تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدم السماح أبداً بتقسيم القدسالمحتلة، فيما أصيب أربعة مصلين بمواجهات في ساحات المسجد الأقصى بالقدس الشرقية بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية أغلقت الحرم القدسي، بينما يحيي الاسرائيليون ذكرى احتلالهم للمدينة المقدسة. في وقت دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية، أمس، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشرط الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، وتجميد الاستيطان ثلاثة أشهر. وبدأ الاحتفال، مساء أول من أمس، ب«يوم القدس» الذي يحتفل خلاله اليهود بما يطلقون عليه «توحيد» مدينة القدس، بعد ضم القدس الشرقية عقب حرب عام 1967، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. وقال نتنياهو في احتفال في الكنيست: «قبل 47 عاماً تم توحيد القدس، ولن يتم تقسيمها أبداً مرة أخرى». وأغلقت الشرطة الاسرائيلية المسجد الأقصى امام الزوار غير المسلمين، بعد قيام شبان فلسطينيين بإلقاء الحجارة على مجموعة من الزوار اليهود، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم الشرطة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة، لوبا السمري، ل«فرانس برس»، إن المسجد «سيبقى مغلقاً امام الزائرين (غير المسلمين) بسبب احتفالات يوم القدس». وأصيب أربعة مصلين في مواجهات جرت في ساحات الأقصى بالقدس الشرقية بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية استخدمت القنابل الصوتية والرصاص المطاطي. ونقلت وكالة (معا) المحلية عن شهود قولهم إن القوات الإسرائيلية حاصرت المصلين بالمسجد القبلي، ووضعت السلاسل الحديدية على بواباته، وأطلقت القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية نحو باب الجنائز بالمسجد القبلي. وأضافت أن مجموعات من المستوطنين اقتحمت ساحات المسجد الأقصى تحت حراسة شرطية مشددة، ومنعت حراسه من مرافقتهم، وقاموا بجولة في ساحات الأقصى باتجاه عكسي من باب المغاربة نحو باب السلسلة، وأكملوا جولتهم في المسجد. من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، أن الفلسطينيين لن يوافقوا على أي اتفاق سلام من دون القدس الشرقية. وقال في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن «الموقف الفلسطيني والعربي والدولي ينص على ان القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، ولن يكون هناك اتفاق دون هذه الحقيقة الثابتة». وأضاف رداً على تصريحات نتنياهو أن «القدس هي قلب الأمة، ولن نقوم أبداً بتجزئة قلبنا». إلى ذلك، دعا عباس أمام ما يقرب من 300 من نشطاء السلام الاسرائيليين في مكتبه برام الله، الحكومة الإسرائيلية للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقال: «نؤكد لكم أنه لا يوجد طريق آخر على الإطلاق إلا المفاوضات السلمية للوصول إلى سلام بين الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي». وأضاف «جربنا كل الامور في السابق ودفعنا أثماناً غالية نحن وأنتم ووصلنا إلى الحقيقة، لا يوجد طريق الا السلام». وأوضح عباس مطالبه للعودة إلى المفاوضات التي انهارت الشهر الماضي، بعد ما يقرب من تسعة أشهر من استئنافها برعاية أميركية. وقال: «نريد أن نعود إلى المفاوضات، ونحن نطالب بما يلي: أولاً، الاسرى يطلق سراحهم هذا اتفاق. ثانياً، ان نذهب إلى المفاوضات لتسعة أشهر، ونركز في الأشهر الثلاثة الأولى على الحدود». وأضاف «إذا أردنا أن نعود للمفاوضات لابد من وقف الاستيطان ثلاثة أشهر، بينما نحدد الحدود، ثم بعد ذلك نعرف أين هي أرضنا، وتعرف أين هي أرضك». وحذر من استمرار توقف المفاوضات. وتعهد عباس بمواصلة التنسيق الامني مع اسرائيل، على الرغم من دعوات فلسطينية من أحزاب وشخصيات متعددة تطالب بوقفه. وقال عباس إن «التنسيق الأمني مقدس، وسواء اختلفنا أو اتفقنا في السياسة سيستمر». الامارات اليوم