أنهى مجلس الأمن الدولي مشاوراته المغلقة حول الشرق الأوسط دون الاتفاق على مسودة مشروع بيان صحافي قدمه المغرب، أو مسودة القرار المقدم من روسيا بشأن الأوضاع في غزة، فقد اتهمت موسكوالولاياتالمتحدة بعرقلة اجراء في الاممالمتحدة بشأن القطاع. وقال السفير الهندي هارديب سينغ بوري، الذي يرأس المجلس للشهر الجاري، إنه يأمل أن تستمر المشاورات. ورداً على سؤال بشأن الخلافات بين أعضاء مجلس الأمن، قال بوري ان «المواقف معروفة جيداً، لكنني أعتقد أن هناك محاولات تتحلى بروح المرونة والحلول الوسط كي يتخذ الجميع الموقف نفسه». وشدد على ان «المهم هو نزع فتيل التصعيد وأن تصدر رسالة واضحة من المجلس مفادها ان العنف يجب أن يتوقف من قبل جميع الأطراف». وأضاف بوري ان ثمة محاولات جادة من أعضاء المجلس للتفاوض حول التوصل إلى نتيجة في مجلس الأمن. وذكر أن بعض السفراء أرسلوا مسودة البيان الصحافي إلى عواصمهم للتشاور حولها. ورداً على سؤال حول ما تردد عن اعتراضات الولاياتالمتحدة، أوضح السفير الهندي ان هناك مسارين منفصلين هما مشروع القرار المقدم من روسيا ومسودة البيان الصحافي. وقال إن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي يعملون على مسار البيان الصحافي. من جهته، قال السفير الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، إن بلاده قلقة للغاية حيال تدهور الوضع في غزة وترى أنه من الضروري تسريع الجهود الدبلوماسية في هذا المجال. وعقب جلسة المشاورات قال تشوركين للصحافيين «نحن مستاؤون لأن مشروع البيان الصحافي الذي تقدمت به المغرب بالنيابة عن المجموعة العربية منذ مساء الخميس الماضي لايزال قيد المناقشة». وأضاف انه «خلال جلسة المشاورات تابعنا هذه المناقشة واتفقنا على الاجتماع مجدداً بعد الانتهاء من الجلسة المفتوحة. إن روسيا مستعدة للسير قدماً في مساعيها الدبلوماسية، نحن مستعدون لتقديم مشروع قرار إلى المجلس». وقال تشوركين في اشارة الى الولاياتالمتحدة «أحد أعضاء مجلس الامن - وأنا واثق بأنكم يمكنكم ان تخمنوا من - أشار الى انه لن يكون مستعداً لتأييد اي رد فعل لمجلس الامن». ومضى قائلاً «هذا الطرف يزعم بطريقة ما أن ذلك قد يلحق ضررا بالمساعي الحالية التي تبذلها مصر والمنطقة». وقد أكدت هذا الموقف سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس. أما السفير المغربي الدائم لدى الأممالمتحدة محمد لولشكي، فقال إن بلاده حاولت مع المجموعة العربية منذ البداية صياغة مشروع البيان الصحافي بشأن الوضع في غزة بشكل لا يستفز أي طرف، وأن يكون مقبولاً من جميع الأطراف. وقال للصحافيين في المقر الدائم عقب انتهاء جلسة المشاورات داخل مجلس الأمن حول الوضع في غزة، إن مشروع البيان يتطرق إلى جميع المشكلات بما فيها ضرورة وقف العدوان والعمليات العسكرية وضرورة التكفل بالمسائل الإنسانية، وضرورة أن يحترم الجميع الهدوء وأن ترجع الأمور إلى نصابها. واتهم سفيرا مصر والسعودية لدى الأممالمتحدة، أسامة عبدالخالق، وعبدالله بن يحيى المعلمي، إسرائيل بممارسة أعمال قرصنة ضد الفلسطينيين في غزة. من جهته، ذكر رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة، إن المجموعة العربية كانت قد أعربت لرئيس مجلس الأمن عن رغبتها في أن يطلق المجلس موقفاً واضحاًيوقف العدوان ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وأضاف منصور أن الموقف العربي واضح وقد تجلى في اجتماع الوزراء وهو إدانة هذا العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى المدنيين الفلسطينيين في غزة. وأكد للصحافيين في المقر الدائم على أهمية أن يأخذ مجلس الأمن موقفاً حازماً يوقف العدوان.