بجهود مقدرة من دولة قطر وتتويجا لوثيقة الدوحة انعقد مؤتمر المانحين لاعمار دارفور والكل يعلم انه انعقد فى ظل ظروف اقتصادية عالمية واقليمية شديدة القسوة غير انه وخلال الفترات السابقة لم يشهد الاقليم استقرارا كاملا بما يمهد الطريق السالك لتنفيذ المشروعات بالدقة والسرعة المطلوبة لان الاعمار والنماء والتنمية ترتبط ارتباطا وثيقا بالامن والسلام. ما تحقق من قرارات او توصيات وتعهدات مالية من المانحين العالميين او حكومة السودان او دولة قطر يعتبر انجازا حقيقيا ان وجد طريقه الى قرى النازحين واللاجئين وسكان عموم دارفور.. ومما لا شك فيه ان هناك كثيرا من الرؤوس قد اينعت لتقطف ثمار هذا الانجاز ودون ان تكون هى مستحقة له مما يتطلب الحذر والمصداقية ومن المهم جدا وفى ظل الظروف التى لمسناها عن قرب ان كانت نتيجة الحالة الاقتصادية الضاغطة والظروف المعيشية الطاحنة او الثغرات الكبيرة فى الرقابة على المال العام غير ضعف النفوس فان الحرص والحذر ضرورى جدا لتنفيذ مشروعات الاعمار. من المهم بل من الضرورى ارساء مشروعات تنمية دارفور على اياد نظيفة ومؤهلة ولشركات مؤتمنة ولها سمعة طيبة ومصداقية وملاءة مالية قوية.. من المهم سد الثغرات فى القوانين المحلية الرادعة لاكلة المال العام والتسيب والمحسوبية.. ان اهلنا بدارفور عانوا الكثير من التشرد والظلم وما قامت ازمة دارفور اصلا الا نتيجة للضيم السياسى والظروف الاقتصادية وسبل المعيشة الضنك اذن هم احق الان بمشروعات حيوية حقيقية تعيد الشباب لماكينة الزراعة الصناعة وتجلس النساء الكبار مكرمات معززات فى حجرهم والاطفال لكراسى الدرس. دارفور التى نزفت طويلا وفقدت خير ابنائها تريد ان تعود لسيرتها الاولى فالجموا الايادى الملوثة التى تتاجر بمعاناة وشقاء الغلابة.. ابتروا الايادى التى تسرق المشروعات نتيجة المحسوبية " وشيلنى واشيلك." وما يعرف بالمشروعات تحت الطاولة كعقودات عمل للاقرباء وللمعارف والمحسوبين على بعض الجالسين على كراسى الحكم او من بطانتهم. ان ثقتنا كبيرة فى رئاسة السلطة الانتقالية برئاسة الدكتور التجانى السيسى ورفاقه الذين سهروا وجاهدوا لكى تتنزل وثيقة سلام الدوحة لارض الواقع ومما لا شك فيه ان هناك كثيرا من حملة السلاح والمعارضين ما زالت الفرصة متاحة والابواب مفتوحة لهم لكى يكونوا هم من حملة معول الاعمار والتنمية فى هذه الظروف الحالكة من منعطف استقرار اهلنا بدارفور وهم يترقبون تدفق مياه نقية لترويهم ولازرار كهرباء تدفق الحياة فى مشروعات التنمية والانتاج ليس فقط ليعمروا ديارهم ولكن ليمدوا من حولهم بخيرات تلك الاراضى المحروقة التى يعلم الجميع بما فيها من خيرات. شددوا فى طرح مناقصات المشروعات لكى لا تتسرب لغير المؤهلين.. رابطوا فى مواقع التنفيذ نقحوا القوانين وسدوا الابواب على النفوس الضعيفة لترعوى وتستقيم وتدخل لدائرة العمار من اجل الانسان الذى اكتوى بنيران الضائقة المعيشية ويرجف قلبه هلعا من طقطقة البنادق الفالتة.. ان ثقتنا فى قطر كبيرة جدا ليس فقط من باب المدح كما يعتقد البعض ولكن لان قطر نفسها نهضت وعمرت والان تقف كثيرا من مشروعاتها فى حقل التعليم والصحة وبناء القدرات البشرية واستنهاض الهمم فى المجالات الحيوية شاهدا على قدراتها غير ما نفذته فى مشروعات اقتصادية او ما قامت به من جهود سياسية فى محيطها العربى والاقليمى والعالمى غير قدراتها المالية التى سخرت كثيرا منها لاجل الغد المشرق لابنائها ولمن حولهم فى سيمفونية انسانية حققت الكثير من الاستقرار لمن مدت لهم الايادى البيضاء. اذن لكى تكتمل مصفوفة مؤتمر المانحين الذى حقق البذرة الاولى خلال المائدة المستديرة بدوحة الخير الاسابيع الماضية يحتاج الامر الان لحزم صارمة وواضحة من المحاذير والمصداقية وتشديد الرقابة والمرابطة وسط مشروعات اعمار دارفور.. فان هناك ايادى مشبوهة تتطاول بيننا تحتاج لمن يردعها ويحد من تمددها على حساب قوت الشعوب المرهقة والمكتوية وحدها بغلاء طاحن ادخل الكثيرين لدائرة العدم وليس الفقر انهم يبيتون جوعا وبعضهم كاد ان يتبخر الماء ما بين جلده المكتوى بهجير الشمس التى يبحث تحت وهجها للقمة تقية شر الجوع وافرازاته اللهم لطفك يار رب.. هذا والله من وراء القصد.. همسة: اسجل هذه الكلمات واعلم تماما ان هناك من تحسس اطراف اياديه لعلها نهشت من عظم المال العام.