في سبيل تمكين صحفيين علميين متخصصين في قضايا البيئة والطاقة المتجددة والتغيرات المناخية اختتمت مؤسسة فرديدرش ايبرت الألمانية بالتعاون مع مؤسسة برسنت يمن بالعاصمة اليمنيةصنعاء ، اليوم الاثنين 14 مايو / آيار 2018 ورشة عمل حول "التغير المناخي والقضايا المتعلقة به" . وفي الورشة التي استمرت على مدى ثلاثة ايام واستهدفت 25 صحفيا وصحفية من مختلف وسائل الاعلام الرسمية والاهلية والاجنبية ، المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية ، هدفت الورشة لتدريب صحفيين متخصصين في قضايا البيئة والمناخ والطاقة المتجددة ، وتعريفهم بالاساليب العلمية والمهنية الاحترافية المتبعة في تغطية قضايا البيئة والتغيرات المناخية والطاقة المتجددة في اليمن . ودور الصحفي العلمي في إيصال الحقائق العلمية للجمهور والقارئ بطريقة مبسطة واحترافية، من خلال إقتناص زوايا صحفية هامة وتحويلها إلى مقالات وتقارير صحفية تلبي رغبة الجمهور المتطلع الى المعرفة العلمية بمختلف مجالاتها الانسانية والحياتية. واكد محمود قياح مدير البرامج في مؤسسة فريدريش ايبرت مكتب اليمن، بأنها الهدف من الورشة تمكين الصحفيين اليمنيين من تناول قضايا البيئة والطاقة المتجددة ، وبناء قدراتهم الصحفية في مجال تغطية القضايا العلمية وقضايا البيئة والطاقة باسلوب علمي ومنهجي متقدم ، يسهم في رفع الوعي المجتمعي بقضايا البيئة والتغيرات المناخية ومستقبل الطاقة المتجددة والتي تشكل محورا هاما في الاهتمام العالمي والدولي في الانتقال إلى عصر جديد قائم على بيئة نظيفة وطاقة متجددة ومستدامة. وأشار قياح ان الورشة تعتبر لبنة أساسية في تأهيل الصحفيين اليمنيين لتغطية قضايا البيئة والطاقة المتجددة وبما يعزز الوعي المجتمعي للمواطن اليمني على اعتبار أن الصحفي وسيط بين العالم والمواطن في إيصال الرسالة العلمية بشكل مبسط ومفهوم للجميع، اضافة تعزيز الوعي المجتمعي في ظل التوجه العام للمواطن في اليمن في الاعتماد على الطاقة الشمسية للحصول على الطاقة. موضحا ان "تغير المناخ يعد أحد أهم التحديات الرئيسية في عصرنا الحالي، حيث يضيف ضغطا كبيرا على مجتمعاتنا وعلى البيئة. فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط المناخ وتغيراته التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية. محذرا من إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم يتم القيام بحلول علمية و إجراءات جذرية الآن وليس غدا" . بدوره أكد المدرب المتخصص في الصحافة العلمية والبيئية في اليمن ، عمر الحياني، على أهمية امتلاك المتدربين ، ادوات العلم التي تمكنهم من تناول القضايا العلمية والبيئية باحترافية ومصداقية ، وبما يخدم المجتمع ويرفع مستوى الوعي بين افراده ، ذلك ان اليمن وفي ظل التطور العلمي الكبير في مختلف المجالات وخصوصا الطاقة المتجدة وما اظهرته الدراسات من حجم اقابل اليمنيين على اقتناء الطاقة المتجددة الى متازلهم ومقار اعمالهم وما رافق ذلك من اخطاء واستغلال نتيجة قلة الوعي وهو الامر الذي يحتم على الصحفيين وخصوصا المشاركين في الورشة ان يلعبوا دورا مهما في تناول تلك القضايا ، وتعرية جوانب الاخفاق والتضليل والغش التي تتصف بها مستلزمات الطاقة التي تعج بها السوق اليمنية في ظل غياب الرقابة. مشيرا ايضا إلى أن الجدل الدائر في العالم حول التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية ، تجعل منها احدى ابرز القضايا التي تستدعي تناولها وبما يخفف من التأثيرات الناجمة عنها نتيجة السلوكيات الانسانية الخاطئة سواء على المستوى الفردي او المجتمعي او الدولي بحسب الحياني . مشددا على ضرورة تقيد الصحفي بانتهاج المعايير العلمية والاساليب المنهجية في تناول تلك القضايا ، وعرضها للجمهور المتلقي ، بسكل مبسط ، بما من شانه رفع مسوى الوعي ، وايجاد فعل شعبي ومجتمعي ضاغط للتقليل من الاثار الناجمة عن الاستخدامات السلبية سواء للطاقة المتجددة ، او تلك المرتبطة بالبيئة وتغيرات المناخ. محمد الظاهري، رئيس مؤسسة برسنت، أكد في محاضرة له على أهمية تسلح الصحفي اليمني بمثل هذه المهارات، المتعلقة بالصحافة العلمية ، خصوصا في ظل الظروف والمتغيرات التي يشهدها العالم اليوم، مستعرضا نماذج لتخوفات المتسهلك اليمني قبل اقتناء مستلزمات الطاقة الشمسية ، وما رافق ذلك من استغلال تجار السوق المحلية لحاجة الناس وبيع المقلد والرديء من تلك المستلزمات ، وكيف اسهم الوعي بعد ذلك في تقليل آثار تلك الاندفاعة نحو الطاقة المتجددة من قبل اليمنيين. جميلة العثماني منسقة المشروع حثت المشاركين في كلمة توجيهية قصيرة على اهمية تنفيذ وتطبيق ما تلقوه في الورشة ، وتحويله إلى افكار عملية وتنفيذها على ارض الوقع وذلك كي يحظوا بمزيد من التدريب والاهتمام من الجهات المهتمة بهكذا قضايا ، وبحسب – العثماني – فإن بامكانهم الخروج المحلية والمشاركة الاقليمية والدولية بل والتحليق في العالمية ، ان وجدت الارادة والرغبة لدى الصحفيين الذين تم استهدافهم بعملية التدريب خلال ورشة التغيرات المناخية. شارك في الورشة عدد من الاكاديميين من جامعة صنعاء ، ومختصين في التغيرات المناخية والصحافة البيئية في اليمن والطاقة المتجددة ، والموارد المائية بصنعاء ، والمحميات الطبيعية. واستهدف المشروع بدليل الصحافة العلمية المعد من الاتحاد الدولي للصحفيين العلميين في كندا 125 صحفيا في خمس محافظات يمنية هي ؛ صنعاء ، وعدن وتعز وحضرموت وسقطرى. وفي ختام الورشة، تم تكريم المشاركين والمشاركات بالشهادات التقديرية، والذين شكروا بدورهم الجهات الممولة والمنظمة لمثل هذه الورش والدورات التأهيلية التي تمكنهم من الاسهام باقلامهم وافكارهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي في مثل هكذا قضايا. │المصدر - الخبر