يطرح معهد التكنولوجيا التطبيقية برنامج "العلوم المتقدمة"، والذي بدأ العمل به مطلع العام الدراسي الماضي، بهدف استقطاب الطلبة المتميزين من صفوف التاسع، والذين يمثلون نخبة الطلبة الذين يجتازون امتحانات القبول في الثانويات التكنولوجية سنوياً، وإدراجهم ضمن هذا البرنامج الذي يعدهم كعلماء وباحثي المستقبل، من خلال التركيز على ما يتمتعون به من قدرات ومهارات علمية ولغوية تؤهلهم ليكونوا إضافة حقيقية للتنمية بالدولة، ويضم البرنامج اليوم على مستوى كافة فروع الثانويات التكنولوجية (223) طالباً وطالبة بصفوف التاسع والعاشر. أوضح الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية في تصريحات ل"البيان"، أن برنامج العلوم المتقدمة الذي بدأ المعهد في تطبيقه من العام الدراسي الماضي، يستهدف الطلبة المتميزين من الصف التاسع، الذين يطمح أن يكونوا علماء المستقبل. والذين سيكملون دراستهم في أرقى الجامعات العالمية، وسيتم دعمهم للاستمرار في دراستهم للوصول لشهادات الدكتوراه، ليعملوا في مجالات البحث والتطوير، فهم باحثو وأساتذة المستقبل، ولدى المعهد خطط عديدة لهم لضمان تحقيق الرؤية المرجوة منهم، موضحاً أنه من العام الدراسي المقبل، سيتم ربط طلبة البرنامج ببعض المشاريع البحثية في الجامعات والمراكز المحلية، حيث إن هناك عملية تنسيق مع جهات بحثية مختلفة لتحقيق ذلك، بهدف إتاحة الفرصة للطلبة لتنمية مهاراتهم في البحث العلمي من وقت مبكر. امتحانات عالمية وذكر د. الشامسي أن منهاج العلوم المتقدمة، هو برنامج عالمي يطبق على النخبة المتميزة من الطلبة، بحيث يكون الطالب الملتحق به وبعد انهائه مرحلة الثاني عشر، قادراً على اجتياز "امتحانات المستوى المتقدمة"، وهي امتحانات عالمية تسمى (AP)، فالدراسة في هذا البرنامج تركز على مواد العلوم من رياضيات وكيمياء وفيزياء وأحياء، والتي تكون مكثفة بشكل كبير، كما يكون بإمكان الطالب بعد انهاء الثانوية ضمن هذا البرنامج، تخطي مواد السنة الأولى بالجامعة، لأنه مؤهل لها بشكل مسبق. إضافة الحصة التاسعة وذكر د. الشامسي أن الطلبة يدرسون ثماني حصص يومية عادة، وتم هذا العام زيادة نصف ساعة على الدوام يومي الاثنين والأربعاء (كحصة تاسعة)، بهدف إتاحة الفرصة لطلبة البرنامج الراغبين في مزيد من التطوير لمهاراتهم في اللغة الإنجليزية أو أي من المواد العلمية، بالإضافة لبرنامج "سبت" الذي تفتح فيه أبواب المعهد لكافة طلبة الثانويات التكنولوجية للحصول على مزيد من التقوية أو الدعم في البرامج الأكاديمية، بالإضافة للأنشطة الترفيهية. تقييم الفصل الأول وذكر مدير عام المعهد أن منهاج العلوم المتقدمة يتحدى ذكاء الطالب وقدراته العلمية، فهو منهاج للمتفوقين لدفعهم نحو مزيد من التميز، موضحاً أنه يتم اختيار طلبة برنامج العلوم المتقدمة من بين الطلبة الذين يتقدمون لامتحانات القبول للثانويات التكنولوجية سنوياً، حيث إن هناك أجزاء من هذه الامتحانات بإمكانها كشف تميز كل طالب عن غيره، ومن يثبت تميزه ويستوفي الشروط يتم إدراجه في هذه الفصول. مهارات التفكير العليا من جانبه، أوضح المهندس عدنان قشوع نائب المدير الأكاديمي للثانوية التكنولوجية فرع أبوظبي، أن هذا البرنامج معد بشكل خاص ليخاطب نخبة من الطلبة المتميزين، بحيث يتم إعدادهم علمياً بشكل مختلف، ليكونوا مختصين في المجالات العلمية الهامة للدولة من مهندسين وأطباء وتكنولوجيين. وكذلك علماء وباحثين في مجالات علمية هامة، حيث يختار البرنامج ما بين (10 % إلى 15 %) من نخبة الطلبة الذين يجتازون اختبارات القبول والمقابلات الشخصية للالتحاق بالثانويات التكنولوجية من الصف التاسع، ويتم إلحاقهم ببرنامج العلوم المتقدمة. برنامج للتحدي وخلال لقاء "البيان" مجموعة من طلبة البرنامج، أكدوا من خلال حديثهم قناعتهم الكبيرة بالبرنامج، مطالبين بزيادة حصص الأحياء والرياضيات لحاجتهم لمزيد من التعلم، مؤكدين أنهم يدرسون يومياً بعد عودتهم لمنازلهم ما متوسطه 3 إلى 4 ساعات، ولديهم اهتمام كبير وشبه يومي بمطالعة الكتب والمصادر العلمية لتوسيع مداركهم في تخصصاتهم، وأنهم مستعدون لمواصلة التحدي بدراسة هذا البرنامج لتحقيق طموحاتهم. وذكر الطالب خالد النعيمي بالصف التاسع ضمن برنامج العلوم المتقدمة، أنه تقدم لاختبارات القبول بمعهد التكنولوجيا التطبيقية، وتم ترشيحه لبرنامج العلوم المتقدمة لتميزه، وأنه حريص على مواصلة التحدي لحبه للعلوم، مشيراً إلى أن الدراسة مكثفة وتحتاج لمتابعة مستمرة، وأكثر المواد التي تتطلب مجهوداً هي مادة الأحياء، لأنها جديدة عليه، لأنه في الصف التاسع، ولكنه مستمتع جداً بالدراسة، ويطمح لأن يكون مهندساً في مجال الطاقة، كما رأى حاجته وزملائه لزيادة حصص الأحياء والرياضيات لدعم دراستهم بشكل أكبر. وهذا المقترح لزيادة الحصص اتفق عليه العديد من طلبة البرنامج، وذكر الطالب أحمد الجنيبي أنه من طلبة المدارس الحكومية، وقد واجه بعض الصعوبات في بداية الدراسة تتعلق بحداثة البرنامج، وطبيعة التدريس من حيث المناهج وطرائق التدريس المعتمدة على الآيباد والتقنيات الحديثة، ولكنه متفوق وحريص على أن يكون الأمر له بمثابة تحدٍ، ويطمح لدراسة "الروبوتكس"، فهو مجال يجذبه منذ صغره. وذكر زميله سيف القبيسي أنه كان يدرس في مدرسة خاصة ضمن منهاج بريطاني، ويجد الدراسة ضمن برنامج العلوم المتقدمة ممتعة، وتدعم إعداده مبكراً لتخصصات المستقبل، مشيراً لحرصه الدائم على الاطلاع على كتب ومصادر تعلم خارجية لتوسيع معارفه، ويفكر سيف في دراسة الهندسة أو التخصص في مجال الصحة مستقبلاً. دعم اللغة والطالب عمر الحامد يرى أيضاً أن مادة الأحياء من أكثر المواد التي تحتاج فعلياً لمجهود أكبر عن غيرها من المواد العلمية التي يدرسونها، لأن غالبية محتواها جديد عليهم، وبالطبع كل المقررات بالإنجليزية، كما أن عدد حصصها غير كاف، حيث تقتصر على حصتين أسبوعياً. وأنه يمضي من 3 إلى 4 ساعات يومياً في الدراسة بالمنزل. أما الطالب عامر الحارثي من الصف العاشر، فيرى، وهو في عامه الثاني ضمن البرنامج، أنه فكرة ناجحة ومميزة دعمت بشكل كبير قدراته وأداءه الأكاديمي والتطبيقي، ورغم الصعوبات التي واجهته في بداية الدارسة إلا أنه تجاوزها وبتفوق، فالبرنامج تحدٍ للمتميز. الجدول الدراسي يدرس الطلبة في برنامج العلوم المتقدمة يومياً (8) حصص، وينتهي دوامهم في الساعة الثالثة، باستثناء يومي الاثنين والأربعاء، حيث ينتهي الدوام في الثالثة والنصف، ويدرس الطلبة أسبوعياً (8) حصص رياضيات وحصتي أحياء ويطالبون بزيادتهما، وهناك ثلاث حصص لكل من مادتي الفيزياء والكيمياء.