يبدو أن سوق العملات استهوى العديد من الخليجيين بعد سوق الأسهم طلبًا للربح السريع، كما يزعم المروّجون لهذا السوق الذي وجد انتشارًا واسعًا بين أوساط المواطنين قبل المقيمين في دول الخليج لسهول توفير وسائل الاتصالات الحديثة وعلى رأسهم شبكة الإنترنت ورغم نداءات التحذير التي يطلقها العديد من الاقتصاديين إلا أن السوق الجديدة وجد رواجًا كبيرًا بمخاطر عالية ومكاسب متواضعة. يوضح المواطن فؤاد المير أن الاستثمار بالعملات يقوم على فكرة الربح من فرق الأسعار فمثلا نشتري اليورو مقابل الدولار على سعر 1.3660 وتتوقع أن يرتفع إلى 1.3690 فإن فرق الحساب 90-60 =30 نقطة مكسب وسعر النقطة على اليورو=10 $ أي أن إجمالي الربح = 30*10=300 $ المثير في هذه العملية أنه بإمكانك عمل أكثر من 300 دولار في اليوم الواحد لأن حركة السوق تساعدك فمن الطبيعي أن يتحرك السوق 100 نقطة في أقل من ساعة بالإضافة إلى أنه يمكنك الربح على الجهتين سواء كانت العملة في ارتفاع أو انخفاض، إما بائعا أو مشتريا، ويمكنك الخروج بنفس اليوم من السوق وجني أرباحك. وبحيث لا يقل قيمة الحساب المفتوح عن 10.000 $ على أساس المارجن أو الهامش، الجميل في الموضوع أنك فعليا لا تعمل بال10.000 بل بنصف مليون دولار في السوق لتكون أرباحك منها، وعن قيمة العمولة فهم على ما أعتقد يأخذون 25 $ إلى 35$ على كل عملية مهما بلغ ربحك في العملية الواحدة، كما أنهم يوفرون لي جميع التقارير من شبكة رويترز العالمية. ومن جهته بيّن المواطن أسامة الحامد من المعروف أن أسعار العملات تتغير بشكل دائم، وتتأثر بمتغيرات متعددة أهمها الحالة الاقتصادية لبلد العملة ولذلك فإن الأخبار الاقتصادية هي أمر هام، منوهًا أن الأهمية لهذا السوق تتأتى من حيويته، حركة يومية ولحظية دؤوبة لسعر العملات لا تتوقف تتيح فرص البيع والشراء يوميا وبكل ساعة، تقليديا العملات التي تترأس السوق هي عملات الدول القوى اقتصاديا وهي: الدولار الأمريكي USD واليورو الأوروبي EUR الجنيه الإسترليني GBP والين الياباني JPY والفرنك السويسري CHF وكون الولاياتالمتحدة هي أقوى هذه الأسواق فالوضع الطبيعي لتداول هذه العملات يكون مقابل الدولار. من جانبه، يقول عمار جادالله «متخصص في المصرفية» كثير من الناس تختار توسيع محافظهم الاستثمارية بالمتاجرة في العملات الأجنبية، والتي تعتبر متاجرة عالية المخاطر ولكنها تتيح تحقيق أرباح طائلة، على عكس الأسهم، وسوق العملات الأجنبية هو سوق يعمل على المدى القصير، حيث تتم التعاملات فيه خلال يوم واحد أو حتى خلال بضع دقائق. يمكن للمتاجر بالعملات أن يقوم بعمليات متعددة بدون أن يتكبّد رسوم الوسيط، والمتاجرة بالعملات الأجنبية تتم بدون عمولات أساسا. وقال: مع وجود مشتري وبائع بشكل دائم يعتبر السوق من أكثر الأسواق سيولة، ويكون الربح فيه محتملا بغض النظر عن كون عملة ما في ارتفاع أو انخفاض، يعني حجم التداول الكبير في سوق العملات الأجنبية وتدفقه المستمر حول العالم أنه سيكون من الصعب جدا لأي شخص أو منظمة أن تؤثر على اتجاه السوق. تحذير وقال الخبير الاقتصادي ياسر العربي: إن هناك بنوكا عالمية ومواقع على شبكة الإنترنت في دول خليجية تقوم الآن بحملات ترويجية وتسويقية تستهدف الأفراد الخليجيين، خاصة السعوديين منهم للدخول في مجال تداول العملات الأجنبية، مؤكدا أن أغلب هؤلاء المستهدفين هم الخاسرون من أسواق الأسهم الخليجية، وتقوم هذه المواقع بإغرائهم للدخول في هذا المجال ومنحهم قروضا تمويلية عالية للغاية للمضاربة في العملات الأجنبية، مستغلة بذلك الكساد الذي أصاب سوق الأسهم الخليجية خلال الفترة الفائتة، ويدعون أنها تقدم أفضل مجال استثماري للأفراد عن طريق الإنترنت، بطرق مبتكرة وسهلة مرتبطة بعد أسواق عالمية يمكن للفرد اختيار ما يناسبه منها وقال: إن الجهات التي تعمل في هذا المجال تعطي ما يقارب عشرة أضعاف رأس مال الفرد الراغب في الدخول، بيد أن هذا التمويل الذي يعدّ أساسيًا في المضاربة بالعملات الأجنبية، يظل مرتبطًا فقط بالمضاربة في العملات الأجنبية، ما يعني أن هناك مخاطر عالية جدا، باعتبار أن المضاربة بالعملات الأجنبية مرتبط بعدة عوامل منها سياسية، اقتصادية، ومالية، ناهيك عن شرعية التعامل في هذا المجال من النواحي الدينية التي يحرص عليها المستثمر الخليجي. المزيد من الصور : صحيفة المدينة