د. صدام: المجلس الانتقالي ساهم في تعزيز مكانة الجنوب على الساحة الدولية    سياسي جنوبي: أنهم ضد الاستقلال وليس ضد الانتقالي    الشرعية على رف الخيبة مقارنة بنشاط الحوثي    قوات دفاع شبوة تضبط مُرّوج لمادة الشبو المخدر في إحدى النقاط مدخل مدينة عتق    ضربة موجعة وقاتلة يوجهها أمير الكويت لتنظيم الإخوان في بلاده    لحوم العلماء ودماء المسلمين.. قراءة في وداع عالم دين وشيخ إسلام سياسي    أبرز المواد الدستورية التي أعلن أمير ⁧‫الكويت‬⁩ تعطيل العمل بها مع حل مجلس الأمة    مليشيت الحوثي تعلن فتح الطريق بين مارب والبيضاء من هذه الجهة    تعرف على نقاط القوة لدى مليشيا الحوثي أمام الشرعية ولمن تميل الكفة الآن؟    "صحتي تزداد سوءا".. البرلماني أحمد سيف حاشد يناشد بالسماح له للسفر للعلاج ودعوات لإنقاذ حياته وجماعة الحوثي تتجاهل    الحوثيون يتحركون بخطى ثابتة نحو حرب جديدة: تحشيد وتجنيد وتحصينات مكثفة تكشف نواياهم الخبيث    "حرمة الموتى خط أحمر: أهالي المخا يقفون بوجه محاولة سطو على مقبرة القديمي"    أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية    صباح (غداً ) السبت اختتام دورة المدربين وافتتاح البطولة بعد الظهر بالصالة الرياضية    الليغا .. سقوط جيرونا في فخ التعادل امام الافيس    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    البدر يلتقي الأمير فيصل بن الحسين وشقيق سلطان بروناي    25 ألف ريال ثمن حياة: مأساة المنصورة في عدن تهز المجتمع!    وثيقة" مجلس القضاء الاعلى يرفع الحصانة عن القاضي قطران بعد 40 يوما من اعتقاله.. فإلى ماذا استند معتقليه..؟    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    مبابي يودع PSG الفرنسي    عملية نوعية تكشف خيوط هجوم إرهابي في أبين والقبض على المتهمين    محاولة اختطاف فاشلة لسفينة شرقي مدينة عدن مميز    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    السلطات المحلية بالحديدة تطالب بتشكيل بعثة أممية للإطلاع على انتهاكات الحوثيين مميز    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    بسمة ربانية تغادرنا    جماعة الحوثي تعلن ايقاف التعامل مع ثاني شركة للصرافة بصنعاء    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    أبوظبي اكستريم تعلن عن طرح تذاكر النسخة الرابعة التي ستقام في باريس 18 مايو الجاري    ثلاث محافظات يمنية على موعد مع الظلام الدامس.. وتهديد بقطع الكهرباء عنها    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    جزار يرتكب جريمة مروعة بحق مواطن في عدن صباح اليوم    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجندة الحوثي وأجندة الصراعات داخلياً وخارجياً!
نشر في الجمهور يوم 06 - 11 - 2009

بالتأكيد فالحالة أو المسألة الحوثية أخذت أكثر من استحقاقها كعنوان فرض نفسه أو فرضته الظروف والتطورات وهو "الحوثية"، ولكنها في الواقع قضية متراكم ومتشابك وشائك بالتعقيدات.. إنها كقضية داخل قضايا أو ذات صلة أو اتصال وتداخل بكل القضايا.
نستطيع القول بان النظام في صنعاء بات في وضع يداري مراكز القوى بما لا يجعله يستطيع إدارة القضايا، والرئيس الحمدي استخدم ترهيب الإعلام والدعائية أكثر مما مارس واقعياً إدارة الواقع أو إدارة قضايا الواقع، فلو أنه مارس أفعالاً وتفعيلاً إدارة الواقع ومن ثم إدارة قضاياه لما كان سهلاً تصفيته وإنهاء حياته، والصورة أوضح في حالة "الغشمي" الذي صفي في أقصر فترة نتيجة وضعه ووعيه وخياراته في إدارة الصراعات.
النظام في صنعاء ظل إما في وضع مداراة الصراعات أو انتقل إلى مستوى يسير أو قليل من إدارتها حتى تحقق الوحدة 1990م.
النظام في عدن الذي أخمد الصراعات بالقوة وبقمع وتصفية كل أطراف تناوئه أو تغايره أو حتى لا تتفق مع كل خياراته وأفعاله، بما مثل قمعاً عاماً معمماً لمسه العامة، لكن بانهيار الشيوعية كان الصعب استمرار القمع أو الاستمرار بالقمع.. وكون الدخول للوحدة جاء من البوابة الديمقراطية فهذه البوابة باتت بوابة فوضى الخروج الجامح من وضع القمع، غير أن النظام الذي مارس وكرس القمع هو مع الديمقراطية كفوضى يرحل المترتبات كعمل واستعمال سياسي على النظام شريك الوحدة، ومن يسترجع ماعرفت بالفترة الانتقالية يجدها تعج بمفردات التعبئة والاستعمال لهذا الخطاب.
الطبيعي أنه لا يستطاع مواجهة مشاكل في الواقع أو إدارة مشاكل الواقع إلا إذا اندمج المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي في حزب واحد وصولاً إلى واحدية النظام.
الطبيعي ايضا ما يصبح واقعياً من ربط صراعات الداخل بالخارج في ربط الصراعات في واقع النظام بصنعاء بالقاهرة أو الرياض والصراعات في واقع النظام في عدن بموسكو.. والسعودية مثلا لو لم تكن راضية عن الاتفاق بين الملكيين والجمهوريين ما وقع أو نفذ، ولو لم تكن راضية عن تطبيقه في عهد الرئيس عبدالرحمن الإرياني لحركت الطرف الملكي في الاتفاق لخرقه وحرقه، إذا طورت توغلها في صراعات الداخل لتقصي رئيس بشكل غير مباشر أو تصفى حياته فهي لا تحتاج لاستخدام ورقة العمالة وطردها كما تم لاحقاً، فمثل هذه الورقة يلجأ إليها عند العجز عن الاستعمالات الأكثر مباشرة والأكثر إيلاماً والأسرع نتيجة.. وكون هذا حدث عام تحقق الوحدة 1990م فذلك يؤكد أن الرئيس علي عبدالله صالح طور قدراته داخلياً في إدارة الصراعات أكثر من مداراتها، وذلك ينقله تلقائيا إلى إدارة العلاقات بالخارج وليس أن يظل بين نقاط وأماكن تدار من عاصمة أقليمية أو عالمية.
عندما يصبح القمع اضطراريا من أجل انفراد بنظام أو حاجية حيوية وحاجية حياة نظام، يصبح القفز على الحد الأدنى من وعي وطن وثوابته حاجية من هذا النوع للوصول إلى نظام أو استعادة نظام، ومثلما الإمام الذي ظل على عداء مع السعودية منذ حرب 1934م لم يسع لتطوير إيجابي في العلاقات والوصول إلى مستوى من التعاون من أجل الوطن، ولكن من أجل استعادة حكم والحرب ضد الثورة سار في تحالف أو ارتهان مصيري مع السعودية، فكذلك الاشتراكي الذي لم يرفع طرف في المنطقة العداء ضد السعودية بمستواه لم يتقارب من أجل الوطن، بل إن مستوى من التقارب مع دول الخليج وبناء فندق عدن بين أهم عوامل استهداف الرئيس علي ناصر محمد والوصول بنجاته إلى إقصائه ونفيه بعد حرب 1994م، ولكنه بعد الوحدة سار عبر قيادات التأثير إلى مستوى من الارتهان كما الإماميين ومن أجل الحرب ضد الوحدة كما الحرب ضد الثورة.
إذاً فهذه الصراعات في الواقع أو ارتباطها بالواقع أو انعكاساتها بالواقع تجعل أي نظام واعٍ يمارس إداراة ومداراة الصراعات حسب الأهمية والأولوية، وقبل الاتفاق الحدودي مع السعودية وأحداث سبتمبر 2001م كان يصعب على النظام استعمال الحسم أو إعلاء سقفه في إدارة مستوى من الصراعات أو مواجهتها، ولنا التأمل في المسافة بين إصدار قانون توحيد التعليم أو إلغاء "التمزيق" حتى تنفيذه في الواقع.
في مستوى مرتفع من الثقافة النخبوية والعامة فهم لا يرون غير الحسم والمواجهة المباشرة لتحرير جزر حنيش أو الحسم في أيام للحالة الحوثية، وحين السير في تجريب خيار آخر كما الحل السلمي لحالة حنيش أو تجريب واستنفاذ الوسائل السلمية، يصبح عدم الحسم حجة تقدم ضعف النظام وعجزه أو تهاونه وانهياره.
إذا ظل ما يمارس هو المواجهات المباشرة والفورية وتنفيذ الحسم السريع والعقوبات القصوى، فذلك ما سيفضي إلى إعادة تكريس القمع بوعي أو بدونه.
صنعاء التي دعمت ثوريتها من طرف أقليمي لم تستطع السيطرة على المساحة الموروثة من النظام الإمامي، وفرض سيطرتها عليه وبالتالي فإنه واقعياً لم يكن المد ضد الرجعية أو يهددها بقدر ما كان مداً عكسياً ضد الثورة مثل مستوى من التهديد بإجهاضها.
عدن التي دعمت ثوريتها الشيوعية من طرف دولي "السوفيت"، قمعت الواقع وسيطرت عليه ومن ثم انتقلت إلى حروب توحيد اليمن شيوعيا بالقوة، وبالرغم ما عرف من جبهة تحرير ظفار أو حركات تحرير الجزيرة والخليج، فإنه سرعان ما بلور الصراع الأقليمي والعالمي سقفاً لصراعات النظام في عدن خارجه لتصبح حروب التوحيد شيوعياً بالقوة غطاءً على أخطاء الشيوعية في الواقع وآلية استمرار معنوي وتعبوي للتثوير شيوعياً في ظل واقع الأخطاء وما يضاف شيوعيا من نوعية خطايا في هذا الواقع.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مارست بريطانيا وفرنسا ماعرف باتفاق سايكس بيكو، ومثل العدوان الثلاثي على مصر بمشاركة إسرائيل تشبث بريطانيا وفرنسا بوضعهما كقوى دولية، وإن مؤشر القلق وراء واحدية أو توحد في مثل هذه المحطة، والولايات المتحدة تدخلت لوقف العدوان إعلاناً لاستحقاقها أو وزنها واستحقاق مصالحها وليس من أجل العرب أو مصر.
ما جرى منذ ذلك الوقت حتى انهيار الشيوعية من قبل الولايات المتحدة والسوفيت، هو إدارة صراعات "القوتان الأعظم تتصارع بصراعات أو من خلال صراعات".
طبيعة خيار السوفيت وواقع العالم أو واقع كل بلد جعل سقف السوفيت انتصار الشيوعية وليس نجاحها، فالسوفيت حين دعموا الصومال سيطر على أوجادين، وحين مجيء نظام شيوعي في أثيوبيا دعموه واستعاد أوجادين، وبالتالي لم يكن لديهم قدرة ولا إرادة وإدارة لإنجاح الشيوعية في اليمن، فيما الولايات المتحدة لم تهتم بمقاييس سياسية أو أيديولوجية تفصلها وتصدرها بقدر أولويات استراتيجية أو أهمية من استراتيجيتها "ترتيب للحلفاء وللأهمية والاهتمامات"، فهي تدعم السعودية ولا تشترط انفتاحاً حتى بمستوى الكويت، وتدعم كوريا الجنوبية وتدعم استيلاء اندونيسيا على جزر تيمور الشرقية للحيلولة دون قيام نظام شيوعي كانت حركة ثورية قريبة منه وهكذا.
فكلا الطرفين المتصارعين بقدر ما احتكما لواقع الصراعات عالميا راهنا أو ارتهنا لمعطى التطورات في تلقائية وحاصل صراعاتهما من معطى متراكم التطوير أو التطور، وهذا أهم عامل لفشل وإخفاق السوفيت الذي كان استنزاف وإنهاك أفغانستان حلقة مكملة.
إذا عدنا لما بدأنا من حيث انتهى "البيض" الرئيس من محطة أحداث 1986م عدن حتى تحقق الوحدة، ثم نائب الرئيس حتى حرب 1994م وصاحب قرار الانفصال، ثم الصامت في الخارج لعقد ونصف، ثم العائد لواجهة الأحداث كمعارض يطالب بعودة واستعادة الانفصال وليس بعودة استعادة الشيوعية.
لقد سئل من فرضية تنافسه والرئيس علي عبدالله صالح في انتخابات شعبية فرد بالتشكيك في النزاهة، فأعيدت صياغة السؤال: وبافتراض رقابة دولية وإشراف دولي ونزاهة مضمونة وأكيدة، فهل سيرشح لمنافسة علي عبدالله صالح؟.. فماذا رد البيض؟!.. لقد رد بتعليل الوعي العام بتخلفه أو عدم أهليته.
البيض الذي وقع على اتفاق الوحدة اختزل وضعه ووعيه في قضية الديمقراطية التي اقترنت بالوحدة،فانتقاله من الارتكاز على غياب النزاهة إلى مرتكز ضعف الوعي أو تخلفه أو عدم أهليته يجسد مشكلة لديه في الفهم أو التفكير أو الوعي.
مشكلة هؤلاء أنهم لا يستطيعون المقاربة الإيجابية إزاء خلافات أقطاب الاشتراك، ولا يستطيعون الاقتراب الكريم المتوازن مع طرف خارجي أكان شيوعياً أو رجعياً أو امبريالياً، وبالتالي فهم عبء ومشكلة على أي آخر حين ينسبون أو يحسبون عليه.
كيف تحاربون لتوحيد اليمن شيوعياً وأنهار الدماء تجري لحروب وصراعات الشيوعيين مع بعضهم، في الوقت الذي لم تجف أنهار دماء حروب توحيد اليمن شيوعياً.. كان أبناء المنطقة من الإسلاميين يطبقون على النظام الشيوعي في أفغانستان بل ويقتربون من إلحاق الهزيمة بثقل الشيوعية "السوفيت" فأي وعي أو واقعية لديكم أو يحسب لكم؟!.
أي طرف يشترط ماهو أقرب للاستحالة واقعياً كان الشيوعية أو عودة الإمامة، ومهما حقق من انتصار فهو أصلا اختار وضع ووعي انتحار حتى وإن لم يكن يعي بذلك.. حيث ما يفرضه الواقع ويصير فيه نظام كتصعيد أو تدرج الانتقال بين مداراة الصراعات ومدارتها وإدارتها ومواجهتها بتدرجية محسوبة وواعية، فالمهم لا يصبح وقت وزمن النقلة أو المواجهة وإنما "توقيتها".
إذا الإسلاميون كأطراف وتطرفات منهم رضوا في فترة استثنائية السيطرة على التعليم فهي استثنائية فترة أو مرحلية، وإذا الحوثي فرض في ظرف آخر استثنائياً جباية الزكاة وانتزاع سلطات من وفي أية منطقة أو قرية، فتلك استثنائية الإصلاح كحزب سياسي مشروع وله وعي أعلى يستطيع الإلمام بالحسابات الأبعد والأبعاد فهو في الأخير لم يتشدد إلى درجة الرفض المطلق والأكيد لإدماج التعليم أو إعادة توحيده بما يعنيه خيار أو قرار كهذا بتبعات عليه وبحساباته أو وعيه كطرف.
الحوثي لم تكن له مشروعية حزب سياسي أو غطاء سياسي ومسألة انتمائه لحزب الحق أو أفعال وتفعيل الحزب لم توصل للرأي العام والوعي العام ما يرسخ أنه يستمد مشروعيته من هذا الحزب أو أن حزب الحق هو غطاؤه السياسي.
لو شنت حروب توحيد اليمن بالقوة على أساس استهداف الخيار الشيوعي كإلحاد كما أفغانستان، فذلك قد يبرر قياساً بحروب المناطق الوسطى بأي استجابات في الواقع أو وعيه وثقافته وبالتطورات المحتملة، ومع ذلك يستغرب أن أثقال المنطقة التي كانت ثقل مرور وتمرير الجهاد ضد الإلحاد في أفغانستان لم تمارس حين حروب توحيد اليمن شيوعيا بالقوة الشعار الذي مارسته لاحقاً، وحين حرب الدفاع عن الوحدة والانتصار لوحدة لها كامل المشروعية.
المسألة بساطة وفيها سذاجة وتسذيج فبقدر ما البعض يستطيع بشعارات استنفار وتأجيج وتهييج حين مد قومي أو شيوعي ضد الرجعية والامبريالية، وحين المد المعاكس "جهاد ضد الإلحاد"، ومثل هذا تكثر المعارضات في اليمن استعماله ضد النظام فإن شعار "الوحدة لا تفرض بالقوة" جاء من حالة التعامل مع غزو الكويت في ظل متغير الصراعات العالمية.
فالبيض بتاريخه في حياة وصراعات الاشتراكي لم يعد يرى حاجية للحزب ولا للأحزاب وكان من أنصار حروب التوحيد بالقوة، ثم صار إلى خيار الوحدة السلمية الديمقراطية ووقع على اتفاقها كطرف ورأس نظام ثم هاهو تكتشف أنه حتى في أنزه انتخابات يمنية على مستوى الكون لا جدوى منها، كون المشكلة هي في تخلف وعي الشعب وإذاً فالمشكلة لا حل لها إلا فيما يراه البيض "انفصالاً" أو الحوثي" حقاً إلهياً" كزواجة استثنائية للبيض لا يطبق عليها ما يطبق على آخرين "ملكي" أو زواجة كاثوليكية إمامية إسلامية "ملكية" للحوثي وكل يغني على ليلاه ويتغنى بالوطن.
الصراعات لا تخرج حلولها وحلحلتها عن أحد وجهين بقدر كثافة واتساع أو محدودية ورقعة الاستعمال للقوة، فالوحدة الأمريكية لم تفرض بالقوة ولكن القوة استعملت لمنع تجاوز الخطوط الحمراء فصارت بين حزمة أدوات الإقناع والاقتناع بالوحدة الأمريكية.
إذا البيض ذهب إلى البيت الأبيض وطرح عن توجهاته والاشتراكي مع ديمقراطية غربية خالص ومع حقوق الإنسان والمرأة وضد الإرهاب، فسيرد عليه بالثناء بل ربما الامتنان للسير في مثل هذا.
الرجل قد يفكر أنه بات رجل البيت الأبيض كما كان رجل الكرملين، ويبدأ من باريس تصريحاته الرنانة ثم يأتي للاعتكاف الأكثر تشدداً وفي المنطقة قد يوجد من يفكر بكون الربط الدعائي الإعلامي بصدام والموقف من غزو الكويت ربطاً بأداء الأشطل ورفع شعار "الوحدة لا تفرض بالقوة" وهو ما استعمل بعد غزو الكويت غير ما لوك وفبرك تجاه الإرهاب سيجر الولايات المتحدة كتابع لخيار صراع أقليمي أو داخلي، وكل هذا يقدم سذاجة عمل سياسي أو لعبة سياسية وسذاجة وعي أكثر مما ينجح في تسذيج الوعي.
الذين ساروا أو انساقوا واندفعوا داخليا إلى جهود تثبيت تهمة "إيواء اليمن للإرهاب" كأطراف داخلية وخارجية لا بد أنهم يعون ماذا تعني صعدة وماذا تعني الحرب في صعدة؟!
لنا تصور "الحوثي" في وضع علاقة مع النظام بمستوى علاقته بالمشترك الذي أعلن مؤخرا موافقته على مبادرته – أي المشترك- وهو يرفع مجرد شعاره "الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل" ولنا تصور الحملات الإعلامية غير تقارير تتعمق في الخيال أكثر من التعمق واقعياً لتوليف وتأليف حقائق إدانة الآخر وبهدف إقصائه.
الحوثي حين اشتدت عليه ضربات نوعية وواعية من الجيش تراجع إلى سقف مبادرة المشترك كتكتيك صراع له أو في إطار مشترك التكتيكات، وفي كل الأحوال فإن ما اضطرت إليه الأنظمة المتعاقبة في صنعاء منذ الصلح مع الملكيين وما خلفه فرض نظام شمولي شيوعي بعد انهيار الشيوعي وتحقق الوحدة خلفت صراعات متراكمة، تستفيد منها أي صراعات تتجدد أو تحاول تجديد القديم أو مجاراة الجديد، وحيث تطورنا السياسي تطور من عنوان الشراكة إلى المشترك فالصراعات هي شراكة أو مشترك.
الفضلي والحوثي هما عنوانان لشراكة ومشترك داخلياً وخارجياً وحاجية إيران للحوثي أو الحوثي لإيران هي حاجية صراع تحتوي وتلتوي في آن واحد.
إذا النظام – كما اعتقد لديه أجندة لمتراكم وقائم وجريان ومجاري الصراعات في اليمن، وربما يحاول واقعيا من خلال مباشرة وغير مباشرة الإمساك بزمام المبادرة في مواجهته، فالأثقال المعارضة تحت سقف المشروعية أو المعترضه بلا مشروعية ولا سقف تريد أن تكون المبادرة لإشعال الصراعات وتأجيجها وتوجيهها.
ولكل طرف ألعابه وأدواته للهدوء والتهدئة أو للتأجيج أو التمديد، ووضع البلد ومصلحة الوطن بل ومصلحة ومصير النظام باتت في عدم الحاجية للتهدئة والهدنات والأفضل تجريب ومغالبة كل من يشعلون ويسعرون الحروب وحيث سقف أخطائها ومخاطرها هبط كثيراً.
المسؤول عن طول الفترة الزمني هو سقف الإمامة كحق إلهي أو قدوته الخمينية أو سقف المشترك، كما قد يكون هدوء تبصر واعتماد ضربات نوعية للنظام.
الأخطر على البلد وبالتالي على النظام العودة إلى سياسة التهدئة والهدنات بمقاييس عنف الصراعات وعنفوانها أو ضدها وأجندتها وتجنيدها داخلياً وخارجياً.
إنني بهذه الواقعية أتعامل مع طرح أقطاب المشترك بأن مشكلة الحوثي فكرية لا تحل إلا سياسياً، ولكن بين احتمالات مفتوحة أو في إطار مرونات في تفكيري لا تقبل إلا حين التفكيك كصياغة موقفية وهدفية، وإذاً فنحن بصدد إدارة صراعات بالاضطرار لمواجهته، ولكن من خيار تعامل واعٍ وحزمة عوامل تستهدف لها ومن خلالها الإقناع وبما هو بديهي كتعامل ووعي وطن، وليس الهدف خيار قمع ممارسات فيه الأنظمة الشمولية المعروفة.
الصراعات مطلوب ولا بد أن تصل بقناعاتها أو بكل أفعال وتفعيل مؤشرات إقناعها بحق الوطن في الاستقرار كأولوية، وبدون ذلك فالأفضل المبادرة في مواجهة الصراعات بكل توجهاتها ووجوهها مهما قالوا ومهما كالوا!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.