مع التقدم في العمر تتراجع كفاءة الوظائف الحيوية بالجسم، ومن ثم يقع الإنسان فريسة سهلة للأمراض كالأزمات القلبية والسكتات الدماغية التي قد تتسبب في الإصابة بإعاقات جسدية، أو قد تؤدي إلى الوفاة لكن من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة يمكن للمسنين محاربة الشيخوخة، والتمتع بحياة مفعمة بالصحة والنشاط. وقال اختصاصي طب العظام الألماني باتريك رايتسه، إن الشيخوخة تبدأ من سن ال50، موضحاً «بدءاً من هذه السن تقريباً تتباطأ عمليات التجديد الفسيولوجي داخل الجسم». وأضاف أنه إلى جانب تراجع القدرات الذهنية مع التقدم في السن تتراجع أيضاً المهارات الحركية، إذ تتآكل غضاريف المفاصل، وتتراجع معدلات امتصاص الأكسجين في الجسم. ونظراً لتراجع الكتلة العضلية تزداد نسبة الدهون بالجسم لدى المسنين، على الرغم من ممارسة القدر نفسه من الأنشطة الحركية، وتناول الكم ذاته من السعرات الحرارية. النفس السليمة أكد اختصاصي جراحة العظام الألماني باتريك رايتسه، أن فوائد ممارسة الرياضة لا تقتصر على النواحي الجسدية فقط، وإنما تتمتع بفوائد للنفس أيضاً؛ إذ إنها تمنح المسنين شعوراً بالمرح والسعادة والإقبال على الحياة من ناحية، وتُسهم في التخفيف من متاعب الأمراض النفسية إلى حد كبير من ناحية أخرى. وعلل رايتسه ذلك بقوله: «النفس السليمة في الجسم السليم». ومع ذلك، يمكن للمسنين محاربة آثار الشيخوخة من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة، لاسيما رياضات قوة التحمل، مثل ركوب الدراجات والسباحة، والمشي باستخدام العصي. بينما يرى اختصاصي الطب الرياضي الوقائي والتأهيلي هانز جورج بريدل، أن «الفائدة الرئيسة لرياضات قوة التحمل تتمثل في رفع كفاءة عملية التمثيل الغذائي، والحفاظ على الكفاءة الوظيفية لجميع الأجهزة بالجسم»، لذا تعد الرياضة السلاح الوحيد الفعال لمواجهة الشيخوخة. وأضاف بريدل أن ممارسة الرياضة تتمتع أيضاً بتأثير إيجابي بالنسبة للقلب والأوعية الدموية، وتحول دون الإصابة بأمراض الرئة والأورام، وكثير من الأمراض المزمنة، كما أنها تحد من خطر الإصابة بأمراض كثيرة مرتبطة بتقدم السن، مثل الأزمات القلبية وقصور عضلة القلب والسكتات الدماغية بفضل حرق الدهون الذي يحدث عند ممارسة رياضة الجري مثلاً. ويوصي بريدل المسنين الذين يعانون مشكلات في المفاصل بالابتعاد عن ممارسة رياضة الجري التقليدية بسبب التحميل الزائد على المفاصل، مشيراً إلى أنه من الأفضل لهم ممارسة رياضة المشي الشمالي (باستخدام العصي)، أو ركوب الدراجات أو السباحة التي تعد مثالية بالنسبة لهم بفضل تأثير الطفو التي تتمتع به. من جهته، يوصي اختصاصي جراحة العظام الألماني رايتسه بممارسة تمارين تقوية العضلات وتمارين التوازن؛ لأن العضلات القوية ومهارات التناسق العضلي العصبي تُعين المسنين على ممارسة رياضات قوة التحمل والمواظبة عليها. ويشدد بريدل على ضرورة عدم التحميل الزائد على الجسم أثناء ممارسة الرياضة، خصوصاً للمبتدئين، كي لا تأتي ممارسة الرياضة بنتائج عكسية. كما يُوصى باستشارة الطبيب أولاً، كممارس عام أو اختصاصي طب رياضي، للتأكد من أن الجسم لائق لممارسة الرياضة، وأنه ليست هناك أي موانع طبية تحول دون القيام بذلك. الامارات اليوم