شارف النصف الثاني من العام الدراسي 2009-2010م على الانتهاء، دون ان تنظم أية بطولة رياضية مدرسية على مدار العام.. وهو مؤشر على التراجع في مستوى الرياضة اليمنية بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص. "الجمهور" تستعرض ملامح إهمال الرياضة المدرسية وانعكاس ذلك الاهمال على منتخباتنا الوطنية، وتطرح جملة من المعالجات والأفكار للنهوض بالرياضة المدرسية والرياضة اليمنية عموماً.. بالنظر إلى خارطة المنافسات الرياضية المدرسية منذ الربع الأخير من العام الماضي 2009م وحتى النصف الأول من العام الجاري 2010م، فسنجد أنها اقتصرت على بعض البطولات في كرة القدم في بعض المحافظات. مبادرات فقط بطولات كرة القدم المدرسية التي أقيمت في محافظات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة أقيمت بمبادرات شخصية لخلق نوع من النشاط الرياضي، وعادة ما تكون برعاية شخصيات معينة أو رجال أعمال أو مسؤولين تنفيذيين. بلا جدوى وإقامة بطولات كروية على هذه الشاكلة لا جدوى منها كونها أقيمت بدون خطط أو استراتيجيات مسبقة، وبالتالي لم تحقق أبسط أهدافها والمتمثلة في اكتشاف الموهوبين وضمهم للأندية وصقل مواهبهم ورفع مستوياتهم. أين الخطط والاستراتيجيات؟! البطولات المدرسية هي أساس تطور أية رياضة في العالم، باعتبارها المنجم الأول للنجوم والمبدعين، ويفترض بأن يكون لوزارة الشباب استراتيجية واضحة لإقامة البطولات الرياضية المدرسية بانتظام وعلى مدار العام الدراسي، وخلال فترة العطلة الصيفية أيضاً. انحسار ميداليات الناشئين والمتأمل لقائمة الميداليات التي حققها نجوم اليمن في البطولات الخارجية، سيجد أن هناك تراجعاً واضحاً في عدد الميداليات التي حققها قطاع الناشئين والأشبال وعلى مستوى كافة الألعاب الرياضية تقريباً، والسبب في ذلك يعود بدرجة أساسية إلى تراجع البطولات المدرسية خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ما هو المطلوب؟ والسؤال المطروح هو: ما الذي ينبغي أن تفعله وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم تجاه البطولات المدرسية في ضوء ظروف مدارسنا وظروف وإمكانيات اتحاداتنا الرياضية؟. بطولات مجمعة تقتصر بطولات الناشئين التي تنظمها الاتحادات الرياضية على بطولات مجمعة للناشئين على مستوى الأندية تقام خلال فترة محددة.. وبعض الاتحادات تضيف إلى بطولات ناشئي الأندية بطولات لمنتخبات ناشئي المحافظات. موازنة مستقلة وفي هذا الصدد ينبغي أولاً على وزارة الشباب والرياضة تخصيص موازنة مستقلة لإقامة البطولات المدرسية، بعد أن تكلف كل اتحاد بوضع تصور لإقامة بطولة مدرسية في كل لعبة على مستوى كل محافظة على حدة. فروع الاتحادات وبعد ذلك يتم تحديد فترة معينة لإقامة تلك البطولات المدرسية ورفع الكشوفات بنتائج الفائزين فيها في المنافسات الفردية والفرقية، على أساس ان كل فرع من فروع الاتحادات بالمحافظات يقوم بتكليف مدرب متخصص لتشكيل منتخب مدرسي للمحافظة في لعبته. منتخبات المدارس وخلال النصف الثاني من العام الدراسي يتم تحديد فترة معينة لكل اتحاد رياضي لاقامة بطولة للمنتخبات المدرسية بالتنسيق مع الإدارة العامة للأنشطة بوزارة التربية والتعليم، بدلاً عن بطولات منتخبات المحافظات للناشئين والتي يتم اختيار لاعبيها عن طريق الأندية. ناشئو الأندية في الصيف وحتى لا يتم إهمال قطاعات الناشئين في الأندية، يتم تخصيص موازنة مستقلة لكل اتحاد لإقامة بطولات لناشئي الأندية على مستوى المحافظات، ثم على مستوى الجمهورية بحيث تقام خلال فترة الإجازة الصيفية. بطولات على مدار العام وبهذه الطريقة نكون قد نشطنا بطولات الناشئين على مدار العام وعلى مستوى الأندية والمدارس. النجوم الجدد ولا بد على كل اتحاد رياضي أن يقدم في نهاية العام تقريراً بالنجوم الجدد الذين تم اكتشافهم خلال هذه البطولة وضمهم إلى قائمة منتخبات المحافظات والمنتخبات الوطنية أيضاً حتى نحقق أحد أهم الأهداف لإقامة تلك البطولات والمتمثلة في اكتشاف واختيار النجوم والموهوبين لتمثيل اليمن في المنتخبات الوطنية. لا رياضة بدون مدارس وخلاصة القول أنه لا رياضة بدون أساس منهجي، ولا أساس بدون ناشئين وأشبال، ولا ناشئين وأشبال موهوبين بدون بطولات مدرسية.