القرون الوسطى صراعات الأسلمة والإرهاب والحداثة تقنيات حرب ضد الإرهاب التأسلم السياسي.. في مدخلات ومخرجات الحرب ضد الإرهاب! الإسلام أساس التشريع الدستوري وهو المرجعية للدستور والتشريعات فيما الديمقراطية للشعب والشعب هو المرجعية للديمقراطية ما دمنا لا نستطيع إقناع الإخوان أو أنصار الله بإسلام واحد أو بواحدية الإسلام فلسنا من يحارب الإرهاب الإسلام -كدين- أو أي دين سماوي هو الصواب الذي لا يحتمل الخطأ وللحفاظ على هذه المكانة للإسلام علينا أن نربأ عن استعماله كنظرية سياسية أو لتنظير سياسي لطرف أو أكثر من أطراف الحياة السياسية التعددية. من ناحية فإنه عندما نصبح أمام أكثر من إسلام سياسي على مستوى المنطقة أو في واقع فهذا خطأ في حق الإسلام وهو الخطر على الإسلام. من ناحية ثانية فوجود حزب سياسي بمرجعية أو شعاراتية دينية لا يعني فقط تكفير الأحزاب الأخرى بل تكفير المجتمع في عمومه أو غالبيته. علينا التسليم بأن صراعات القرون الوسطى في أوروبا جاءت من الخلط بين الدين والدولة من خلال سلطة الكنيسة ومن خلالها القساوسة والرهابنة ربطا بمن يحكم بالصراعات على الحكم. علينا التسليم بأن الديمقراطية جاءت من رحم هذه الصراعات ومن خلال فصل الدين عن الدولة وذلك ما حلحل المشاكل الاجتماعية المجتمعية ودفع إلى ما يسمى عصر النهضة الأوروبية. الإسلام السياسي الحديث أو الذي تم تحديث صراعاته منذ القرن الماضي ربطا بتطورات الحرب الباردة وبمشاريع ومحطات أميركا في المنطقة حرَّم وجرَّم مسألة فصل الدين عن الدولة. وبالتالي فلدينا أنموذج السعودية في تطبيق الشريعة الإسلامية ثم لدينا ثورة إسلامية في إيران. من ذلك تأتي اشتقاقات حزب الله أو أنصار الشريعة ولذلك فإنه حيث يصبح الإسلام المعتقد هو صراع بين أكثر من إسلام أو ينصص عليه وجهة نظر، ورأي ورأي آخر فذلك ما يعيدنا إلى صراعات القرون الوسطى من حيث نعي ومن حيث لا نعي. إذا كنا نريد ديمقراطية لتطورنا أو لتنهي مشاكل الصراع على الحكم فإن علينا الفصل بين الدين والحياة السياسية الحزبية "التعددية" وليس فصل الدين عن الدولة فالإسلام موجود في الدستور وفي التشريعات والشريعة وفي القضاء والمحاكم والاستعمال الحزبي للإسلام هو الجريمة وهو ما يفترض أن يحرم ويجرم. الإسلام هو أساس التشريع الدستوري وهو المرجعية للدستور وللتشريعات وهو أساس أحكام ومحاكم القضاء فيما الديمقراطية للشعب المسلم والشعب هو المرجعية للديمقراطية أخونة المحطة الأميركية 2011م وتموضع الإخوان ربطاً بذلك أو مشهد أنصار الله أو الحوثية احتفاء بالمولد النبوي يؤكد أن متراكم استعمال الإسلام في الصراعات كما جهاد أفغانستان أو للصراعات على مستوى المنطقة وفي كل واقع. فإذا الإسلام كأقطاب وتيارات أسلمة بات أرضية التفعيل صراعيا لأطراف دولية وأقليمية ثم لأطراف داخلية فمحطة 2011م تتعامل بهذه الأرضية ومعها كديمقراطية وهي تلقائيا بدمجها بالأرضية العرقية أو السلالية أو الطائفية وفق مكونات وتركيبة كل مجتمع. إذا تتبعنا الحرب ضد الإرهاب منذ المحطة الأمريكية 2001م سنجد أنها باتت نمطية ومحددة المساحة والحركة في التفعيل "أفغانستان – باكستان" وإذا الإرهاب جاء من تطرف الإسلام فأميركا لا تستطيع الحرب ضد الإرهاب في بلد يكون فيه النظام حليفا أو صديقا، ثم إن النظام العدو لا يسمح تبلوره أو تبلور إرهاب حتى لا يعطي أميركا ذريعة لاستعمال ذلك ضده. فالحرب ضد الإرهاب تحتاج أنظمة لا نكون في صداقة وتحالف ولا في صراع وعداء مع أميركا كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون "الإخوان أطراف ليسوا أعداء وليسوا أصدقاء للولايات المتحدة". فالاحتواء المزدوج الذي كانت تتحدث عنه أميركا منذ الحرب العراقية الإيرانية هو أن يصبح في إيران ثم في السعودية والخليج أنظمة ليست صديقة ولا عدوة لأميركا ولها من خلال ذلك حرية الصراعات من الأرضية المذهبية أو الطائفية أو غيرها. ما دمنا لا نستطيع إقناع الإخوان أو أنصار الله أو أنصار الشريعة أو السلفية بأن الأفضل عدم إقحام الدين في التعددية والحياة السياسية الحزبية فليس من المنطق ولا يمكن نجاح أن تفرض أميركا مثل هذا. ولذلك فأميركا في محطة 2011م تعاملت مع الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان كشعارات فيما هي لا تريد في إطار أشكال ومراحل الحرب ضد الإرهاب إلى أنظمة لا صديقة ولا عدوة لأمريكا. هذه الأنظمة هي الأنظمة الدينية المباشرة كما في حالة إيران أو الإخوان وتريد الوصول أو التوصيل إلى ذلك في الخليج ليصبح الجناح الديني أو السلفية في السعودية هي التي تحكم بالمباشرة. الديمقراطية لعقود ستكون أرضية صراعات مذهبية وطائفية في المنطقة وفي كل واقع وبالتالي هي أرضية إرهاب وحرب ضد الإرهاب. إذا الإخوان وأنصار الله أو أنصار الشريعة هو أمر واقع من متراكم السياسات والمحطات الأمريكية بالمنطقة وفي محطة مأخونة 2011م فهذا الأمر الواقع جعل الخطر على السعودية والخليج في الأخونة المتداخلة بالأجنحة الدينية، وحين تصل إيران إلى تطبيع علاقات مع أميركا وإنهاء أو انتهاء العداء فذلك تلقائيا.. وحل الأزمة في سوريا سينعكس على حزب الله تراجعاً وانكماشاً كما أن ذلك سيجعل الخطر على النظام الإيراني من الداخل أكثر من الخارج أو مما كان في ظل العقوبات والتهديدات. إيران التي تشبعت بالنظام الديني المباشر وتقرب من نصف قرن من ذلك تخليها عن العداء أو سحب ورقة العداء لأمريكا وإسرائيل قد يجعلها أقرب من مشروع ديمقراطي كما كان مصدق يحلم به. الإرهاب والأسلمة المتقاطعة المتصارعة هي صراعات القرون الوسطى والحداثة هي في الحرب ضد الإرهاب فقط وليس في شعارات ديمقراطية أو أغيرها. ما دمنا لا نستطيع إقناع الإخوان أو أنصار الله بإسلام واحد أو بواحدية الإسلام فلسنا من يحارب الإرهاب أو يحكم سقفه وسنظل نحتكم إلى سقف الحرب ضد الإرهاب للانتقال من الدمقطرة للصراعات إلى ديمقراطية حقيقية وواقعية!.