GMT 0:01 2013 السبت 9 مارس GMT 1:16 2013 السبت 9 مارس :آخر تحديث مواضيع ذات صلة صالح إبراهيم الطريقي يبدو أن المعارضة السورية بدأت وقبل أن تصل للسلطة ترتكب الأخطاء، وهي نفس الأخطاء التي ارتكبها النظام الذي سيصبح سابقا «حزب البعث» في لبنان، حين تحدى العالم، وفرض بالقوة مرشحه رئيسا في لبنان، فدفع الثمن خروجه من لبنان.فها هم مقاتلو المعارضة السورية يحتجزون 21 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قرب هضبة الجولان في جنوب سورية كرهائن للضغط على هيئة الأمم، وأنهم لن يطلقوا الرهائن ما لم يضغط العالم على جيش النظام، ويطالبه بانسحاب جيش النظام السوري ودباباته من المنطقة.مما جعل الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» يندد ويدين هذه العملية، واعتبرها انتهاكا صارخا للقانون الدولي، فيما جيش النظام السوري يتمنى أن تصفي المعارضة الرهائن، ولو استطاع اختراق المعارضة لفعل هذا، ليستغل هذا القرار الخاطئ، فيرسل إشارات للعالم بأنه وإن اضطهد شعبه، إلا أنه قادر على التفاهم واحترام القانون الدولي، وإن انتهك حقوق شعبه، حتى روسيا والصين لن يكترثا كثيرا لو تمت تصفية هؤلاء الرهائن، لتؤكدا صحة ما ذهبا إليه حين هددا باستعمال الفيتو لتعطيل أي قرار يسمح بالتدخل العسكري في سوريا، ففي مثل هذه المواقف يتحول الإنسان وإن كان تابعا لهيئة الأممالمتحدة، من كائن حي كفلت هيئة الأمم حقوقه إلى رقم فقط.مشكلة أغلب العرب حكومات ومعارضة في الأزمات لا يجيدون إلا ارتكاب أو اتخاذ القرارات الخاطئة، وهذا ما حدث. أقول هذا على افتراض أن «الائتلاف السوري المعارض» هو من أعطى الموافقة لقائد لواء «شهداء اليرموك» بأسر قوات حفظ السلام، أما إن كان القرار اتخذ من نفس اللواء دون العودة «للمعارضة»، فعلى أعضاء «الائتلاف السوري المعارض» الذي سيعقد اجتماعه الثلاثاء المقبل في «اسطنبول» أن يضيف في جدول أعماله، ملف كيف ستقنع المحاربين بألا يتخذوا مثل هذه القرارات بعد سقوط النظام، حتى لا تشبه فوضى سوريا ليبيا، فتتورط الحكومة الجديدة بقتل سفراء الدول؟فحزب البعث وقائده «بشار» سيسقط في نهاية المطاف، لكنه وللأسف قرر هو وحزبه أن تسقط سوريا بالتخلف أولا، ويرجعها مئات السنين قبل أن يعلن انتحاره.