التظاهرة الاقليمية والدولية الى احتضنتها ورعتها قطر حول مؤتمر المانحين المعنى باعمار دارفور لاعادة الحياة الى شرايينها تأتى اهميتها لكونها مسنودة من المجتمع الدولى وهو اول عمل عالمى واقليمى منسق نحو دارفور يأتى منسجما مع وثيقة سلام الدوحة لاعادة الحياة والاستقرار لاهلنا فى دارفور وتوفير مقومات العيش الكريم والتنمية الحقيقية وخدمات التعليم والصحة والمياه والبنى التحتية والامن واعادة النازحين واللاجئين الى قراهم بطريقة طوعية حيث ادت الحروب هناك الى نزوح اكثر 1،7 مليون شخص وتأثر بذلك الصراع المرير اكثر من 8 ملايين شخص وتمثل استراتيجية دارفور برنامجا مرحليا لاعادة الامل وواجهة ايجابية للانعاش المبكر لاقتطاف ثمار السلام الذى يلوح بقوة هناك كما تمثل قضايا الاراضى والمصالحات المجتمعية واعادة الادماج محور الحكم وسيادة القانون ولايمكن بدونها تحقيق اية تنمية حقيقية فى دارفور... ان هذا التحرك الدولى يمهد الطريق بفعالية لتأسيس تنمية مستدامة حقيقية على الارض يحس به الناس وفى حقيقة الامر فان مؤتمر الدوحة الذى تستضيفه قطر بدعم من قيادتها الرشيدة يشكل سندا كبيرا من الدعم السياسى لاستراتيجية التنمية الدارفورية والتحول من الاغاثة الى الانعاش والتنمية الحقيقية من خلال تقديم مساندة مالية تعيد شرايين الحياة الى الاقليم الذى عانى اهلها الكثير من الويلات بسبب الاحتراب... من الضرورى العمل الجماعى المشترك دوليا واقليميا ومن مواطنين ومجتمع مدنى وحكومة بالتركيز على " الهاجس الامنى " لوقف الاقتتال وسيادة ثقافة الحرب والعنف والعنف المضاد باعتبارها قضية محورية يجب النظر اليها بواقعية وعقلانية للسيطرة عليها لانها عائق خطير امام التنمية الحقيقية وخطط الاعمار التى سيطلقها مؤتمر الدوحة مما يتطلب تضافر الجهود كافة واقناع حملة السلاح للدخول فى مظلة السلام بقوة لان عمليات الاعمار بدون وقف الحرب والعدائيات بين الأطراف المتحاربة مضيعة للوقت والجهد والمال. ان استراتيجية التنمية الدارفورية يجب ان تشتمل على عدة عناصر من بينها اعادة السلام والامن والاستقرار وتحسين الاداء الحكومى وتعزيز الادارة الاهلية واعادة التأهيل واعادة بناء البنيات التحتية والمادية والمؤسسية المجتمعية وتنفيذ الاصلاحات الهيكلية الشاملة لمؤسسات الصحة والتعليم فى سبيل تحويل دارفور الى مجتمع متطور من حيث التكنولوجيا والصناعة والزراعة والتجارة. اننا نشد على يد القيادة القطرية الخيرة التى حشدت كل العالم من اجل اعمار دارفور لاظهار التزامه القوى لشعب دارفور من خلال العمل الجماعى المنظم لاستقرار المنطقة واعادة الحياة لشرايين الاقليم والعيش الكريم لاهلها... التحية لكل المجتمعين فى دوحة الخير من اجل دارفور الفتية همسة: مؤتمر المانحين ينقل دارفور من دائرة الصراع الى التنمية والازدهار