تعتبر المناطق الوسطى من تهامة من المناطق الغنية بتراثها وموروثها الشعبي العريق، وبما أن للرجال أساليب وأنماطاً في إبراز الشعر الشعبي التهامي، كذلك للمرأة دور ومشاركة أدبية في الشعر الشعبي التهامي النسائي في الأعراس والتجمعات النسائية، وقد تعددت وتنوعت أساليب الإلقاء والأداء الشفهي، فمنها ما يتم بطريقة فردية ومنها ما يتم بطريقة جماعية ولقد كان للبيئة التهامية المحلية أثرها وتواجدها في الأدب النسائي.. حيث تغنت المرأة بالأرض والزراعة والفلاح والزوج المهاجر والحبيب المفارق وأيام الذري والحصاد الزراعي، ذلك ما نلمسه في كثير من المقاطع الشعرية التالية ومنها على سبيل المثال: على العالية سرى بارق جوفي مداخلي مرق وا ربي بين اثنين لا تفارق ومعظم المقاطع الشعرية يغلب عليها طابع اللهجة التهامية مثل قولهن: مريضو الحبيب بلبلا يشكن له واني خالف امدلل ووصي لوادي مور يفتشن له ونلاقي الكثير من الصور التعبيرية في معظم الأبيات التي تغنيها المرأة مثل: لامت أدفنوني في هيجه طريق مواعده من جزع يقول الخير وا وليده ومنها أيضا: على العاليه سرى منجش اسقي لي بني حبش وا ربي ملكني اموليد امجعش وهذه المقاطع الغزلية لا تخلو من الإشارة إلى الأرض والزراعة كقولهن: على العالية سرى غيمو على محسي رايمي وا ربي وداعتك اللي جتيمو وقيل أيضا: ليقع لي مراد وتبع مهواي لبنى لي على على امحسي سقافه ومكينه تدق لي ماي ونلقى ذكر الأماكن والمواقع في جميع الأبيات التي تتسلى بها المرأة أحيانا في الزارعة وأحيانا في البيت كقولهن: لا جزع مجرد أحذر منه لو كان ردي السلام شاضمه ضم امطفل على فدي مه وقد تغنت المرأة للزراعة والأرض والفلاح كقولها أيانو وقيل امجون يلعب لما حادني جلب وبنى له قصر في السماء وغيب وهنا تصور المرأة التهامية البيئة الزراعية فعندما ذكرت كلمة "أيانو" فهذه الكلمة تعني أن السماء غائم ومهيئة لهطول المطر، وهنا نلاحظ في المقاطع الشعرية التالية تواجد الصور التعبيرية بشكل متكرر كقولها: ما نيش صاربه مع ذي الجني زهبه حو مرو وذر وكلني ونراها تشبه المزارع بالجني بطريقة نقدية لاذعة. وقد كان للأعراس نصيب وافر من الأدب النسائي المغنى والذي يتم تداوله في أيام الأعراس النسائية، حيث تقوم بأدائه إحدى البنات اللائي يجدن الحفظ.. ومن ذلك ما يقال عند الذهاب إلى منزل أهل العروسة مثل: بياكا بعدك بات العروسة يا فنانه ومتفننة أتينا ووجهك يزلق كحبة جنيه ومما يقال عند دخول العروسة إلى منزل زوجها: يا قطعت امطيب لاني أني امك لارضى ولا طيب لمبيت ظلامو ما تدخلنشي لامد بجيده ما يفجعكشي ومنها: خي معروس طلبني اغني واني مقات في ثمي جبالك الليله يا عروس مني وهذا المقطع التالي يتم توجيهه إلى أم العروسة كعزاء ومواساة: معروسة تزوجن ياستار مين لك غدا طريحو لمبار ولهن في حياتهن الخاص مقاطع شعرية جميلة عما يدور في مجتمعهن الريفي مثل: جماعة مجتيم ماهو من حد ناس تدعي وناس تشهد وناس في امقبور تلحد وغير ذلك مثل: عيني تسيل واني داويها وامي الولده تقولي موتي عسى ما هبيت فيها وتعود في البيت التالي لتصور البيئة التهامية كقولها: طلعت امجبل دكمني حيدو على امجبل وعلى سيده لاجيت أنا سعيدو ويبقى في تهامة العديد من الأشياء الجميلة كالعادات والتقاليد والموروثات الشعبية الأصيلة.