GMT 0:04 2013 الخميس 28 نوفمبر GMT 23:37 2013 الأربعاء 27 نوفمبر :آخر تحديث راجح الخوري من ابو ظبي الحديقة الخضراء المنتصرة على الصحراء قاهرة الرمل المترامي، الى آخر بيت في الفجيرة او خيمة في ام القيوين، مروراً بدبي مدينة الأبراج وصانعة العجائب، يمكن المرء ان يرى بالعين المجردة معالم الاحتفال باليوم الوطني الثاني والاربعين وهي تفيض من قلوب المواطنين ووجوههم، وحتى من المظاهر المدينية في الشوارع وعلى جدران المنازل، المترف منها والمتواضع حيث يرتفع علم دولة الاتحاد، في تأكيد يذكّرنا بأن كل اشكال الوحدة والاتحاد التي عرفها العرب قد تلاشت وانهارت بما في ذلك الجامعة العربية وهي اقل من إتحاد، إلا وحدة دولة الامارات العربية التي زادت قوة وعمقاً وترسّخ موقعها البارز عربياً واقليمياً وحتى دولياً . لا اكتب كمدعو حطّ في ابو ظبي ودبي حيث ملامح دولة تحاول ان تسابق العصر، ولا كمواطن لبناني مدجج بأحاسيس القنوط والمرارة وقد مرّ عيد الاستقلال في بيروت واللبنانيون يصرخون "بأي حال"، بل أكتب بكثير من الاعجاب والفخر، وفي ضوء نقاشات طويلة ومعمّقة مع عدد من المسؤولين في ابو ظبي حول السياسة والاقتصاد ووسائل توظيف الثروة في التطوير الاجتماعي والاثراء الوطني، كما في تقنية المعلومات والتنمية ومستقبل العرب ومتطلبات هذا المستقبل. اكتب لأقول ان الابناء على خطى الآباء الذين اسسوا الاتحاد، فعلى قاعدة من ثماني كلمات قالها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وآزرها الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم، ستقوم دولة عصرية قوية ومتطورة وطموحة تقدم نموذجاً ناجحاً في الوحدة والاندماج الوطني . وصية الشيخ زايد بسيطة "لا نفع للمال اذا لم يسخر لخدمة الشعب"، لكنه منذ البداية لم يسخّر غنى امارة ابو ظبي لأهلها فقط بل لباقي العائلة في الامارات الست الاخرى، فمنذ تسلمه السلطة في امارة ابو ظبي عام 1966 ركّز على اهمية الاتحاد مكرراً " نستطيع بالتعاون وبنوع من الاتحاد اتباع نموذج الدول النامية"، وهكذا بعدما جلس مع الشيخ راشد ولد الاتحاد الذي اعلن رسمياً في 2 كانون الاول من عام 1972، وانطلقت مسيرة دولة الامارات العربية التي باتت من ابرز "النمور الاقتصادية" في المنطقة وفي آسيا. ليس النفط اساس الثروة والنجاح، فليس في دبي ثروة نفطية مثلاً ولا في ام القيوين ثروة غازية. النفط في ابو ظبي لكنها ثروة التعاون في اطار وطني عميق عند الجميع، وهنا تكمن الاهمية وسر تسخير المال لخدمة الانسان في دولة الاتحاد، التي تبدو من منظار السياسات الاقليمية وما فيها من اطماع واستهدافات اشبه بتفاحة شهية، لكنها تفاحة واعية تعرف كيف تحيط نفسها مع دول مجلس التعاون الخليجي، بحقل حماية اقليمي ودولي قوي، كفيل بأن تتكسر عليه أنياب الذين يسيل لعاب مطامعهم الخبيثة!