الدوحة - الراية: كشف عدد من الأطباء السوريين عن تعمّد النظام السوري قصف المستشفيات ومراكز الإغاثة الطبية، واستهداف الطواقم الطبية خلال تقديم الخدمات الطبية للمصابين. وأكدوا خلال ندوة نظمتها مؤسسة عيد بن محمد آل ثاني الخيرية بعنوان "الوضع الطبي السوري في الداخل"، تفاقم الأزمة الإنسانية بعد 3 سنوات من اندلاع الثورة السورية، ليصل عدد اللاجئين لدول الجوار السوري إلى 3 ملايين لاجئ، مقابل 7 ملايين نازح. وأكد د. سعد السعيد رئيس المكتب الطبي لهيئة الشام الإسلامية أن مستشفى الإحسان الذي يغطي 70 % من احتياجات الغوطة الشرقية والذي تتولى عيد الخيرية ميزانيته التشغيلية تم قصفه 3 مرات حتى صار غير صالح لاستقبال المرضى، لافتًا إلى أنه كان يضم عمليات جراحية وغسيل كلى وأشعة ومستودعًا طبيًا وقسمًا إداريًا وتعليميًا. وأشار إلى أن قدرة مستشفى الإحسان كانت عالية حيث استوعب في شهر واحد قرابة 2000 حالة خطيرة، منهم أطفال دون ال14 من عمرهم. وأشار إلى أن المؤسسة تركز جهودها في 9 مجالات منها تأسيس المستشفيات وتشغيلها سواء كانت ميدانية أو مستشفيات عادية، وقامت بمشروع تمويل سيارات الإسعاف، بالإضافة لدعم الكوادر الطبية، وتمويل صناديق الجرحى والأمراض المزمنة، والمستودعات الطبية والحقائب الطبية ومراكز العلاج من الكيماوي. وأكد أن العمل سيستمر في كافة الأراضي السورية وعلى مخيمات اللاجئين والنازحين، داعيًا لرعاية الأطباء السوريين الذين تستهدفهم نيران القصف ورصاص القناصة فضلاً عن العاملين في القطاع الطبي الذين يتعرّضون للموت والمرض ولا يجدون الرعاية والدخل الذي يساعدهم على تلبية احتياجات أسرهم الأساسية. شارك في الندوة عدد من الأطباء السوريين في قطر مشاركين من جهات أخرى من الخارج وناقشت الأوضاع السورية الكارثية في الداخل وما يعانيه المرضى والجرحى من نقص للكوادر البشرية وللدعم اللوجيستي من أدوية وأدوات طبية. مشاريع إغاثية وكشف السيد علي خالد الهاجري رئيس إدارة المشاريع بمؤسسة عيد بن محمد آل ثاني الخيرية عن تقديم المؤسسة 141 مليون ريال لتنفيذ في مشاريع إغاثية متنوعة للنازحين السوريين داخل وخارج سوريا . وأشار إلى أن حملة (القلوب الدافئة 3) التي أطلقتها المؤسسة الشهر الماضي تكلفت 7 ملايين ريال، لافتًا إلى تواصل الحملات الإغاثية للتخفيف من معاناة الشعب السوري. وأشار خلال ندوة نظمتها المؤسسة إلى إطلاق المؤسسة حملة "حياة الطبية " لدعم المشافي الميدانية، حيث دعمت الكوادر الطبية والمشافي الميدانية ووفرت سيارات الإسعاف والحقائب الطبية ومشاريع استراتيجية كمشروع مستودعات الأدوية ومشروع تصنيع الشاش الطبي وذلك للمناطق المحاصرة واستفاد من هذه الجهود أكثر من 200 ألف مريض، بتكلفة قاربت 55 مليون ريال. وشدّد على ضرورة التنسيق بين الجهات العاملة في الداخل والجهات المانحة من الخارج لضمان أن تغطي المساعدات بصفة عامة والطبية بصفة خاصة كل المناطق السورية، إما بتوفير الأطباء أو المستشفيات أو الأدوية أو ما يلزم من أمور إسعاف وطوارئ. أزمة كارثية وأكد سعادة السيد نزار الحراكي السفير السوري في الدوحة أن الأزمة الحقيقية والكارثية تحتاج إلى دعم جميع السوريين في الخارج للتقليل من معاناة إخواننا التي لا توصف في الداخل، وأضاف أن القضية الطبية بحاجة إلى تكاتف الجميع لأهميتها، وخاصة في المناطق المحرّرة؛ بسبب قلة الإمكانيات هناك، وأشاد بالرابطة الطبية التي تأتي في ظروف صعبة، وذكر أنه يشد على أيدي جميع الأطباء المؤسسين والمشاركين فيها؛ لتقديم يد المساعدة لجميع السوريين في الداخل. تعقيدات دولية ورحّب د. مأمون مبيض رئيس الرابطة الطبية للمغتربين السوريين في قطر الدكتور مأمون مبيض بالأطباء المشاركين مؤكدًا أهمية التلاقي من أجل مواجهة الحقائق من أرض الميدان وأن اجتماعهم ينطلق في الأساس من كونهم أطباء يحملون همّ إيصال الخدمة الطبية لكل مريض محتاج وكل مصاب وجريح وأكد على أهمية تقديم كل سبل المساعدة لهم . وأكد د. حسان مغربية عضو الرابطة الطبية بالسعودية أن الجهود العربية متنوعة لوضع حل لأزمة التي تشعّبت في الفترة الحالية؛ بسبب التعقيدات الدولية ونحاول في الرابطة تقديم الحلول الطبية وتأهيل الكوادر لنزول مباشرة إلى الميدان العملي، وتقديم المساعدات الطبية العاجلة، وأضاف أن الرابطة تمر هذه الأيام بمرحلة شراكات فاعلة مع تنظيمات ومؤسسات دولية كثيرة . 100 حالة يوميًا وقال د. خليل حجازي طبيب ميداني وعضو اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية: إن المشكلة الحقيقية التي نواجهها اليوم هي نقص الكوادر البشرية التي تقوم عليها كل المشافي، مضيفًا إنه يصل بنا الأمر أحيانًا إلى الاستعانة بأشخاص ليسوا من أهل التخصص، بل تعليمهم متوسط، ونعطيهم دورات مكثفة ليقفوا مع الطبيب الجرّاح في غرفة العمليات، وأضاف أن الدعم اللوجيستي متوفر، ولكن شدّد على أهمية توافر الكادر الطبي المتخصص من أطباء وممرضين وأطباء تخدير خاصة بعد انهيار البنية الطبية في سوريا بعد الأزمة. وكشف د. حجازي أن الطبيب الواحد يقوم بالكشف على أكثر من 100 حالة يوميًا، وهذا رقم مهول، ويحتاج إلى جهد كبير، وتكاليف عالية، بالإضافة إلى الرعاية الصحية لكثير من الحالات التي تتطلب متابعات دائمة كمرضى السكر والقلب وحالات الغسيل الكلوي المستمرة. حصر المساعدات وتحدّث د. خالد الميلاجي منسق وحدة الدعم والتنسيق عن حجم المشاريع المنفذة في سوريا من مشاف ميدانية ومستشفيات ومشاريع بنوك الدم. وقال: ما نقوم به هو حصر المساعدات والأماكن بإحصائيات دقيقة واستبيانات لتتضح الصورة الكلية في النهاية للحاجات الكثيرة ومقدار المساعدات التي نريدها؛ لنوفرها للداخل السوري، كما أن محاولتنا للتنسيق مع كل الجهات الدولية والجمعيات تحت مظلة واحدة ستوفر علينا مجهودًا كبيرًا من الوقت والجهد. المنحة القطرية وأضاف: أن المنحة القطرية قد تسلمنا منها عدة دفعات، تم توزيعها على المحافظات المستهدفة، مشيرًا إلى أن حملة التلقيح التي كانت تكاليفها أيضًا من الدفعة القطرية لمساندة السوريين، قد استطعنا أن نقدّمها لمليون و200 ألف طفل سوري وهو مجهود طيب، وما زلنا مستمرين لتغطية أكبر مساحة ممكنة، وأكبر عدد من الأطفال. وأشار إلى مشروع الإنذار المبكر القائم على دراسة الحالات الطبية، وتقديم البحوث واستشعار الأخطار الطبية التي قد تتسبّب في كثير من الأوبئة كشلل الأطفال الذي تقدّم به المشروع لمنع حدوث كوارث صحية وبيئية في المستقبل خاصة بعد تعقد المشهد السياسي وظهور ملامح استمرار الأزمة لسنوات أخرى، ثم تم استعراض فيديو لحملة شلل الأطفال في الداخل السوري، والوقوف على مشاهد من قلب الميدان وللأماكن التي وصلت لها الحملة. ورشات طبية وعقدت مجموعة من الورشات لتقديم مشاريع جديدة ودراستها وآلية تشغيلها والارتقاء بالخدمات الصحية فيها، وتبني أحدها في الختام من قبل الرابطة الطبية للمغتربين السوريين في قطر، وختمت الندوة بكلمة للدكتور مأمون مبيض تناول فيها فكرة الرابطة، وكيف أنها بدأت بمساعدات بسيطة كانت عبارة عن شاش وبعض الأدوية، وكيف أنها اليوم جهة طبيّة دولية تقدّم الكوادر الطبية وتعمل على تقديم يد المساعدة لكثير من المرضى في الداخل السوري، وتم الاتفاق على دعم مشروع تصنيع أجهزة تثبيت عظمية للطرف العلوي والسفلي . جريدة الراية القطرية