تواصلت الاشتباكات بين فصائل الثوار السوريين وتنظيم الدّولة الإسلاميّة في العراق والشام "داعش"، اليوم الاثنين، في ريف الرقة، وقامت الكتائب الثورية بمحاصرة عدد من مقرات التنظيم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ،اليوم الاثنين، إن "كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة تحاصر منذ أمس الأحد المقر الرئيسي للدولة الإسلامية في العراق والشام في مبنى المحافظة في مدينة الرقة". جاء ذلك بعد مقتل عناصر من لواء "العزّة لله" بينهم شقيق قائد اللواء، والقائد العسكري للواء على أيدي عناصر تنظيم "داعش"، وتم تحرير حاجز "هنيدة" وبلدة "المنصورة" من عناصر تنظيم "داعش"، اليوم، وفقا لشبكة شام الإخبارية. كما سيطرت جبهة النصرة على مبنى إدارة المركبات في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا بعد انسحاب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام منه. وأفاد ناشطون بتمكن الثوار من تحرير 50 أسيراً كانوا في سجون داعش في الرقة. وفي شريط فيديو، يظهر عدد من الأسرى المحررين، أمكن سماع صرخات تشتكي من سوء المعاملة لدى تنظيم داعش، وبأن سجنها أشبه بسجن غوانتانامو الأميركي، بينما قال آخرون إن "داعش تدعي تمثيلها الإسلام وهي بعيدة عنه". وقد جرى إطلاق سراح مقاتلين في صفوف الجيش الحر وناشطون ميدانيون وإعلاميون من سجون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في الرقة بعد اقتحامها من قبل ثوار سوريا وكتائب أخرى معارضة أعلنت القتال ضد داعش. وقال الناشطون إن الثوار تمكّنوا من إطلاق سراح 50 سجيناً كانوا معتقلين لدى التنظيم في مبنى إدارة المركبات بمدينة الرقة بعد السيطرة عليه، وبذلك اتسعت رقعة القتال بين الثوار وداعش، حتى خرجت من حدود ريفي إدلب وحلب ووصلت إلى المنطقة الشرقية. وكانت اشتباكات عنيفة قد دارت أمس في مدينة تل أبيض الحدودية بمحافظة الرقة بين عناصر من الجبهة الاسلامية وتنظيم "الدولة الإسلامية" وتركزت الاشتباكات حول مبنى الأمن السياسي ومخفر قديم يتخذه التنظيم مقرا له، ومبنى الأمن العسكري وأمن المنطقة حيث تتمركز عناصر من الجبهة. وتُعد المنطقة التي انسحب منها مقاتلو "الدولة الإسلامية" مهمة لوصول الإمدادات لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، ويقول مراقبون إن انسحاب التنظيم من بلدة الدانة وبلدة أطمة المهمة لخطوط الإمداد دون قتال يشير إلى احتمال إبرام اتفاق لتفادي اشتباكات أوسع تستنزف قوة الجانبين، وهو ما يصب في مصلحة قوات النظام. وفي حلب قتل 10 أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة أطفال في قصف نفذه سلاح الطيران التابع للقوات الحكومية السورية على بلدة في محافظة حلب، الاثنين، في وقت اتسع القتال بين فصائل معارضة وتنظيم مرتبط بالقاعدة ليصل إلى الرقة. واستهدف القصف الجوي بلدة بزاعة في الريف الشرقي لمدينة حلب ما أدى إلى "مقتل 10 أشخاص بينهم 3 أطفال وفتيان" حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت المعارضة المسلحة أنها استعادت السيطرة في حلب على الفوج ال46 وعلى الفوج ال111 أكبر مقر عسكري لتنظيم "الدولة الإسلامية" وسيطرت كذلك على بلدتي ترمانيين والتوامة في الريف. كما أعلنت كتائب المعارضة سيطرتها على مدينة دارة عزة، وقالت إن تنظيم "الدولة الإسلامية" سلم جميع حواجزه ومقاره للمعارضة المسلحة. من جانب آخر، قال ناشطون إن قوات النظام ومسلحي المعارضة اتفقوا على هدنة في حي برزة الواقع في شمال العاصمة دمشق بعد نحو عام من الاشتباكات والعمليات العسكرية. وذكرت تنسيقية حي برزة إنه "بعد محاولات الوساطة الكثيرة في الأيام الماضية والمفاوضات بين قوات النظام وشباب الجيش الحر عن طريق لجنة من أهالي الحي تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين". كما اتفق الطرفان على انسحاب الجيش النظامي من كل أراضي برزة وتنظيف الطرقات تمهيدا لفتحها للمدنيين، وإطلاق سراح المعتقلين من أبناء الحي من سجون النظام. ويشمل الاتفاق السماح بعودة الأهالي بعد إصلاح الخدمات، وفق بيان أشار إلى أن هذه العودة "لن تبدأ قبل أسبوعين ريثما يتم فتح الطرقات وإصلاح الخدمات والتأكد من تفعيل الاتفاق". وذكر الناشط في الحي أبو عمار لوكالة الصحافة الفرنسية أنه رغم أن الشروط المتفق عليها لم تدخل حيز التنفيذ بعد فإن "شدة القتال انخفضت إلى حد كبير في الأيام الثلاثة الماضية". وتعرض الحي لدمار كبير جراء الاشتباكات والقصف شبه اليومي الذي استمر منذ مارس/آذار الماضي. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من جيشنا الباسل دخلت إلى الحي وقامت باستلام الأسلحة الثقيلة وفككت العديد من العبوات الناسفة المزروعة بين منازل المواطنين". وقال المصدر أيضا "إن مائتي مسلح مما يسمى الجيش الحر وجبهة النصرة استسلموا وسلموا أسلحتهم للجيش العربي السوري في حي برزة بدمشق". غير أن الناشطين نفوا تسليم أي مقاتل لنفسه أو سلاحه. وشددت التنسيقية في بيانها على أن "الجيش الحر هو من يسير أمور الحي بكامل عناصره". واعتبر الناشط أبو عمار أن إعلان الإعلام الرسمي عن تسليم المقاتلين أنفسهم يأتي في إطار "ادعاءات إستراتيجية" يتبعها النظام من أجل الضغط على المعارضة خلال المفاوضات. ويأتي هذا الاتفاق بعد أقل من أسبوعين على خطوة مماثلة بين نظام الأسد ومسلحي المعارضة بمعضمية الشام جنوب غرب العاصمة، والتي بقيت محاصرة لنحو عام. وأتاح ذلك الاتفاق إدخال المواد الغذائية إلى المعضمية للمرة الأولى منذ أشهر. وبعد أيام من إعلان الهدنة، اندلعت اشتباكات لمدة قصيرة، إلا أنها سرعان ما توقفت. وعلى المشهد السياسي انسحبت 6 كتل سياسية من الائتلاف السوري المعارض ،مساء اليوم الاثنين، احتجاجا على الذهاب إلى مؤتمر "جنيف 2″، في حين بدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال دعوات رسمية لحضور المؤتمر مستثنيا طهران من الدعوة. والكتل المنسحبة هي كتلة مجالس محلية والمجلس الأعلى لقيادة الثورة والحركة التركمانية وهيئة الأركان والحراك الثوري والمنتدى السوري للأعمال بالإضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة. وفي الأثناء، بدأ الأمين العام للأمم المتحدة إرسال الدعوات لحضور مؤتمر "جنيف 2″ للسلام بشأن سوريا والمقرر أن يعقد في 22 يناير الحالي، مستثنيا إيران من الدعوة بحسب ما أعلن متحدث باسم الأممالمتحدة الاثنين. وقال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق إن وزيري خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في13 يناير الجاري لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إيران من عدمها. وكان مسؤول أميركي قال إن بإمكان إيران أن تبرهن على رغبتها بلعب دور بناء في المحادثات المقبلة لإحلال السلام في سوريا بدعوتها دمشق إلى وقف قصفها للمدنيين والسماح بوصول المساعدات. وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية يرافق الوزير جون كيري للصحفيين "هناك خطوات يمكن أن تقوم بها إيران لتظهر للمجتمع الدولي أنها جادة في أن تكون لاعبا إيجابيا، ومن بينها دعوة النظام السوري إلى وقف قصف شعبه والدعوة إلى تشجيع دخول المساعدات الإنسانية." وتعارض واشنطن دعوات روسيا وغيرها من الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح لطهران بالمشاركة في "جنيف 2″ لمحاولة إيجاد حل للأزمة السورية. وتتهم واشنطنطهران بتزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالرجال والمال وتسليح مقاتلي حزب الله الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.