وصل صباح أمس الثلاثاء قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وعقيلته الشيخة موزا بنت ناصر المسند، والوفد المرافق له، في أول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول عربي على هذا المستوى، بعد سنوات من الحصار المفروض على غزة. واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أن زيارة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة، إعلان رسمي لكسر الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على القطاع منذ سنوات، الذي فرضته قوى الظلم والطغيان على قطاع غزة لوقف مقاومتنا وكسر إرادتنا. وأضاف هنية خلال مراسم وضع حجر الأساس لمدينة الشيخ حمد آل ثان غرب خانيونس: "اليوم نعلن الانتصار على الحصار من خلال هذه الزيارة المباركة التاريخية وهذا الحدث التاريخي الذي سيسجله أبناء فلسطين". وتابع: "اليوم ندك جدار الحصار من خلال هذه الزيارة المباركة، فشكرا يا سمو الأمير وشكرا لقطر على هذه الوقفة العربية النبيلة، وما أعظم هذه اللحظات التي تستقبل فيها غزة رجل من رجال الأمة وزعامات العروبة والإسلام على أرض فلسطين العزة وغزة الصمود والإباء والمقاومة". وأشاد هنية بزيارة أول لزعيم عربي غزة المحاصرة رغم كل التحديات والعقبات ومحاور الشر التي لا تريد إلا غزة جريحة ذبيحة مخاصرة معزولة عن عمقها العربي والإسلامي. وقال: "ما أجمل أن تتزامن هذه الزيارة مع مناسبتين عظيمتين؛ العشر الاوائل من ذي الحجة عشية عيد الأضحى المبارك الذي يبارك الله فيها الأعمال الصالحة". واستطرد: "وأي عمل أفضل من زيارة بيت المقدس وأكنافه؛ للتخفيف عن ابناء غزة المحاصرة، وإيصال رسائل أن غزة ليست وحدها في الميدان، وأن فلسطين هي محور هذه الأمة وتسكن قلوب الملايين من أبناء الأمة وأحرار العالم". وأشار إلى أن الزيارة تأتي متزامنة مع الذكرى الأولى لصفقة "وفاء الأحرار" بانتصار المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني لتحرير أسراه مقابل تحرير الجندي جلعاد شاليط، مؤكدًا أن قطر كان لها دور في محطات عديدة بالصفقة. وعدَّ أنه ما كان لهذه الزيارة أن تتم بعد فضل الله وتوفيقه إلا بعد توفر العوامل والظروف، من بينها قرار جريء من أمير قطر ليكون أول زعيم يحط بقدميه في هذه الأرض المباركة، ولولا هذا التوجه العربي الأصيل، مشيدًا بوقوف قطر وأميرها مع غزة إبان الحرب الإسرائيلية أواخر 2008. ولفت إلى أن العامل الثاني هو الدعم والإسناد والمباركة والتسهيلات من القيادة المصرية على رأسها الرئيس المصري محمد مرسي، الذي دعم الزيارة ووفر لها كل المقومات اللازمة لكي تصل قطر بأميرها ووفدها إلى فلسطين ويتنسموا عبير القدس والأقصى. وعدَّ هنية مشاركة وزير التربية والتعليم المصري في الزيارة نيابة عن الرئيس مرسي دليلا على هذا الإسهام المبارك لإنجاح الزيارة، مضيفًا: "ما كانت الزيارة لتتم أيضا لولا صمود وتضحيات وانتصاب هذا الشعب في وجه الحصار والعدوان". ووصل الشيخ حمد إلى غزة عن طريق جمهورية مصر العربية، على رأس وفد كبير ضمنه وزير التربية والتعليم المصري نيابة عن الرئيس مرسي، في زيارة كسرت الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لافتتاح مشاريع إعادة إعمار قيمتها 400 مليون دولار. ولدى وصوله الجانب الفلسطيني من معبر رفح، عزف السلام الوطني للبلدين، واستعرض آل ثاني برفقة رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة حرس الشرف. وصافح الأمير القطري رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر ووزراء الحكومة الفلسطينية وقيادات في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، تقدمهم القادة في حركة حماس محمود الزهار، وصالح العاروري، وخليل الحية، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي. وافتتح الأمير القطري مشروع إعادة إعمار شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يربط محافظات القطاع الخمس، قبل أن نطلق إلى شمال قطاع غزة لافتتاح مستشفى الأطراف الصناعية. وشهد قطاع غزة منذ الساعات المبكرة لصباح الثلاثاء استعدادات شعبية وحكومية واسعة، لاستقبال أمير قطر، كأول زعيم عربي يكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من ست سنوات عمليًا. وانتشر آلاف الفلسطينيين على طول الشوارع التي سلكها موكب الأمير، وهم يرفعون الأعلام القطرية للترحيب بالأمير الذي يقدرون عاليا له هذه الزيارة وهذه الشجاعة التاريخية، ويرون أن لها دلالات كبيرة وأنها تجسيد لكسر الحصار على القطاع، وشوهد انتشار واسع ومكثف لكافة الأجهزة الأمنية، خاصة على المفارق الرئيسة وعلى طول شارع صلاح الدين الواصل بين جنوب القطاع وشماله. تعليق واشنطن من جانبها علقت وزاره الخارجيه الامريكيه بحذر على زيارة أمير قطر الى قطاع غزة فوصفتها ب " المهمه الانسانيه " ونددت بما اعتبرته " الدور المزعزع للاستقرار " الذي تقوم به حركه حماس في هذه المنطقه. وقالت المتحدثة باسم وزاره الخارجيه الاميريكية " فيكتوريا نولاند " اطلعنا على المعلومات المرتبطة بالزيارة التي قام بها اليوم الى غزة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في اطار مهمه انسانيه نحن نتقاسم مع قطر القلق الشديد إزاء الشعب الفلسطيني ومن ضمنه سكان غزه " وأشارت المتحدثة الامريكيه الى ان قطر لم تطلع الولاياتالمتحدة مسبقاً على هذه الزيارة. وتابعت " نحن بالطبع لا نزال قلقين إزاء الدور المزعزع للاستقرار لحماس في غزة والمنطقه وندعو كل الفاعلين الاقليميين الى لعب دور بناء لاعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاوله المباحثات".