لا تصدقهم.. فهم يجيدون فن اقناعك حتى على بلع شظايا الزجاج المحطم لتحيا، سيستمرون في مغازلة صورتك على مرآة مكسورة، ويشربون نخب السرور من تعرجات وجهك المترهل.. سيرقصون واليمن تئن مغدورة تحت غطاء السرير.. سيستعذبون النزيف المدنس وسيبصقون بوجهك ان لاح حزنك "كن قويا مثلهم.. بربريا.. كن حمارا حميريا.. سيتصادمون بكؤوس نخب المدينة وينثرون دمها على الأرصفة وسيستعذبون الطواف حول الوطن الضحية، ولسوف يتبادلون التهاني والقبل.. ولسوف يصدرون البيانات المرحبة وتفسير العلل.. وسيشرعون بتفسير الجحيم وكيف يعني في اليمن "النعيم".. سيقرصون أذنك لو انذهلت.. أصغي إذن.. فلسوف يصفعونك ان شهقت وخنجرا يهوي على قلب الوطن … هم غيورون كما يدعون.. وان فقدت "اليمن" سيادتها في ليلة حالكة كمكائدهم .. سيحاولون اقناعك بترانيم الأنين وسيدعونك الى طبق يقدمون فيه شيء من لحوم المومسات.. ليفتونك عن العذرية التي لا تغور ومنجزات الحقد الدفين.. وسيشرقون بريق الحماسة "صفق لهم وقاسمهم عصارة جهد من سنين".. فشراميط السياسة يحلوا لهم تهاوي المآذن والقباب.. حتى دموع الثكالى تحلوا لهم وقت الفضاض.. هم لا يعترفون بهذا بالفشل ولو وجدتموهم يقدمون بناتهم للغاصب الخارجي، سيصفقون بحرارة… سيهتفون التهاليل عند فض البكارة.. سيتلون النشيد الوطني على مسامعك وعيناك ترقب يدا تنتهك الازار.. تمتد نحو الزرارة .. رويدا.. رويدا .. ستصحو على أصداء تصفيق أبناء الدعارة .. ديوثو هذا الوطن.. سيفرشون سرائر الأرحام للأجنبي ليظلوا يرقبوا المشهد الهجمي من خلف الستارة.. وان رءوا فيك شيء من غضب.. سيطلبون العون منك في ترتيب اوقات الزيارة..