صحف / مقالات. أبوظبي في 10 مارس / وام / اهتم عدد من كتاب الصحف المحلية و مقالاتها الافتتاحية ب المنتدى العالمي " تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة " الذي افتتحه أمس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بمشاركة حوالي / 250 / عالما ومفكرا إسلاميا من مختلف أنحاء العالم الذي و يعد أول اجتماع من نوعه لمفكرين وعلماء مسلمين على المستوى العالمي لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تخالف القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وللتصدي لشرور الطائفية والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود. وأكدت صحيفة " الوطن " أنه إذا كانت العقائد الدينية الصحيحية والمعتقدات الكريمة تؤمن بالتسامح كقيمة إنسانية ودينية فإن الإسلام أفاض في معاني التسامح وضرب الأمثال وجعله واحدا من مكارم الأخلاق. وتحت عنوان " تسامح الإسلام " قالت إن الإسلام جاء ليرشد البشرية إلى طريق الخير والإيمان حاملا لواء الدعوة بالحسنى مخاطبا العقل والقلب والضمير والأفئدة بما هو خير للإنسان والبشرية والحياة.. ليس مقتصرا على ملة أو مجتمع أو دولة إنما كان خطابه للعالمين أجمعين يحثهم على التآخي والتعارف والتكامل والتوادد. وأشارت إلى آيات القرآن التي تحث في مضمونها الفرد على التمسك بالإحسان والتسامح والأخوة كثيرة وواضحة البيان والمعنى لا تحتاج إلى اجتهاد مجتهدين أو تأويل متأولين.. منوهة بأن الأصل في الإسلام هو التسامح وفروعه كثيرة وغنية بالمعاني تدخل كلها في بناء علاقات وطيدة مبنية على الثقة والاحترام والتقدير والتعاطف الإنساني وعمل الخير وترك التعصب والتطرف والتباغض والعداء والخصام. وأكدت أن دولة الإمارات العربية المتحدة ظلت ملتزمة بهذه القواعد والأسس الدينية والحضارية التي تعزز وشائج الترابط الإنساني وتعمق التعاون والتضامن والتكاتف .. مشيرة إلى أن الإمارات بنت رؤيتها متصالحة مع نفسها ومع الإنسانية باعتبار أن التسامح شعور عميق بالرحمة والتعاطف والتناصر مع الحق أينما ووقتما كان. وأضافت لذلك جاءت الدعوة إلى التفاكر العالمي حول السلم في عالمنا العربي والإسلامي للنظر في الدواعي والأسباب التي جعلت العديد من الدول تسقط في مستنقع الحروب والصراعات المدمرة والمشروعات المخربة التي مزقت دولا وأضعفت أمما.. مشددة على أن العودة إلى التسامح هو الطريق نحو بناء علاقات إنسانية . وقالت " الوطن " أن الإمارات تدعو اليوم من خلال المنتدى العالمي " تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة " إلى العودة إلى أصل الدين الحنيف المسالم والمتسامح وتطهير عقول خربتها الجماعات المتطرفة من شوائب كثيرة علقت بها.. منوهة بأن هذا جهد العلماء والمفكرين والدعاة والفقهاء والمعلمين وكل صاحب قلم وعلم ومعرفة عميقة وصحيحة بالإسلام. وفي مقال آخر قالت صحيفة " الوطن " إنه جاء في لسان العرب لابن منظور أن السلم يرادفه في كلام العرب الصلح والبراءة وكل معانيه ترتبط بقيم الخير والجمال فالسلام اسم من أسماء الذات الإلهية واسم من أسماء الجنة ومن أنواع الشجر الذي هو رمز للخير. وتحت عنوان " دور العلماء في التنوير وإخماد الفتنة " أضافت أن دولة الإمارات اهتمت بنشر هذه القيم وترسيخها في المجتمع الإماراتي والمجتمعات الخليجية وفي مختلف أصقاع العالم عبر النموذج الذي تقدمه إلى البشرية في التصرفات والسياسات والعلاقات والدعوات والنصائح. وأشارت إلى أن من يتمعن مليا في سياسات الدولة يرى بوضوح ذلك المنهج الحكيم الذي رسخته القيادة الحكيمة في مختلف مراحل البناء الوطني وهذا المنهج يؤكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في كلمته خلال افتتاحه أعمال المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" عندما قال "إن الشريعة الإسلامية السمحاء نزلت بمقاصد سامية و قيم راقية من أعلاها وأهمها تعزيز السلم وحفظ الأنفس وصون الدماء وإفشاء السلام.. وأن الدين الحنيف جاء لجمع الكلمة وإشاعة المحبة وبث روح الوئام بين الناس على اختلاف دياناتهم وتنوع عقائدهم". وأوضحت أن بعض النفوس المريضة حاولت بالغلو والتطرف والتعصب أن تجعل الحرب هي الأساس منجرفة وراء تفسيراتها المبتسرة لمعنى عظيم للجهاد وهو ما حولها إلى جماعات إرهابية ومنظمات تعشق الدم وتتقن القتل .. منوهة بأن سموه أرجع أسباب الحروب الدائرة الآن والفوضى المتفشية في عالمنا العربي والإسلامي إلى " غياب صوت العقل وانحسار مبدأ الاختلاف ". وشددت على ضرورة معالجة هذا الخلل بعودة علماء الدين الحقيقيين المشهود لهم بالعلم والفضل والوعي بمقتضيات العصر وتغيرات الزمان ليكونوا في الواجهة حتى لا تترك الساحة للجهل يعبث بمصائر الأمم وحقيقة الدين وقيم المجتمعات من أجل مصالح ذاتية أو إنجرارا وراء مخططات لتقسيم الأمة وإضعاف قواها وضعضعة أركانها من أجل مشروعات وهمية وأهداف مختلة. وقالت " الوطن " في ختام مقالها الافتتاحي إن دور العلماء واضح نوه إليه سموه بمخاطبة العلماء عندما أكد أن " العلماء يحملون أمانة التنوير والتبصير لذلك فإننا نقدر دوركم التاريخي في إخماد نيران الفتنة وتقريب وجهات النظر وإنارة العقول وتأليف القلوب على مبدأ السلم". من جانبه قال الكاتب علي العمودي في مقال له نشرته صحيفة " الاتحاد " اليوم إن عاصمتنا الحبيبة أبوظبي تنير أضواء حشد من علماء الدين ومفكري الأمة الإسلامية الذين تنادوا من الأصقاع كافة للمشاركة في منتدى " تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية " الذي تختتم أعماله اليوم. وتحت عنوان " من عاصمة النور.. والسلام " أضاف العمودي أن حشد من العلماء والمفكرين قال عنهمسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية راعي المنتدى إنهم " من أولي العلم والفضل ممن يؤتى إليهم ولا يأتي " قدموا لغاية نبيلة جليلة في لحظة مفصلية من تاريخ الأمة التقطتها الإمارات بحرص ونبل وقلق لتعيد لدين الحق بهاءه ورونقه ورفعته وعظمته بعد أن قام نفر من المحسوبين على هذه الأمة بسلب واحد من أهم قيم الإسلام وجوهر الرسالة العظيمة لمحمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام وهي قيمة السلم والسلام الذي هو من أسماء الخالق جل وعلا رافع السماوات وباسط الأرض. وأوضح أن غاية المنتدى هي البحث عن السلم الذي قال فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدى رئيس لجنته العلمية إن " البحث عن السلم حق بل هو أحق في كثير من الأحوال من الحقوق الحقيقية أو المزعومة". وأشار إلى أنه في مقدمة " تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة " التصدي لفوضى الفتاوى واستباحة وهدر دم الإنسان وتزيين ممارسات النسف والتدمير والدعوات إلى جهاد مزعوم تحركه الأهواء والمصالح والخروج على ولي الأمر وتشويه قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما يجري اليوم من قبل جماعات تستغل الدين القيم باستباحة المنابر والمنصات وأثير الفضاءات. وأكد الكاتب أن الإمارات التي كانت سباقة دوما في استشراف الحاجة الملحة للسلام والأمن والأمان في عالمنا الإسلامي والمعمورة قاطبة كانت لها في هذا الشأن مبادراتها الطيبة طيبة وأصالة النهج الذي قامت عليه لتكريس قيم السلام والعدل.. منوهة بتجربتها الناجعة في استضافة المركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف " هداية " عام 2012 تجسيدا لرؤيتها الواسعة في محاربة الإرهاب والتصدي له ولتوابعه وأبعاده المختلفة. وأضاف أن ها هي اليوم تحتضن هذه المبادرة الجليلة لتؤسس لمرجعية لخدمة الإسلام والمسلمين وتنقية دين الحق مما لحق به من ضرر فادح على يد جماعات خرجت عن خطه القويم وجعلته مطية لأفكارها وتوجهاتها المريضة. وقال العمودي في ختام مقاله إنها رسالة مضيئة من بقعة مضيئة وتجربة مضيئة تقدمها الإمارات للعالم قاطبة لوقف الحروب العبثية وإنهاء " لعبة الدمار والفناء "ودعاوى الاحتراب نحو عالم تضيئه سماحة وسلام الإسلام. من جهته قال الكاتب عبدالله السويجي في مقاله في صحيفة " الخليج " يواصل العلماء المشاركون في منتدى " تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة " اليوم بحث المحاور للخروج بتصورات وقرارات تسهم في نزع فتيل التطرف الذي يجتاح المجتمعات الإسلامية ويهدد بانفجارها . وتحت عنوان " مواجهة الإيديولوجية المتطرفة "أوضح السويحي أن المنتدى مساهمة جليلة من دولة الإمارات لمواجهة العنف غير المبرر الذي تنتهجه الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تريد العودة بالمجتمعات إلى عصور الفتنة والطائفية والمذهبية وتتركه نهبا للفوضى والتناحر كما يحدث حاليا في سوريا من نزاعات بين الجماعات الإسلامية المسلحة تشحنها فتاوى التكفير لبعضهم بعضا ما يؤذن بالمزيد من هدر دماء المسلمين لتحقيق أغراض بعيدة عن روح الإسلام السامية . وأضاف أن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قال في تصريحات نشرت الشهر الماضي "إن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة دعوة صادقة من أجل النقاش الجاد والبحث عن حلول لما تواجهه الأمة من مشاكل مستمرة وصلت إلى درجة غاية في الخطورة يدفعها فكر متطرف لا يراعي حرمة الدماء ومواجهة ذلك لا تتم إلا بفكر معتدل من خلال التعاون مع علماء المسلمين ومفكريهم وحكمائهم ليكون المنتدى نقطة الانطلاق لتضافر الجهود وتدارك تفاقم الأوضاع وحصار الأفكار المظلمة" وكشف أن "هذا المنتدى سيكون خطوة أولى من جملة خطوات مقبلة ستقوم بها دولة الإمارات لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في المنطقة خاصة والعالم عامة". وقال الكاتب إن سموه قال في تصريحات أخرى نشرت في السادس من مارس الحالي " إنه ومن خلال الدراسات الإسلامية السليمة والمبنية على مبادئ وقيم صحيحة متعارف عليها سيبين أن الإيديولوجيات المتطرفة أشعلت الصراع الطائفي وتسببت في تصاعد الإرهاب والتحريض المتزايد على العنف كما تسببت في استقطاب العالم الإسلامي وزعزعت الاستقرار فيه وشوهت صورة الإسلام" . وأشار إلى أن هناك اتفاق عالمي على أن التطرف وصل إلى مرحلة الاستفحال وبات يهدد سلم المجتمعات العربية والأجنبية نظرا لعودة المتطرفين إلى بلادهم أو أماكن إقامتهم وإعلانهم تهديدات للقيام بعمليات تخريبية تستهدف المواقع الحساسة والتجمعات البشرية فأطلقت دول عربية وأجنبية تصريحات واتخذت مواقف بشأن هؤلاء فمنها من هدد بسجن المتورطين ومنها من هدد بسحب الجنسيات . وأكد السويحي أن مواجهة الإرهاب والتطرف يمكن أن تكون بالتصريحات والمؤتمرات والمنتديات وترسيخ الفكر الداعي إلى محاربة التشدد وتشجيع الوسطية واحترام ثقافات ومعتقدات الآخرين لكنها ليست كافية بل لا بد من تجفيف منابع التمويل وتصدير الأسلحة وملاحقة المتورطين في تجنيد الأشخاص للقتال في سوريا وغير سوريا. وطالب وسائل الإعلام بتحمل مسؤولياتها بجدية وأن تنضم إلى جهود مواجهة الفكر التكفيري من خلال تكثيف البرامج المبنية على المنطق وأن تسلط الضوء على قيم التعايش والتسامح والابتعاد عن الترويج للتفاهة . وشدد على ضرورة إعادة هيكلة الأفكار والاستراتيجيات وتحديد أولويات جديدة تختلف اختلافا كبيرا عما يبثه العديد من الفضائيات وإعادة النظر بالفضائيات المتطرفة التي تنتشر بكثرة ولا ضرر من إقفالها ومحاسبتها بتهمة تهديد السلم المجتمعي لما تبثه من أفكار تشحن البسطاء وتؤلبهم على إخوتهم في الدين والوطن واللغة . وأكدت السويحي في ختام مقاله أن المنتدى خطوة أولى ستتبعها خطوات ومن الضروري ترجمة القرارات والتوصيات إلى واقع ملموس لأن التطرف أصبح واقعا ولم يعد مجرد فكر يتحرك في الخفاء بل انتقل من السر إلى العلن يحمل سلاحا فتاكا وخطره أصبح أشد وأكبر في هذه المرحلة وأكثر من أية مرحلة أخرى . خلا / دن / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/دن/ز ا وكالة الانباء الاماراتية