قال منتجون للأغذية العضوية والصحية «أورجانيك»، إن متوسط أسعار الغذاء الصحي يزيد على أسعار الأغذية التقليدية بنسبة تراوح بين 10 و20%، الأمر الذي لا يعد تحدياً أمام انتشارها، لافتين إلى أن المستقبل في صناعات الغذاء سيكون للأغذية الصحية والطبيعية التي لا تستخدم في زراعتها مبيدات كيميائية. وأكدوا خلال مشاركتهم في معرض الخليج للأغذية «غلفود»، الذي اختتم فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي، أمس، أن السوق المحلية متعطشة للغذاء العضوي والصحي، مطالبين بجهة منظمة لهذه الصناعة، وحل بعض الإشكالات العالقة. وقالوا إن الإمارات مؤهلة لأن تصبح مركزاً إقليمياً لتصدير المنتجات العضوية. وتفصيلاً، قال مدير المبيعات في شركة «أورجانو» البريطانية المتخصصة في إعداد المنتجات الغذائية العضوية للأطفال، ومستحضرات التجميل العضوية، سيزار ألونسو، إن «السوق متعطشة للمواد العضوية، إذ كلما ازداد تنوّع المنتجات، حصل المستهلك على جودة أعلى». الإمارات مركز إقليمي مؤهل قال المدير العام لشركة «أورجانك لاند» للمواد الغذائية العضوية، عبدالله خالد، إن «دبي، والإمارات عموماً، مؤهلة لأن تصبح مركزاً إقليمياً خلال الأعوام المقبلة، لتصدير المنتجات العضوية، وذلك عبر الاعتماد على موقع دبي الاستراتيجي، وبنيتها التحتية المتطورة، ومناخ الاستثمار الجاذب الذي يجعل منها بيئة عمل مفضلة لعدد من الشركات الدولية، إضافة إلى مزايا معدلات النمو الذي يشهده قطاع الأغذية في الدولة حالياً بالنسبة لمعدلات التجارة العامة والتصدير». وأضاف إن «الأسعار لم تعد تحدياً أمام المستهلك في شراء الطعام العضوي، الذي يزيد سعره على الطعام التقليدي بنسبة تراوح بين 10 و20%». من جانبه، قال المدير التجاري في شركة «هيلثي فوود أونلاين»، كمال إبراهيم، إن «سوق المنتجات الصحية في الشرق الأوسط لا تلبي كل احتياجات المستهلكين»، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المنتجات المتوافرة في الأسواق الأوروبية، وفي الولاياتالمتحدة غير متوافرة في أسواق الخليج. وأضاف أن «تنوع المنتجات الصحية محدود في المنطقة، ومعظم المنتجات محلية وتركز على قطاع الألبان». وأشار إبراهيم إلى أن المنتجات الصحية يحتاجها المصابون بأمراض العصر مثل السكري، الضغط، والقلب، فضلاً عن أن هناك مستهلكين يحتاجون للطعام الخالي من الجيلاتين، وهي منتجات مرغوب فيها هنا، ويجب تغطية احتياجات السوق منها. واتفق مع أونسو في أن أسعار المنتجات الصحية لا تزيد كثيراً على أسعار نظيرتها التقليدية، قائلاً إن «السعر يرتفع أحياناً بنسبة تصل في المتوسط إلى 10% زيادة على سعر المنتج التقليدي». وأكد إبراهيم أن «السوق المحلية لم تصل بعد إلى مرحلة التشبع من المواد الصحية، رغم وجود عدد من الموردين في منطقة الخليج». بدوره، قال المدير العام للتسويق في شركة «سي فودز» الدولية، أميت سيث، إن «المنتجات العضوية بدأت خلال العامين الماضيين في الاستحواذ على نسب طلب متنامية في أسواق الدولة والخليج، ضمن ظاهرة تنامي الإقبال على المنتجات الصحية عموماً، وذلك لتجنب انتشار الأمراض الناجمة من استهلاك منتجات غذائية يُعتمد في زراعتها على استخدام مواد كيماوية». وأوضح أن «شركته التي تعمل في قطاع الأعشاب والتوابل والمنتجات الزراعية العضوية، رصدت معدلات نمو في الأسواق خلال عام 2013، خصوصاً في الطلب على تلك المنتجات»، مؤكداً أن الأسعار لا تعد تحدياً كبيراً حالياً، مع إدراك المستهلكين بأن ارتفاع أسعار تلك المنتجات يعد طبيعياً، مقارنة مع بالمنتجات التقليدية. وتوقع سيث أن يشهد قطاع المنتجات العضوية نمواً بمعدلات أكبر خلال العامين المقبلين، ما يرفع من حصصه السوقية، وهو ما رفع من حجم الاستثمارات في القطاع، وأوجد مجالاً للمنافسة سينعكس مستقبلاً على الأسعار. وقال إن «تزايد الطلب في الأسواق المحلية مقارنة بعدد من دول الخليج، وتوافر عوامل سهولة الشحن والتصدير، يدعمان موقع دبي، لاعتبارها منصة إقليمية لإعادة تصدير تلك المنتجات». في السياق نفسه، توقع المدير العام لشركة «أورجانك لاند» للمواد الغذائية العضوية، عبدالله خالد، أن تصل نسب النمو في الطلب على استهلاك المنتجات العضوية بنحو 20% خلال العامين المقبلين، مع تزايد الإقبال على المنتجات الطبيعية في الدولة والمنطقة، والاهتمام بالمنتجات التي لا تستخدم المبيدات والأسمدة الصناعية في زراعتها. وأضاف أنه «على الرغم من كون قطاع المنتجات العضوية بمختلف أنواعها يوصف بأنه حديث نسبياً، فإنه يسجل معدلات نمو سريعة، مع انتشار الوعي بأهميتها، ما يتطلب وجود جهة منظمة لهذا النشاط الذي يوجد فيه عدد من القضايا العالقة، منها علاقات المنتجين بالموزعين، وتوافر المواد الزراعية المستخدمة في الزراعة والمياه، الأمر الذي يمكن أن يسهم في تأسيس جمعية منظمة للقطاع، وتضم ممثلين من مختلف الأطراف». الامارات اليوم