- حين فقد الإخوان المضمون صعدوا الحروب للوصول للسلطة - إذا عجزت الأرضية الخارجية احتواء الداخلية فالحل هو الحوار - الاخوان صعد للعنف والحروب من خلال القاعدة لتقود مليشياته عندما أحس أن كل العوامل تطورت باتجاه أن يخسر ما اعتبره مضموناً - كوصول واستيلاء على السلطة - الطبيعي انكار هؤلاء وجود القاعدة وقطعهم الطرق والكهرباء كأفعال أصبحنا شهوداً عليها بالمعايشة وبالحقائق كما الحالة القشيبية في عمران - الشعب اليمني حين يصر على البديل التوافقي من خلال حوار وانتخابات يجسد الثورة أصدق من الحالتين التونسية والمصرية، فلماذا ترفض الحلول الواقعية وهي الثورية بالمفهوم الغربي الديمقراطي؟! المعارضة اليمنية هللت تجاه صدور تشريع تقييد الرئاسة بدورتين متتاليتين عام 1999م كما أميركا، وحيث هي لم تطرح قضية ما بات يسمى "التوريث" لتنظم حق ترشيح نجل الرئيس بعد فترة انتخابية من ولاية والده كما أميركا فالمعارضة تتحمل المسؤولية لأنها لم تطرح المسألة مجرد طرح أو وجهة نظر، وبالتالي فهي لم تسع لتنظيم الحق الدستوري كحل في اقتفاء أثر الديمقراطيات المتحضرة كأنما تريد المشكلة وليس الحل. ومع ذلك ومع مجيء ما تسمى الثورات السلمية فالرئيس كان شديد الوضوح والحسم في اللاَّ تأبيد واللاَّ توريث والاحتكام لانتخابات كاملة الشفافية بإشراف دولي على أساس هذه الشروط. الثورة السلمية تصبح ذلك أو كذلك إذا لجأ الحاكم إلى الهروب كما تونس أو إذا وصلت شعبياً إلى إجماع أو شبه إجماع من خلال البديل أصلاً كما حالة الثورة الإيرانية، أما حالة مصر فقد عولجت سياسياً من الأرضية الخارجية بترتيب للبديل وسهل المهمة عدم خروج أنصار أو مناصرين للنظام فخطوات ترتيب البديل هو سيناريو استبق الثورة أو أكملها. في ظل الحرب القائمة في ليبيا فالذي يطرح في أجهزة الإعلام الغربية والفضائيات العربية التي هيأت لإسناد الثورات كخط غربي هو أنه حتى لو اندحر أو انتحر أو انهزم أو ترك السلطة نظام القذافي في ليبيا فإن ما يسمى الثوار ليسوا مهيئين لاستلام السلطة وفرض نظام يوفر الحد الأدنى من الأمن والاستقرار لليبيا. ولذلك فنحن قلنا بأن الانقلابات أرحم تجاه الشعوب من الثورات السلمية إن صعدت إلى صراعات وحروب أهلية من طرف نظام أو ثورة أو كلاهما. فالقذافي لو سار مبكراً في خيار انتخابات خلال عام بلا تأبيد ولا توريث وبإشراف دولي وقبلت المعارضة أو الثورة لكان ذلك أفضل لليبيا مما هي فيه ومما يتوقع حتى في حالة سقوط نظام أو كما يطرح غربياً. هذا الذي يطرح غربياً عن ليبيا كقراءات وتقدير وما يطرحه واقعها كدماء ودمار، هو الذي يجعل الأغلبية الكبيرة والمطلقة في واقع اليمن تصطف مع واقعية الحوار والتوافق أو صناديق الانتخابات أو كليهما. فالشعب اليمني في حالة شبه إجماع يشترط استقرار وبديل استقرار وليس النظام أو الرئيس، وذلك لا يتأتى إلا من خلال حوار وتوافق وانتخابات وغير ذلك فاقد الواقعية ولا يقنع مهما مارس من قمع داخلياً وخارجياً تجاه الواقع والشعب. إذا مثل هذا ما يقر به الغرب في حالة ليبيا فكيف مع حالة اليمن الأقل استقراراً والأسوأ في احتدام الصراعات على الحكم، وذلك ما يعطيه مؤشر الأرقام القياسية للانقلابات في هذا البلد. إذا الرئيس حسم اللاَّ تأبيد واللاَّ توريث وقدم مشروع الرحيل والانتخابات المبكرة، فذلك يعني أن هذا النظام يخاف ويتجنب بأقصى مستطاع الانزلاق إلى اقتتال أهلي، لأنه لا يصعد إلى مثل هذا إلا نظام متشبث بالحكم والنظام في اليمن يبحث عن السلمية والسلاسة لتسلم السلطة من خلال حوار أو انتخابات أو كلاهما لتجنب ذات المحذور. إصرار الطرف الآخر المعارضة الحاوية لما تسمى ثورة سلمية هو تفعيل للصراع الأهلي وتوطئة للتصعيد لاقتتال وحروب أهلية مهما ظل يحافظ على شعار "السلمية" الذي له أهمية استثنائية لتعامل الأرضية الخارجية بإحداثياتها في التعامل مع هذه الأحداث. فالذي يصعد إلى حرب بأي قدر هو الطرف الذي يحاول فرض وإملاء رأيه وإرادته الشمولية في الإقصاء والبديل فوق إرادة الواقع والشعب. إذا الذي يحكم في تونس هو رئيس الوزراء في ظل حكم بن علي وفي مصر وزير دفاع مبارك، فواقع اليمن والشعب اليمني حين يصر على البديل التوافقي من خلال حوار وانتخابات أو كلاهما يجسد الثورة أصدق من الحالتين.. فلماذا تُرفض الحلول والحلحلة الواقعية وهي الثورية بالمفهوم الغربي الحضاري والديمقراطي؟!!. الفضائيات المعربة غربياً كانت قفزت على واقع ووقائع في بلدان ما تسمى ثورات سلمية لتتحدث عن ثورات مضادة وذلك استباق من غلو وتطرف الموقف الغربي الأساس السياسي ومن توصيف سيناريو مسبق استبق الثورات. الأطراف السياسية وما يوازيها من أثقال اجتماعية هي واقعياً حكمت وتحكمت في واقع اليمن ومسألة الحوار هي ثورة الضمان للاستقرار، فيما انتخابات للوصول إلى بديل هي الثورة التي ترسخ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. إذا قرابة 80% من أبناء الشعب مع الحوار والانتخابات فالثورة هي الحوار والانتخابات بإشراف دولي ودون تأبيد أو توريث، والثورة المضادة هي المتطرفة الرافضة لحوار وانتخابات. الرئيس صالح هو بشر وقد فشلت عدة محاولات للانقلاب عليه وتصفيته قبل الاعتداء الإرهابي على جامع دار الرئاسة، لكنه علينا أن نعرف بأنه بافتراض نجاح الاعتداء الأخير بتصفيته بأنه لو حدث هذا قبل صراع واصطفاف ما تسمى الثورة السلمية لكانت احتمالات نجاحه أكثر كانقلاب كما تم تدمير مبنى الرئاسة لدفن "سالمين" فيما حدوثه بعد اصطفاف ما سميت ثورة سلمية كان سيمثل نقطة تصعيد أسوأ للصراع ليس إلا! إذا المشترك كأحزاب اندفع إلى واجهة الثورة ولم يركب موجتها بل بات هو الموجة ذاتها والمُوَّجِه لها فالاخوان "الإصلاح" اندفعوا أو دفعوا ميليشياتهم إلى حرب ضد النظام تطال الشعب في قطع الطرقات والكهرباء ومواد الحياة الأساسية كالنفط والغاز وغيرها كطرف أكثر مطامع للاستيلاء على السلطة وبالتالي بات الصعب التفريق في هذه الحروب على أساس أن طرفاً هو القاعدة أو الجهاديين أو الإخوان، فهذه الحروب تجاوزت المسائل الشكلية والتكتيكية التي كان الإصلاح يقدمها كطرف سياسي للتفريق بينه وبين القاعدة مثلاً. بعد توقيع الاتفاق للشراكة في الحرب ضد الإرهاب فالإصلاح وعبر شخصيات ذات تأثير استثنائي في القرار السياسي طرحت أولوية الحرب ضد الإرهاب الذي ليس له غطاء مشروعية كما نشاطات جماعات كما مركز بدر في صنعاء أو ما عرف بعد ذلك الحوثيين. من هذه الشخصيات اللواء علي محسن والمرحوم الشيخ عبدالله الأحمر، وهذا النقاش الذي استبق حروب صعدة بشهور وامتد إلى أوساط نخبوية للمشاركة، يطرح أو يؤكد أن حروب صعدة كانت قرارا للنظام بتأثير وضغوط شخصيات إصلاحية نافذة ومؤثرة، ولكنه يؤكد من جانب آخر أن الإصلاح أو الإخوان مد المشروعية للقاعدة وإرهابها من مظلته السياسية وكطرف سياسي. ولهذا فالإخوان أو الإصلاح إذا كان يتحرج بأي قدر حين أي حرب أو استهداف للقاعدة ليشارك بشكل مباشر فإنه حين يقرر الحزب كطرف سياسي ممارسة الحروب في الواقع للاستيلاء على السلطة، فالقاعدة لم تعد فقط رأس الحربة لتنفيذ مهام محدودة وإنما الجناح العسكري الذي يناط به قيادة وتنفيذ العمليات الحربية لهذا الطرف. الإخوان أو الإصلاح هو أذكى الأطراف في التعامل مع أميركا حين الجهاد كحروب وحين الحرب ضد الإرهاب ولكنه تذاكى أكثر من ذكائه في النقلة الغربية في الحرب ضد الإرهاب من مرحلة إلى مرحلة، وحين طرح الرئيس الأميركي أوباما مثلاً "الإسلاميون هم صمام الأمان في الشرق الأوسط" الإصلاح يفهم مثل ذلك على أنه عفو عام عن الإرهابيين كما العفو العام عما عرف بالانفصاليين ثم ما عرف بقائمة ال16 والأمر ليس ذلك ولا كذلك. أميركا ترى أنه إذا وصول الأطراف الإسلامية إلى الحكم كما كانت الإنقاذ في الجزائر أو حماس في فلسطين سيخفف أو يخفف الإرهاب في واقع فليصبح مثل في إطار الحرب ضد الإرهاب من خلال المعطى والنتائج، ولذلك كسر مبدأ أتاتورك وسمح للطرف الإسلامي الوصول للحكم ديمقراطياً. إذا طرف الأسلمة السياسي في أي واقع وفي ظل ما تعرف بالثورات السلمية وصل إلى شعبية بمستوى "الخميني" فالغرب لا يمانع بل هو مع وصوله وتسليمه السلطة ليتم التعامل معه من خلال أدائه في السلطة كما حالة حماس. الإصلاح أو الإخوان مع النظام بالتزامات وابتزازات داخلياً منذ أحداث سبتمبر 2001م وأرادوا التعامل مع الغربية والأرضية الخارجية للثورات السلمية بهذه العقلية والآلية ومثل هذا كان سيتم ويعمل به لو أن "الإصلاح" نجح بمستوى إنقاذ الجزائر أو حماس ديمقراطياً أو بمستوى الخميني شعبياً. الإصلاح كان تعامل مع الخارج بأنه لا مشكلة مع شركائه في المشترك حين تسلمه السلطة وكأنما هو الطرف الأوحد من المعارضة الذي وصل إلى تفاهمات مع الأرضية الخارجية للوصول للسلطة حتى اعتبر ذلك محسوماً ومضموناً. ولذلك فهو الطرف صاحب المجهود الشاق والأكبر لحشد أنصاره كشعبية ولكنه توقع الحالة المصرية في واقع اليمن في محاور شعبية النظام أو انشقاق اللواء علي محسن وفرقته، ومن ثم في تعامل الأرضية الخارجية السياسية الإعلامية في تضخيم مبالغ إلى غلو متطرف في تضخيم الأنصار وذلك بين سياسات وأساسيات السيناريو المسبق خارجياً للثورات. عندما يدخل الغرب بثقله مسانداً لخط الثورات سياسياً وإعلامياً فالمعركة غير متكافئة مع إعلام أو شعبية أي نظام مهما كانت الحقائق أكثر لصالحه أو شعبيته غالبة وأغلبية. فهذه القدرات هي حرب على واقع أي نظام لتحبط شعبيته وتحيدها أو تنقلها لتثوير واصطفاف الثورات، وواقعياً فهذه الأرضية الخارجية مارست أعتى الحروب المتطرفة إعلامياً بالتحديد تجاه واقع اليمن وبما لم يحدث مع واقع آخر ونظام آخر، فشعبية النظام أو الاصطفاف معه وفي أفضل الأحوال ليس إلا عملاء ومأجورين وحثالة وقمامة!!. كل ذلك لم ينجح وبين أهم الأسباب أن هذا اصطفاف مع الحوار والبديل المأمون وهو من أجل الواقع والوطن وليس مع حاكم أو نظام. طول الأزمة في اليمن تجاوز التعاطي بأخطاء كل طرف في التأزيم ولم يعد في وضع أو وعي اصطفاف مع وضد النظام بل بات اصطفاف البدائل للنظام وذلك تجاوز واقع ووعي المعارضة التي لم تقدم بديلاً للشعب. إذا واقعياً وصلنا لاصطفاف البدائل والمعارضة لم تقدم بديلها لإقناع الشعب وفي ذات الوقت تمارس موقف "لا بديل إلا أنا" فيما النظام سار في موقف اللاَّ توريث واللاَّ تأبيد ويقدم بديل الحوار والانتخابات، فالناس ستصطف مع بديل الحوار والتوافق والانتخابات أكثر مما تصطف مع طرف "لا بديل إلا أنا" أو أن يقدم البديل بأساسياته المعروفة في الثورات كما "غاندي" أو "الخميني". الإخوان أو الإصلاح صعد للعنف والحروب من خلال القاعدة لتقود ميليشياته، بقدر ما أحس أن كل العوامل والتفاعلات واقعياً تطورت باتجاه أن يخسر ما اعتبره مؤكداً ومضموناً كوصول للسلطة واستيلاء عليها. إذا أساس الثورات السلمية وأهم شرط لتحققها كسلمية وكثورة هو الشعب لتصل إلى إجماع أو شبه إجماع أو أغلبية مطلقة واضحة وذلك ما لم يتحقق في واقع اليمن، فإني لم أسمع من سياسي أو طرف سياسي معارض أو معترض يصف ويوصم شعبه في غالبيته المطلقة والكبرى بأنهم مجرد مأجورين وحثالة وقمامة وغير ذلك من الاستفزاز والشتم المقزز. الطبيعي إنكار هؤلاء وجود القاعدة وقطعهم الطرق والكهرباء وغير ذلك من أفعال وتفعيل أصبحنا شهود بالمعايشة والتعايشة وبالحقائق والوقائع ليس فقط في المدن ولكن حتى في قرانا ومديرياتنا كما الحالة القشيبية في عمران.