في العام 1898م وقبل غرق السفينة (تيتانك) ب (14) عامًا صدرت في بريطانيا رواية بعنوان (حطام تيتان) لمؤلف مغمور اسمه (مورغان روبرتسون)، تدور أحداثها حول غرق سفينة ركاب عملاقة اسمها (تيتان) بعد اصطدامها بجبل جليدي!.. العجيب أن التشابه لم يكن في الاسم والغرق فحسب.. بل حتى في شكل السفينة وحجمها وفخامتها وعدد ركابها! وفي طريقة الاصطدام، ومكانه والعدد المحدود من قوارب النجاة.. أكثر من هذا وصف الكاتب حالة الذعر التي سرت بين الركاب وليلتهم الليلاء في مواجهة الموت غرقًا!. تشابه مذهل في أدق التفاصيل، جعلت الكل يتساءل: هل كانت الرواية إشارة لم يفهمها أحد.. أم أنها نبوءة تحققت! أم أن الأمر كان مجرد صدفة مذهلة! * أنا من المؤمنين جدًا أن للروح خبايا وخفايا لم تكتشف بعد.. وأن الله قد استودع بها من الطاقات ما لا يمكن تصوره.. لكن لهاثنا المستمر خلف إشباع غرائزنا إضافة إلى طرائق تفكيرنا النمطية، تحد كثيرًا من تقدمنا في مجال اكتشاف أسرار وخبايا هذه الروح الإنسانية الخارقة. * طوال أيام 22 و23 و24 مايو 1979م كان الأمريكي (ديفيد بوث) يتصل - دون يأس - بالمسؤولين في مطار (اوهير) بشيكاغو ليخبرهم بالكارثة التي يراها في أحلامه منذ أسبوع، محددًا لهم نوع الطائرة واسم شركة الطيران ومكان الحادث!.. وفي اليوم الرابع أي 25 مايو وبعد أن فشل الرجل في إقناع أحد بحلمه الكارثي، وقعت واحدة من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخ الولاياتالمتحدة حين تحطمت طائرة من نفس النوع الذي وصفه بوث (DC10) وبنفس الطريقة وفي نفس المكان!.. ومات جميع ركابها ال (271).. وبحسب وكالة اسوشيتد برس تم اعتقال (ديفيد) والتحقيق معه خوفًا من اشتراكه بالحادث، لكن التحقيقات أظهرت براءته فيما بعد!!. أما في الهند فقد قابل الناس في ولاية (أسام) تنبؤات أحد مدربي الحيوانات (الذي كان يدعي القدرة على التخاطب مع الحيوانات) بالتهكم والسخرية.. ولم يهتم أحد بقوله أن حيواناته أنبأته أن زلزالًا سيضرب الولاية يوم 13 أغسطس.. واعتبروا أقواله نوعًا من الدعاية، كونه يملك سيركًا صغيرًا.. ورغم مرور يومي 13 و14 أغسطس بشكل طبيعي وهادئ.. إلا أن زلزالا مدمرًا بقوة 8.6 درجة ضرب الولاية بالفعل في 15 أغسطس 1950، وكان واحدًا من أقوى الزلازل على مر التاريخ، تسبب بهدم منازل 70 قرية.. ووفاة أكثر من 1000 شخص!. * ولكسر جمود الأسلوب التقريري أختم بواحدة من أطرف الإشارات، رواها الأستاذ خالد القشطيني عن طباخ الملك فيصل الثاني ملك العراق في الخمسينيات، والذي كان من أمهر الطباخين لكنه كان عصبي المزاج، وحدث أن جاء إلى بغداد وفدا تركيا رفيعا.. وبالطبع سارع القصر إلى إعداد وليمة تليق بالضيوف، وفيما كان الطباخ منهمكًا بالإعداد دخل عدد من الجنود والضباط وطالبوا بحصتهم من العشاء.. لم يستسغ الطباخ هذا الطلب وطالبهم بالخروج فامتنعوا وتعالى الصياح، ففقد الطباخ أعصابه وهجم على صواني الطعام وأطاح بها على الأرض بطريقة هستيرية ثم انصرف.. وعندما حان موعد المأدبة، لم يجدوا بدا من الطلب من بعض المطاعم الخارجية لإنقاذ الموقف. وفي اليوم التالي بعث المسؤولين للطباخ لتأنيبه على فعلته فأجابهم بصراحة الأكراد قائلا: «بابا أنتو لازم يعرف شلون يأدب هازا الجنود مال أنتو!» وكانت كلماته إشارة لم تلتفت لها الحكومة العراقية آنذاك، ولم تبادر إلى تأديب عساكرها، فقاموا بعد أشهر قليلة بانقلاب 1958! * ولله في خلقه شؤون. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain