أكد رجل الأعمال محمد رمضان جمعة نائب رئيس مجموعة أحمد رمضان جمعة، أن الاستثمار في القطاع العقاري في السوق المحلي في دبي عاد ليقوم على أساس الاستثمار على المدى الطويل، في الوقت الذي بدأ يشهد دخول أطراف استثمارية جديدة من مختلف أنحاء العالم، ونموا في حركة البيع والشراء والتأجير يرافقها تحسن تدريجي في الأسعار . وأضاف رمضان أن دبي ركبت طريق النمو والانتعاش الاقتصادي من جديد في ظل كل المؤشرات والأرقام التي تثبت ذلك . وقال:"دبي غنية بجميع المقومات التي تثري مكانتها بين الأسواق الاستثمارية العالمية، وهي بعيدة جداً عن المشكلات الأخرى في الأسواق الأخرى" . وكشف أن مجموعة أحمد رمضان ماضية في توسعاتها على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث توجد حالياً في كل من السعودية وعمان والكويت وشمال إفريقيا في قطاعي التجارة والتجزئة، كما تواصل تركيزها محليا على السوق العقاري الذي تصل استثماراتها الراهنة فيه إلى نحو مليار درهم، تتوزع بين مشروع فندق "جراند ميلينيوم" بتكلفة 400 مليون درهم، ومركز "أغورا" للتسوق بتكلفة 500 مليون درهم، كما أنجزت مؤخرا مبنى سكني في "واحة دبي للسيليكون" . وأفاد نائب رئيس "مجموعة أحمد رمضان جمعة"، أن سوق التمويل العقاري بدأ بالتحسن التدريجي من خلال عودة البنوك وشركات التمويل على الانفتاح مجددا على القطاع، مشيراً إلى أن المجموعة نجحت بالحصول على تمويل بقيمة مليار درهم على مرحلتين لتطوير مشروع عقاري كبير في دبي . وفي ما يلي نص الحوار: ما رأيكم بالمشهد العام للسوق العقاري في دبي؟ استطاع اللاعبون الرئيسيون والكبار في السوق العقاري المحلي في دبي تجاوز حالة الحذر والخروج من دائرة الترقب من بعيد، واستعادوا مواقعهم من جديد على صعيد مختلف أعمال صناعة العقار سواء التطوير والعودة لمعادلة البناء والتمكن من القطاعات المساندة مثل التأجير والإدارة، تاركين وراءهم كل ما يتعلق بتداعيات الأزمة المالية العالمية بالنظر إلى الأمام والمستقبل على المديين المتوسط والبعيد . كما بدأ السوق العقاري المحلي يشهد دخول أطراف استثمارية جديدة من مختلف أنحاء العالم من أمريكا وأوروبا وآسيا، ذات توجهات ورؤى استثمارية جادة تنظر بتمعن إلى أنجح الفرص الاستثمارية التي دفعت بها المعطيات التي استجدت على مستوى السوق المحلي . في الوقت الذي لا يمكننا ربط أو مقارنة سوق دبي بغيره من الأسواق الأخرى باعتبار أن ركائزه مختلفة تماماً عن غيره، خاصة بعد فقدان الأسواق الأمريكية والأوروبية ثقتها لدى العاملين في شتى قطاعات الأعمال . ونرى أن الاستثمار في القطاع العقاري في السوق المحلي في دبي عاد ليقوم على أساس الاستثمار على المدى الطويل، فأي منتج عقاري سواء كان سكنياً أو تجارياً أو غيره يجب أن يؤخذ به في هذا الاتجاه سيكون واعداً وبعيداً عن هامش المخاطرة . كما لمسنا طلباً قوياً على عقارات دبي المختلفة فاق كل التوقعات وأي فترة مضت منذ نحو أربعة سنوات، ونحن العاملون في قطاع التجارة والأعمال عدنا برؤية حكامنا الذين لم يألو جهدا في دعم المنظومة الاقتصادية وتذليل العقبات والتحديات أمام أبنائهم . كما أن للبنية التحتية دوراً كبيراً في تعزيز الثقة من جديد بالعملية الاستثمارية في السوق المحلي بدبي، حيث شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية على الرغم من أننا كنا نعيش تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على متانة اقتصادنا وحكمة قيادتنا الرشيدة . وماذا على صعيد التمويل العقاري؟ بدأنا نلمس تحسناً على صعيد سوق التمويل العقاري في الفترة الأخيرة مع عودة البنوك وشركات التمويل تدريجيا إلى أعمالها ليس فقط على صعيد القطاع العقاري فقط وإنما على مختلف الأنشطة الاقتصادية . والدليل على ذلك، حصلت مجموعة أحمد رمضان جمعة على تمويل تصل قيمته إلى مليار درهم على مرحلتين من أحد البنوك الوطنية لتطوير مشروع عقاري كبير في دبي . ما توقعاتكم لمنحنى الأسعار للمنتجات العقارية؟ نرى أن السوق العقاري في ظل التطورات الراهنة والمستجدات الايجابية التي طرأت عليه، أن منحنى أسعار العقارات ركب طريق النمو والتحسن التدريجي منذ منتصف العام الماضي ،2011 حيث شهدت أهم المناطق الاستثمارية في دبي مثل وسط مدينة دبي و"نخلة جميرا" و"مرسى دبي" وغيرها تحسنا ملحوظا ليس فقط على صعيد أسعار البيع وإنما الإيجارات أيضا التي تشهد ارتفاعات في نسب الإشغال . لا بد من أن ننظر إلى مواطن الطلب الحقيقي في السوق المحلي، حيث إن الأسعار الحالية للمنتجات العقارية المعروضة في السوق مغرية جداً وتتمتع بالوقت نفسه بأهمية على المدى الطويل للمجتمع المحلي من مواطنين ومقيمين ومستثمرين، وتعد بمثابة فرص حقيقية للشراء والاستثمار على المدى الطويل . ووصلت أسعار العقارات في دبي على وجه التحديد إلى مستويات القاع واتخذت منحنى ارتدادياً مرتفعاً بنسب متباينة، الأمر الذي يشير إلى بداية الانتعاش في دبي كأول سوق عقاري على المستوى العالمي، وهذا يتطلب منا التعامل مع التطورات الجديدة بحرفية أعلى . برأيكم ماذا تعكس مستويات أسعار العقار في الوقت الراهن؟ نرى أن مستويات الأسعار الحالية في مختلف مناطق الإمارة تعكس مثيلاتها في العام 2006 و،2007 مع الأخذ في الاعتبار أهمية الموقع في تحديد جاذبية كل منطقة لدى المستثمرين والمشترين، ومن أهم المناطق على قائمة اللاعبين في القطاع "مرسى دبي"، و"نخلة جميرا"، و"سبرينغ"، و"ميدوز"، و"منطقة وسط مدينة دبي"، و"برج خليفة" . ونعود ونؤكد أن السوق العقاري استعاد عافيته في أماكن مختلفة، والإيجارات الأفضل أداءً . واستقرت أسعار العقارات في الإمارة عند أدنى مستوياتها خلال النصف الأول من العام الماضي، إلا أن أغلبية المستثمرين والمشترين اعتقدوا أنها ستشهد المزيد من الانخفاض، حيث غلب على قرارهم بالشراء طابع التردد، الا ان الأسعار بدأت بالارتداد في النصف الثاني من العام نفسه، وهم الآن على ذلك نادمون . وفي الوقت نفسه هناك من اشترى وفاز بتلك الفرص في ذلك الوقت، ونرى أن الفرص لا تزال مغرية وتنتظر من يقتنصها، خاصة انه لم يعد هناك وجود لحالات البيع الاضطرارية . صحيح أن الصورة العامة للوضع الاقتصادي لم تكتمل معالمها بعد، وهذا ما يدفع المستثمرين أو المشترين إلى التردد في الإقبال على الاستثمار، إلا أن هناك ما يثبت للعاملين في السوق المحلي ظهور الكثير من المؤشرات وبوادر الانتعاش والتفاؤل، ونعتبر أنفسنا محظوظين في هذا البلد الطيب بقيادتنا الرشيدة التي تعاملت مع الظروف الأخيرة بالحكمة والصبر متجاوزين ما هو أصعب وأشد . كيف تقيمون أداء صناعة العقار في 2012 وما توقعاتكم ل 2013؟ استند أداء العام 2012 إلى مثيله في النصف الثاني من العام 2011 من حيث بداية الانتعاش والنمو، ولكن بصورة أفضل، حيث بدأت علامات التفاؤل والانتعاش تظهر بشكل أوضح في السوق العقاري المحلي لإمارة دبي من حيث الإقبال على التعاملات والتصرفات العقارية على مستوى البيع أو الشراء أو التأجير، حيث باتت أطراف معادلة العرض والطلب تفضل مواكبة التطورات التي طرأت على السوق والتعامل معها بحكمة وصبر لحين اكتمال الصورة المستقبلية للوضع الاقتصادي العام الذي بدأ يعكس نواحي إيجابية تتمثل بنضوج الأسعار بعيداً عن مطامع جهات المضاربة السريعة . كما نرى 2013 عاما مهما وحاسما، حيث نعتقد أن الرؤية الاقتصادية العامة ستتبلور معالمها بشكل جلي في هذا العام . والاستثمار في سوق الأسهم بات انتقائياً، فهناك شركات لها عوائد جيدة وأخرى لا، ومفهوم الشراء يجب أن يعتمد على مستوى العائد الذي قد يحققه السهم وليس على توقعات ارتفاعه مستقبلاً . ماذا بشأن البيت الداخلي لمجموعة أحمد رمضان جمعة؟ استمرت المجموعة بالتوسع في الأسواق الإقليمية مثل السعودية وعمان والكويت في قطاعات التجزئة والتجارة، ونعتزم التوسع في أسواق جديدة في شمال إفريقيا . كما استثمرت مليار درهم في تطوير مشاريع عقارية متنوعة منها السكنية وأخرى فندقية، إضافة إلى قطاع التجزئة، حيث اقتربنا من موعد افتتاح مشروع فندق "جراند ميلينيوم" ضمن مرسى دبي، الذي وصلت فيه الأعمال الإنشائية إلى أكثر من 90%، خلال الربع الأول من العام المقبل 2013 بتكلفة 400 مليون درهم يتضمن 200 شقة مفروشة تتنوع بين غرفة وغرفتين وثلاث غرف وبنتهاوس و8 فلل و12 محلاً تجارياً، كما وصلت الأعمال الإنشائية في مشروع مركز "أغورا" للتسوق في جميرا، البالغة تكلفته 500 مليون درهم، إلى 40% لغاية الآن، وبدأت عمليات الحجز والتأجير فيه بأسعار تبدأ من 300 درهم للقدم المربعة، ومن المتوقع إنجازه منتصف ،2014 وانتهينا مؤخراً من إنجاز مبنى في "واحة دبي للسيليكون"، يتكون من أرضي و8 طوابق تم تأجيره بالكامل في وقت قياسي خلال شهر واحد .