الدوحة الراية: شهدت الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية، حفل تدشين توزيع الكتب المدرسية على طلبة مدارس اللاجئين والنازحين السوريين، وتفقدت مشاريع قطر الخيرية الأخرى على الحدود التركية السورية. وقد رافق الشيخة حصة آل ثاني خلال الزيارة وفد من قطر الخيرية يضم كلا من السيد إبراهيم زينل موسى مساعد المدير التنفيذي للتنمية الدولية والسيد محمد أدردور مدير إدارة التأهب والاستجابة للكوارث بالجمعية حيث بدأت الزيارة بحضور حفل إطلاق حملة توزيع الكتب الدراسية على الطلاب السوريين في المدارس المخصصة لهم في تركيا وفي بعض المناطق داخل الأراضي السورية. وقد أطلقت الحملة من مدرسة "رجب طيب آردوغان" في منطقة "نارلجا" بمدينة آنطاكيا بمحافظة "هاتاي". ويعد مشروع طباعة وتوزيع المناهج التعليمية المنقّحة لجميع المراحل الدراسية من المشاريع المهمة التي تبنتها قطر الخيرية والهيئة السورية للتعليم، وهي جهة متخصصة في المناهج التعليمية تضم خبراء ومتخصصين في مجال التعليم، حيث أخذت الهيئة على عاتقها مسؤولية توفير كتب دراسية للطلبة السوريين في البلدان التي لجأوا إليها، حيث يصعب اندماجهم ضمن مدارسها بسهولة، نظرا لعامل اللغة، واختلاف المناهج التي سبق للطلبة دراستها في سوريا. وتغطي الكتب جميع المراحل الدراسية والتخصصات العلمية، حيث روعي مطابقتها وموافقتها للمنهج السوري قبل الأزمة، ويبلغ عدد الكتب التي تمت طباعتها مليوني كتاب، استفاد منها حوالي 30,000 طالب من جميع المستويات، وقد بلغت تكلفة المشروع مليون دولار أمريكي. ويهدف مشروع طباعة وتوزيع المناهج التعليمية المنقّحة إلى نشر التعليم المدرسي والعمل على النهوض بالحالة التعليمية للطلاب السوريين والمساهمة في رفع المعاناة التي يعشها الطالب السوري وأسرته والمحافظة على جيل الأطفال والشباب من الضياع. وقد جرى توزيع الكتب في إطار خطة متكاملة وكبداية لانطلاق التعليم الذي توقف لمدة 3 سنوات، ويشتمل المشروع على طباعة الكتب والمناهج التعليمية وتوفير المستلزمات الدراسية بالإضافة إلى تهيئة المدارس وتأهيل المعلمين وتأمين دعم لهم في الداخل السوري. وقد لقي حضور الشيخة حصة آل ثاني ووفد قطر الخيرية المرافق لها ترحيبا كبيرا من قبل الهيئة التدريسية والطلاب والطالبات السوريين، واشتمل حفل تدشين توزيع الكتب على عدد من الفقرات، حيث أتحف الطلبة السوريون الوفد القطري بعدد من الفقرات المعبرة التي اشتملت على مقاطع مسرحية وأناشيد وكلمات معبرة ومؤثرة. وقد عبّرت الشيخة حصة آل ثاني عن سعادتها بزيارتها للأشقاء السوريين على الحدود السورية التركية مما أتاح لها فرصة الإطلاع عن قرب على أحوالهم وظروفهم، كما أشادت بتميز المشاريع التي تنفذها قطر الخيرية، منوهة بأن جميع المشاريع التي زارتها، تمسّ عمق الحاجة وتستجيب لمتطلبات المرحلة، كما أنها تخدم شرائح وفئات عديدة ومتنوعة. وفي تصريح صحفي لها على هامش حفل توزيع الكتب الدراسية قالت الشيخة حصة آل ثاني: إن قطر الخيرية لا تحتاج إلى من يتحدث عنها لأن مشاريعها النوعية تتحدث عن نفسها. وأضافت: "ما رأيته فاق توقعي حيث كنت أتوقع أن أجد أنشطة عادية مثل توزيع الغذاء واللباس لكنني وجدت عملا احترافيا واهتماما مؤسساتيا بموضوع التعليم الذي يعتبر حاجة ملحة في الوقت الحالي لإنقاذ ملايين الأطفال في سوريا من الضياع، مما يحتم مضاعفة جهود المهتمين بالعمل الإنساني لفائدة سوريا". كما أعربت المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية عن شكرها لقطر الخيرية لما توليه من اهتمام بالغ للتعليم باعتباره أحد توجهاتها الاستراتيجية التنموية. زيارة مستشفى "الأمل " الميداني وشملت الزيارة التفقدية المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية أيضا مشروع المستشفى الميداني "مستشفى الأمل" والذي لا يبعد سوى مئات من الأمتار على الخط الحدودي بين تركياوسوريا. ويستهدف المشروع الجرحى والمرضى السوريين ويقدم خدمات متكاملة كما ستجرى فيه عمليات دقيقة. ويعد هذا المشروع أول مستشفى من نوعه يسيره طاقم من الأطباء والممرضين السوريين على الأراضي التركية، ويقدم خدمات متكاملة، حيث تمنع الدولة التركية على غير الأتراك ممارسة مهنة الطب على أراضيها. وقد بلغت قيمة مساهمة قطر الخيرية 3,189,112 ريال قطري ركزت تحديدا على التجهيزات الطبية للمستشفى. ويضم المستشفى 30 سريرًا و10 غرف عناية مركزة و11 غرفة معاينة و3 غرف للعمليات وغرفتين للتصوير الإشعاعي ومختبر لإجراء التحاليل الطبية، إضافة لعدد من العيادات الشاملة لجميع التخصصات من الباطنة والأطفال والنساء وجراحة التجميل وغرف الإسعاف وثلاجات حفظ الموتى لحين تسليمهم إلى ذويهم. ويتم فيه إجراء العمليات الجراحية النوعية والدقيقة للمصابين من خلال فريق من الإخصائيين البارزين المتطوعين من جميع أنحاء العالم والراغبين بمد يد العون للشعب السوري من خلال خبراتهم وكفاءاتهم الطبية. وينتظر أن تشتمل الزيارة على تفقد مشاريع أخرى لقطر الخيرية في الجانب الغذائي.