الأفق المبين عن الكاتب الاسم: أمين أحمد بهبهاني يبدو أن التهديد الكوري النووي الشمالي يهدف إلى إجبار الولاياتالمتحدة وحلفائها على فك جميع الأدوات الضاغطة على عنق كوريا الشمالية. تحاول أجهزة الإعلام إخفاء التصعيد النووي الخطير الذي انتاب الصراع الكوري - الأميركي بعد المفاجأة الخطيرة التي بثها التلفزيون الكوري، أخيراً، بشأن توقيع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون على خطط هجومية على الولاياتالمتحدة قد تحوي استخداماً للقنابل الذرية، وهو الأمر الذي بث حالة من الهلع في الولاياتالمتحدة، حيث رأى مسؤولون أميركيون أن الزعيم الكوري الشمالي يستخدم استراتيجية «مجنون في الحي». ومن الجدير بالذكر أن الحالة الكورية تشير إلى مدى الخلل الذي يعتري النظام الدولي القائم، حيث ينظر كل نظام سياسي بعين الريبة للنظم الأخرى، ويسعى إلى إسقاطها، فأصبح العالم على كف عفريت، علماً بأن هناك أنواعاً من «الأسلحة المدنية» تستخدم في هذا الصراع هي أشد فتكاً من الأسلحة المعروفة، وفي مقدمة تلك الأسلحة المدنية سلاح «المقاطعة الاقتصادية» و«حظر تصدير التكنولوجيا المتطورة» بالإضافة إلى «الحرب الإعلامية» التي تستهدف تشويه النظام وإسقاطه من العيون. ومهما يكن من أمر، فإن الوضع «الصبياني الدولي» يشير إلى مجموعة من الأدبيات التعسفية التي تهيمن على العلاقات السياسية الدولية، وهو الأمر الذي يحتم إعادة النظر في النظام السياسي الدولي برمته. وفي هذا الشأن، فمن المفترض أن أي دولة تملك رؤية خاصة بشأن النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، من حقها أن تنعم بالأمان الدولي بشأن السير قدماً في تطبيق رؤيتها تلك دون تهديد من أي دولة أخرى، مع ضمان حق مواطنيها في الخروج والعودة إليها بأمان. علماً بأن هذا الأمر يلزم مراعاته حتى لو كان النظام مستهجناً كالنظام الشيوعي أو غيره، فالتجربة العملية كفيلة لإثبات عدم كفاءة هذا النظام لإدارة البشر وزواله تلقائياً. وهذا الأمر من المفترض أن يكون هو السائد حتى ينعم العالم بالسلام، ولكن ما يجري في الواقع خلاف ذلك، ففي الحالة الكورية مثلاً تم ضرب حصار اقتصادي رهيب على الاقتصاد الكوري الشمالي، وتم حظر تصدير التكنولوجيا إليها بهدف إسقاط النظام، ويبدو أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها ماضون في هذا الحصار حتى يتم خنق الدولة الكورية الشمالية. ويبدو أن هذا السيناريو الخطير الذي يقوده الزعيم الكوري الشمالي الشاب يحمل رسالة واضحة، مفادها أن العد التنازلي لرفع المقاطعة الاقتصادية يجب أن يبدأ، وإلا فإن نظام كوريا الشمالية لن يختفي وحده. أمين أحمد بهبهاني [email protected]