الوفود تصل مصر تباعا لمناقشة انهاء الحرب في غزة    أزمة الذاكرة والموقف: انفصام أُمَّة    جامعة البيضاء تنظم المؤتمر العلمي السادس بمشاركة 299 باحثا من 17 دولة    ضبط متهم بارتكاب جريمة قتل خلال 48 ساعة    القاهرة على موعد مع محادثات لإنهاء حرب غزة وتقرير يكشف حجم الدمار الذي حوّل القطاع إلى خراب    أربعة أسباب دفعت حماس للموافقة على خطة ترامب    افتتح مهرجان خيرات اليمن في موسمه الثاني.. العلامة مفتاح: نأمل في السنوات المقبلة تحقيق نقلة نوعية للنهوض بالمنتجات الزراعية    بعملية عسكرية نوعية.. القوات المسلحة تؤكد.. قصف أهداف حساسة للعدو في القدس المحتلة    النائب بشر: اليمن يتعرض لتأمر ممنهج والسلطات مستميتة في خدمة مصالحها    الفريق السامعي يستحضر إرث الإرياني.. الطريق محفوف بالمكائد والخطر قائم    انتقالي حضرموت يتهم السلطة المحلية بالفساد وعقد صفقات مشبوهة على حساب المحافظة    إعلانات قضائية    هيئة حقوق الإنسان تُدين جريمة إعدام مرتزقة حزب الإصلاح بتعز للأسير العفيري    إنني مسكون بذكراكم أيها الأحبة (3 - 3)    القنصل اليمني في الهند ينبه المسافرين اليمنيين بشأن الإجراءات الجديدة لوزارة الداخلية الهندية    إحصائية مخيفة للسرطان في محافظة تعز    سمراء المجازات    سمراء المجازات    إِنَّا عَلَى العَهْدِ    اليهود في القرآن...!!    مرض الفشل الكلوي (22)    المرأة الإصلاحية.. رافعة النضال وشريكة البناء    محمد عبده الفنان السادس على مسرح البواردي    ضبط شحنة طائرات مسيّرة وأجهزة تجسس تابعة للحوثيين قبالة سواحل لحج    ترشيح " سوريانو " ل رئاسة نادي برشلونة خطر حقيقي يهدد عرش "لابورتا" .!؟    إشبيلية يكتسح برشلونة.. ويحرمه الصدارة    بن حبريش وصفقات الديزل.. نهب منظم لثروة حضرموت تحت شعارات كاذبة    الاتحاد اليمني لكرة القدم يُعيّن السنيني مديرا فنيا لإتحاد الكرة    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يتفقد سير العملية التعليمية في ثانوية الفقيد عبدالمنتصر بحبيل جبر    عضو السياسي الاعلى الوهباني يزور مهرجان خيرات اليمن    مونديال الشباب: المكسيك ترافق المغرب إلى ال16    وادي التماثيل في جزيرة قشم.. بقايا ظواهر رسوبية وجدران طبيعية مذهلة    صنعاء.. جمعية الصرافين تعمم بإيقاف التعامل مع شركة صرافة    اليمن يحصد ميداليتين في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى    رحلة تكشف المستور    استمرار حملة مصادرة شمة الحوت من أسواق المنصورة    أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي يلتقي وكيل قطاع الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة    المكتب التنفيذي لمديرية خور مكسر يعقد اجتماعه الدوري ويناقش تقارير عدد من المكاتب    ترامب يعلن موقف إسرائيل من الانسحاب الأولي.. والوفود التفاوضية تتجه إلى القاهرة    كاد تهرب المسؤول أن يكون كفرا    مركز الأرصاد يحذر من اقتراب العاصفة المدارية "شاكتي" من المياه الإقليمية    العملة المشفرة الأغلى.. البيتكوين يكسر حاجز ال 125 ألف دولار    السلفيين يحرمون مشاهدة مباريات كأس العالم في قطر ويحللونها في بلاد الكفر    أرسنال يكسب «المطارق» ويتصدر.. وساكا يكتب التاريخ    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنغلاند    هيئة التعليم والشباب بالانتقالي توقع مذكرة تفاهم مشتركة مع إدارة صندوق تنمية المهارات    كين يبدد مخاوف الإصابة    مدير عام المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية لسبتمبر نت :نطمح إلى إنشاء 4 فروع جديدة    جريمة قتل جماعي قرب حقل مياه عدن.. دفن نفايات شديدة الخطورة في لحج    مأرب.. تكريم الفائزين بمسابقة شاعر المطارح    تحقيق يكشف عن عمليات تهريب الأحجار الكريمة والمعادن النادرة من اليمن    بدء توزيع الزكاة العينية للأسر الفقيرة في مديرية اللحية    رئيس إصلاح المهرة يدعو إلى الاهتمام بالموروث الثقافي واللغوي المهري    تعز تناقش مواجهة مخاطر الكوليرا وتحديات العمل الإنساني    سياسيون يحتفون بيوم اللغة المهرية ويطلقون وسم #اللغه_المهريه_هويه_جنوبيه    أنا والحساسية: قصة حب لا تنتهي    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    في 2007 كان الجنوب يعاني من صراع القيادات.. اليوم أنتقل العلة إلى اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حامل رسالة المهدي المنتظر.. وأبرز مؤسسي الإثنى عشرية.. اليماني ل:"الجمهور" السنة والشيعة قوميات ليست من الدين في شيء
نشر في الجمهور يوم 14 - 03 - 2010

شيعة بني العباس يناقضون نهج الإمام علي ويتاجرون بدم الحسين
سافرنا سوريا زيوداً ورجعنا اثنى عشرية.. والوهابية دفعتنا للتعصب
رحلة الأستاذ محمد ناصر الردماني من المذهب الزيدي إلى الاثنى عشري وخلافاته الحادة والمتقاطعة مع تيار المرجعية داخل الاثنى عشرية، التيار السياسي الذي قال ان له أطماع لا علاقة لها بالدين، هي رحلة تكفي لاستلهام الكثير عن المذهب الاثنى عشري في اليمن.. وكيفية نشأته وتفاصيل ما يكتنفه.
الردماني – من مواليد 1972م حباب صرواح- يلتقي مع الحوثيين في التشيع إلا ان لديه فلسفة يقول انها تحمل شيئاً من رسالة المهدي المنتظر.. وهذه الفلسفة تدحض ما لدى الحوثي الذي يصر - بعكس الردماني - على ان المهدي جسد وليس روحاً.. فإلى تفاصيل الحوار:
* قبل ان تصبح أحد رموز المذهب الاثنى عشري في اليمن.. ماذا كنت؟
- زيدياً.. باعتباره المذهب السائد عندنا في المنطقة في الثمانينات ومطلع التسعينات.
* هناك لا شك دوافع تدفع بالشخص للتعصب المذهبي.. ما هي الدوافع بالنسبة لك؟
- نشاط الوهابيين الذي ظهر في الثمانينات وكان حضوره مطلع التسعينات بشكل لافت، وباعتباره مناقضاً للمذهب السائد أو المذهب العام عندنا في المنطقة حصل احتكاك جعلنا نندفع للدفاع عن المذهب الزيدي.
* ماذا فعلوا من تسميهم الوهابيين حتى تحتكوا معهم؟
- أقاموا المخيمات والمراكز الصيفية وبشكل ملفت عندنا في خولان حباب صرواح.. وبدأوا يحققون نجاحات في استقطاب الشباب، ويغيرون من قناعات الناس.. ونحن بدورنا وبجهود ذاتية من أبناء المنطقة نظمنا أنشطة ولكن المسألة كانت في البداية بالنسبة لنا عشوائية.
* متى انتظمت؟
- في العامين أو الثلاثة الأعوام الأولى من التسعينات.
سوريا المحطة الأولى
* كيف انتظمت؟
- مطلع التسعينات ومع اعلان التعددية السياسية في البلاد التي رافقت قيام الوحدة اليمنية، انبعثت مختلف المذاهب والتيارات وأصبحت اليمن بطولها وعرضها - وليس منطقتنا فحسب - تموج بالمذاهب والمتمذهبين، وكل يبحث له عن موطئ قدم وانتشار.. وبحكم ان المذهب الزيدي هو السائد كان على أنصاره ومتعصبيه ان يعملوا على الحفاظ عليه ويؤمنوا بقاءه أمام هذا المد من المذاهب والتيارات وعلى رأسها أو أهمها الوهابية.. وكانت قضية الصراع التي أمامنا "مش" الصلاة والصيام وما نحو ذلك وانما هي الصراع على الإمامة.. على الخلافة.. مدرسة تقول "النص" وأخرى تقول "الشورى".. هذه الفرق ليست بدين حتى تثبت من الكتاب والسنة.
* فلماذا تقيدت بها؟
- أنا ما تقيدت لا بهذه ولا بتلك وانما تقيدت بالنصوص من القرآن والسنة.. وعندما وجدنا ان النص بالولاية ثابت نهجناه – هكذا كانت قناعتي- لا علشان نؤسس مذهباً وإنما علشان نرضي الله تعالى.
* تقصد انك وصلت إلى قناعة في ذلك الحين بأن الولاية أو الإمامة لا تخضع للشورى والديمقراطية؟
- نعم.. قناعتي في حينه انها منصوص عليها.. وان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى به.. المهم زاد نشاطنا وتعمقنا أكثر وخرجنا إلى سوريا.
* متى كانت أول زيارة إلى سوريا ومن الذي ابتعثك إلى هناك؟
- عام 90م كان فيه ناس عندنا في المنطقة لهم نشاط حزبي وكان المطلوب منهم ضمن انشطتهم ارسال طلاب إلى سوريا ولبنان، وهذا وافق هوانا.. كنا نشتي نخرج من البلاد، نسافر نروح ونجي.. فسافرت في الزيارة الأولى أنا وأربعة عشر من أبناء خولان ارسلونا إلى عند واحد في سوريا اسمه الحاضري.. هذا يتولى استقبالنا وتهيئة الجو لتأهيلنا التأهيل أو التعليم المطلوب علشان نرجع نخدم القضية في منطقتنا.
.. ورجعنا اثنى عشرية
* من الذي ابتعثكم من هنا.. من اليمن؟
- عن طريق عيال عمي، وقعدنا هناك شهرين فقط وقرحت حرب الخليج ودخل صدام الكويت، فرجعنا ولكن رجعنا وقد عندي فكرة تتمايز في كثير من القضايا عن المذهب الزيدي.. أنا قبل أن أسافر ما كنت اعتقد ان هناك فروق بين من يعتقدون بالأحقية الشرعية للولاية.. الهاشميون.. لكن تفاجأنا في سوريا ان هناك شيئاً اسمه "الشيعة الاثنى عشرية" ولديهم ما يتناقض مع ما نعتقد به وخلال الشهرين تأثرنا بشيء مما لديهم، مثل الإمامة ومظلومية فاطمة.
* وبعد ان عدت إلى اليمن؟
- عدت وقدني نوعا ما اثنى عشري.. ولكن ما رضيت استقر أو يهدأ لي بال حتى اشوف ما هو الأرجح، فقعدت فترة ألف وادور من با يكسر هذا المعتقد ويبين لي من الكتاب والسنة خطأه، وكنت دائما ألقي أسأله على الناس الفقهاء الذين نثق فيهم ونجلس معهم من أئمة المساجد من المذهب الزيدي وغيره، وكنت اريد اسمع جواباً مقنعاً لكن ما فيش.. واستقريت في الاثنى عشرية.
سوريا.. مرة ثانية
* ورجعت مرة ثانية إلى سوريا؟
- سمعت ان هناك عندنا في اليمن ناساً أسسوا حزباً اسمه "حزب الله" ولهم ارتباط بذات المذهب.
* تقصد احمد عبدالله الزايدي؟
- نعم.. واعتقد كان نائب الأمين العام، سرنا نطلب منهم ان يهيئوا لنا الظروف في لبنان أو في سوريا للدراسة، نشتي يؤهلونا بسرعة علشان نرجع نخدم القضية.. وفعلا سافرنا.
* انت ومن كانوا معك في الدفعة الأولى؟
- لا.. في الزيارة هذه كنت أنا وثلاثة فقط.
* من هم؟
- حسين صالح الدماجي، محمد حسن الدماجي، علي ناجي الدماجي.. وصلنا هناك على أساس انهم با يخضعوننا لدروس مكثفة، يعني يهيئوننا بسرعة، لأن الدراسات في الحوزوية حسبما علمنا مطولة.. واحنا ما عندنا وقت، ونشتي نرجع نخدم القضية، لأن مختلف التيارات والمذاهب مطلع التسعينات كانت في سباق.
* هل حققوا لكم ذلك؟
- في تلك الأثناء قتل السيد عباس الموسوي – أمين عام حزب الله اللبناني – وخربت الشدة.. دخل حزب الله في ظروف ملخبطة، ما عاد استوعبنا بسبب انشغاله بمشاكل ثانية، وجاءنا واحد قال لا تشيلوا أي هم.. با تخرج لجنة من حزب الله ويسوون لكم كذا وكذا.. لكن ما شي سبر من هاذيك المواعيد.
* من الشخص الذي جاءكم؟
- عبدالله عجينة.. لكن هي وعود ما شي سبر منها شيء خصوصا واننا كنا مشددين على الدراسة المكثفة ونرفض الدراسة في الحوزويات، لأن الدراسة فيها مطولة كما قلت لك.
زيارة كويتي ودبلوماسي ايراني
* متى سافرت إيران؟
- ما سافرت.. رجعنا اليمن واستمرينا في الاثنى عشرية كمذهب وفكر وانطلقنا من أنفسنا واستقطبنا ناساً كثيراً وأصبح لنا وجود.
* انتم واصحاب الزايدي الذين أسسوا لاحقاً الرابطة الاثنى عشرية؟
- الزايدي ومن معه كان اتجاههم سياسياً، واحنا نشتي "دين" فقط.. يعني المسألة بالنسبة لي أنا والبعض دينية بحتة.. اقتنعنا في ذلك الحين بالاثنى عشرية علشان نرضي الله ورسوله فقط.. وانطلاقتنا كانت ذاتية.
* لكن هناك قيادات اثنى عشرية أتت إلى اليمن والتقتكم وكان لها دور في تناميكم وابرزهم الكويتي علي الحائر؟
- هؤلاء ما جو ألا وقد احنا سابرين، قد احنا اثنى عشرية، هؤلاء اتوا فيما بعد عندما علموا بنا وأننا اثنى عشرية ولنا وجود.. وكنا قد تعرفنا على الشيخ علي حمود المحفدي والأستاذ علي أحمد الأكوع باعتبارهم المؤسسين للاثنى عشرية في اليمن.
* المهم زاركم الكويتي الاثنى عشري علي الحائر وآخرون؟
- زارونا فيما بعد وجاءوا إلى منطقتنا وكنت أنا ضد الزيارة، وأذكر أنني قلت لهم بالحرف الواحد: أيش اللي جاء بكم.. جيتكم إلى عندنا با تفقد ثقة الناس بنا.
* لماذا؟
- لأننا طارحون القضية على أساس أنها دينية فقط، ولكن لما تأتينا وجوه من خارج البلاد الناس با يشعرون أن المسألة فيها فوائد وليست دينية فقط.
* من زاركم إلى جانب الحائر؟
- آخرون.. أذكر منهم واحداً اسمه محمد فاضل، وفي إحدى المرات نزل إلى عندنا الشيخ علي حمود المحفدي وبرفقته واحد إيراني من السفارة.
* حسين نيروزي؟
- نعم.. وأذكر انهم جاءونا يوم جمعة فشفت نفسي بين ناس من اصحابنا معجبين بالزيارة وآخرين منزعجين لما قد تثيره هذه الزيارة من تساؤلات وشكوك وكنت أنا مع المنزعجين.. طبعاً جاءونا قبل صلاة الجمعة وأتذكر أنني قلت للشيح علي حمود المحفدي: يا عم علي اختطب بالناس، قال ماشي، ما بلا اختطب أنت نشتيهم – الدبلوماسي الايراني – "يدروا" ان به ناس في هذه المنطقة "فاهمين".. وكذا.. وكذا..
* على أيش ركزت في الخطبة؟
- حاولت ان أوصل فيها رسالة إلى الضيف، قلت بما معناه: اتركونا نعبد الله وأنا متأكد لو كنا صادقين أننا مهما اختلفنا في وجهات النظر سنلتقي في الأخير.
* وهل وصلته رسالتك؟
- اعتقد انه فهمها.
أنا والجماعة في صعدة
* هناك من مؤسسي رابطة الشيعة الاثنى عشرية من اعلنوا استقالتهم وخروجهم عن المذهب، بينهم الأستاذ علي أحمد الأكوع.. فماذا عنك؟
- لا أزال اثنى عشرياً، لكن اثنى عشري فكرياً، دينياً.. مش سياسياً.. ما عندي علاقة سياسية.
* أبرز الذين تعاملت معهم من الاثنى عشرية في محافظة صعدة؟
- لا.. ما عندي معاريف هناك، لأن الذي يخليك تتعارف بالناس هؤلاء هو انتماؤك ونشاطك السياسي، وانا كنت ضد هذا الشيء.
* لكن وتحديداً في العامين الماضيين لك أطروحات تخالف أو تناقض الاثنى عشرية؟
- تخالف اصحاب التيار السياسي، فيما يتعلق بقضية المرجعية والتقليد، قلت لهم: لماذا تريدوننا نرجع ندخل في قضية المراجع.. المرجعيات مرة ثانية.. واحنا اللي تركنا المذاهب على أساس التعدد في المسألة الواحدة، إذا با نقبل بالمراجع با نرجع على المذاهب، وعلى ما كنا.
* بصراحة ماذا كان جوهر الخلافات بينكم التيار الديني - حسب قولك - والتيار السياسي؟
- ما بش نقاش بيننا.. القضية عقيدة بحتة.. ما كنا ندخل مع التيار الذي يريد يسيس المسألة، يستفيد منها، هذا الجانب مقفل تماماً وكانوا ينزعجون منا.
* لماذا؟
- لأننا أول من دق في قضية المرجعية بالشيعة الاثنى عشرية.. ولهذا كانوا يعتقدون اننا نحمل فكراً خطيراً على المذهب ذاته.. ولكن كانوا يتحاشون الصدام معنا.
* من الذي يمثل التيار السياسي في اليمن؟
- تيار المرجعية.
* ومن يمثل هذا التيار؟
- أنا ما دخلتش هذا الميدان بعمق حتى اعرف من يمثله، فقط نحن نلتقي في الشيعة، وهم كما قلت لك كانوا يتحاشون حتى طرح الفكرة علينا بجدية.. كانوا يتحاشون الصدام.
* من ابرزهم؟
- الحاتمي.. المهم ما قدروا يثنوننا عن اطروحاتنا هذه لأنه ما فيش لهم يد علينا من البداية.. احنا أسسنا أنفسنا بأنفسنا.. نشأنا أحراراً فأصبحنا عقبة أمامهم وما قدروا يصرفون الناس عنا.. وصراحة هم قعدوا حائرين في هذه المسألة ونحن ظلينا مستمرين على قضية رفض المرجعية.
* لماذا تمسكتم برفض التقيد بالمرجعية.. ولماذا التيار السياسي منكم مقتنع بها ويرى ضرورتها؟
- أنا وضحت لك سبب رفضنا، وبالنسبة للتيار السياسي المسألة متعلقة بالمصالح.. أنا اعتقد ان أكثر الشباب الذي يبدي اقتناعه بالمرجعية هو من أجل ان يرضي هذا الطرف أو ذاك.. من أجل ان يحصل على المصالح.
* يريدون الدعم المادي؟
- أكيد.
* من إيران؟
- مش من الحكومة الايرانية مباشرة.. ولكن من المرجعيات في إيران، في العراق، في الكويت....الخ.
براءة الرسول وعلي من أدعيائهم
* اسمح لي.. أنا قرأت بعض اطروحاتك ووجدتك فيها تنكر معظم ما يعتقد به أصحاب المذهب الاثنى عشري.. ومع ذلك تقول لي الآن أنك لا زلت اثنى عشرياً؟
- ومن قال لك أن هؤلاء – التيار السياسي- هم الاثنى عشرية، وان ما يخوضونه من صراعات هو من أجل الاسلام.. ولو تراجع تاريخ الاثنى عشر إماماً ستجد أنهم في وادٍ وهؤلاء في الوادي المضاد.. بل ارجع إلى تاريخ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هل خاض صراعات من أجل الاسلام؟!.. أم انه عمل بقوله تعالى (لا إكراه في الدين).
* خاض معارك وغزوات؟
- في المدينة "مش" في مكة، وهناك فرق.. هو جلس 13 عاماً في مكة يدعو في سلم وسلام وأوذي وطرد منها ودخل المدينة واصحابها يهللون "طلع البدر علينا" ولم ترق حتى قطرة دم.. لكن بعد ذلك وقد أصبح في المدينة وأرسى فيها الدولة اختلف الأمر وعليه القيام بواجباته كدولة، أوليس من مهام الدولة تأمين حياة الناس ولو استدعى الأمر خوض الحرب، وكذلك تاريخ الإمام علي بن ابي طالب، لو ترجع إليه ستجد انه براء من الخرسانيين شيعة بني العباس الذين يخوضون الصراعات بدعوى التشيع له، الإمام علي ظل في الدولة 25 سنة وهو مواطن صالح ووزير للخلفاء الذين سبقوه في الخلافة، وما فيش خلاف بينه وبين أحد.. ولما وصلت له الدولة، وصلته بالسلام، دخلت إلى بيته، حينها أصبح من الواجب عليه - وهذه مهام الدولة - تأمين وحماية هذا السلم.
يتاجرون بالدين
* وكأنك تؤيد صحة ما ذهب إليه البعض من ان الرسول صلى الله عليه وسلم عزل وتبرأ من كل من يثير الصراعات؟
- الرسول صلى الله عليه وسلم أرسى المنهج بسلام.. الرسول ما أثار الصراع من أجل الاسلام (لا إكراه في الدين) صدق الله العظيم.. وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويديه) وبالتالي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم هي منهج، وهذا المنهج غائب.. لا من يدعون انهم السنة يمثلونه ولا من يدعون انهم شيعته يمثلونه.
* أهل السنة والجماعة يستندون في شرعيتهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا.. كتاب الله وسنتي).. والشيعة الهاشميين يستندون على أحاديث الولاية وقوله (علي مني وأنا منه.. اللهم عاد من عاداه ووال من والاه).
- إذا نظرنا إلى نهج وتصرفات الطرفين نستطيع القول إنهم مدعون فقط.
* تقصد انهم يتاجرون؟
- "مقاطعاً" يتاجرون.. الذين يسمون انفسهم السنة، هؤلاء هم الأمويون يدعون انهم يمثلون سنة رسول الله والاسلام ويثيرون الصراع من اجل الاسلام ونصرته.. والحقيقة ان الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخوضونه من صراعات براء، وأنا وضحت لك كيف وصل النبي إلى السلطة علشان تعرف انه عمل وأرسى شيئاً ومن يدعون انهم سنته يعملون شيئاً آخر مخالفاً لنهجه القائم على السلام لا الاكراه والتكفير.
* وماذا عن الطرف الآخر؟
- أيضاً هؤلاء هم في حقيقة الأمر اتباع الخرساني (شيعة بني العباس) يتاجرون بدماء الحسين، وهم بما يقومون به يناقضون نهج الإمام علي كرم الله وجهه، أهل البيت يا عزيزي لم يحصل ان خاضوا صراعاً من أجل حقوق، وإنما من رفعوا الشعار باسم أهل البيت هم من يعملون الصراعات.
أمير المؤمنين الإمام علي كرم الله وجهه لما جاءوه يقولون نعمل ثورة.. أنت أولى بالحكم.. ماذا قال لهم؟ قال: هي دنيا.. ودنياكم لا تساوي عندي عفطة عنز.
صراع على السلطة
* تقصد ان الصراع الذي حصل والذي لا يزال بين السنة والشيعة....؟
- "مقاطعاً".. بين بني أمية وبني هاشم (شيعة بني العباس).. صراعهم هذا هو صراع على الدرهم والدينار.. صراع على السلطة.
وباختصار شديد السنة والشيعة هي في حقيقتها قوميات ليست من الدين في شيء.
وسيظل الصراع فيما بينها بل ان كل الصراعات هذه في العالم الاسلامي هي بين هاتين القوميتين، السنة "السفيانيين" والشيعة "الخرسانيين- بني هاشم".. وسيظل الصراع ما دام كل منهما يعمل بآية الولاء والبراء.
* كيف؟
- لانه إذا قلت أنت ان الحق مع السنة لازم علشان تواليهم ان تتبرأ من الطرف الآخر، وهكذا لازم تتبرأ من السنة علشان توالي الشيعة.
* إذا من هم في نظرك أهل البيت الحقيقيون ومن هم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقيقيون؟
- إذا عرفت محمد صلوات ربي وسلامه عليه با تعرف من هم سنته الحقيقيون، لأن منهجه القرآن الكريم وسنته: (كلكم لآدم وآدم من تراب) هذا هو محمد فأي منهج مخالف لهذا الشيء فليس من آل محمد في شيء ولا من سنته.
ثم جاء الإمام علي بن ابي طالب وأتى بالتأويل قائلاً "الناس إما أخ لك في الدين أو في الخليقة"، وبالتالي فإن من تنطبق عليه صفات ونهج الإمام علي فهو من شيعته.
* يعني من يقولون انهم سنة الرسول ومن يدعون التشيع لا أحد منهم فيما يخوضه من صراع يخدم الدين؟
- لا من قريب ولا من بعيد بل هم الآن في "فتنة".. بل هم أموات.. ما شي عقول.. ما بلا نفوس.. جسد.
* ما المخرج إذاً؟
- المخرج أن يأتي في آخر الزمان "اليماني".. وهو منهج، هذا المنهج يحل مسألة الفئات، القوميات، ويحل محلها قومية واحدة "كلكم لآدم وآدم من تراب" ويبقى الطرف الآخر هو الشيطان (هذا الموضوع بحاجة إلى شرح وجدل مفصل وموسع ليس هنا مكانه).
من هو اليماني
* ولكن يبقى الخلاف قائماً من هو اليماني.. كل طرف له وجهة نظر؟
- تمام.. لماذا يختلفون على شخص ما قد عرفوه.. هل من العقل والمنطق ان يختلفوا على شخصية موعودة هي با تجي وتفرض نفسها على الساحة؟!.
* في كتاب علي الكوراني - أحد مراجع الشيعة في إيران والموسوم ب "عصر الظهور" - يتحدث عن المهدي المنتظر القادم من صعدة ومن اسرة بدرالدين الحوثي؟
- وهل ما جاء في كتاب الكوراني يستند إلى كتاب الله أو سنة رسوله؟!.. المهدي المنتظر هو روح وليس جسد، واليماني هو الذي سيأتي آخر الزمان يدعو له ويحمل رسالته.
* كيف تقول إن المهدي روح مع ان ظاهر الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تقول غير ذلك؟
- يفهم منها كذلك، والا ما قالش انه جسد؟!.. أعطني الحديث اللي ينص على انه جسد.
* أحاديث كثيرة منها على سبيل المثال عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله وسلم: المهدي مني اجلى الجبهة اقنى الأنف، يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً... الخ" صدق رسول الله؟
- الرسول صلى الله عليه وسلم وصف المهدي بانه "ليس له ظل وان جنده ملائكة السماء وانه المخلص وانه يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد".. طبعا ملائكة السماء على رأسهم جبرائيل الذي له 1600 جناح.. وميكائيل الذي إذا صبت مياه البحار والانهار على رأسه ما سقطت قطرة إلى الأرض.. المهدي لن يرى إلا بعلامات ولو كنتم با تشوفوه لما سوى لكم علامات، وانت تعرف ان الاشياء التي لها علامات لا يمكن مشاهدتها مثلا الصيف والربيع والشتاء لها علامات فهل ترونها ام ترون علاماتها.
* يعني؟
- يعني المسألة غيبية والناس سعوا إلى التأويل ومش من حقهم يدخلون في التأويل ولذلك تشابه عليهم الأمر واختلط.. خلطوا هذا في هذا والنتيجة ان القرآن الكريم بتأويلاتهم الخاطئة لنصوصه اصبح يخدم كل باطل.. والصح ان اليماني هو الذي سيأتي ويتولى تعريف الناس بالمهدي.. اليماني هو حامل رسالة المهدي وأنا أدعي أنني احمل شيئاً من ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.