه الثاني والاخير وفق المبادرة – عدة ملفات شائكة ابرزها ملف الجنوب وتقليم مراكز النفوذ بعد تقليم اظافر حكم صالح وبسط هيبة الدولة غير الموجودة حتى اللحظة، عدا عن قضية صعدة التي لم يطرأ عليها أي تغيير باستثناء زيادة التوتر السياسي بين الحوثيين وحزب التجمع اليمني للًصلاح شركاء حكومة الوفاق.. ولعل الملف الجنوبي سيكون الاكثر حساسية لدى هادي الذي اعلن يوم الأحد الماضي ان حرب 94م كانت كارثية وخلفت العديد من المآسي . كما اعتبر تلك الحرب بسبب مراوغات النظام السابق وهذه نبرة تختلف عن احاديثه السابقة عن تلك الحرب وهو ما يوصي بأن الرجل لم يعد يرى ان شرعيته من شرعية حرب 94م بعد ان صارت له شرعية اخرى محلية ودولية منذ21 فبراير الماضي. - نقلا عن صحيفة الأمناء